وصية الرسول صلى الله عليه وسلم ب اهل مصر

في هذه الآونة التي تعبر فيها مصر تحولا تاريخيا يجب ان نعلم أن لمصر مكانتها التي بينتها آيات الكتاب المبين، ووضحت أن الذين يدخلونها يكونون آمنين، كما قال الله تعالي «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» سورة يوسف 99.
ولأهمية مصر ومنزلتها، وصي رسول الله صلي الله عليه وسلم بأهلها، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «إنكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما» رواه مسلم.
وقد كان فتح مصر من المعجزات التي اخبر بها رسول الله صلي الله عليه وسلم في حياته وحققها الله تعالي كما أخبر بها.
انه تم الفتح وتحققت المعجزة التي اخبر بها وذلك في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقوله صلي الله عليه وسلم: «ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط»، وأراد الرسول صلي الله عليه وسلم ان يوضح انها مصر التي يذكر فيها القيراط، هي التي كان يعنيها القرآن الكريم في قول الله تعالي:
«ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» يوسف 99.
وذكر الرسول صلي الله عليه وسلم السبب في الوصية بأهل مصر حيث قال: «فإن لهم ذمة ورحما».
اما الذمة: فهي ذمة الفتح، وعهد الفاتحين الذين فتحوا مصر يعطون هذا العهد لمن فتحوا بلادهم فيعطونهم الامان والحماية.
واما الرحم: فمنذ عهد ابراهيم عليه السلام، حيث كانت هاجر ام اسماعيل من اهل مصر ومعلوم ان اسماعيل عليه السلام ابوالعرب وجد النبي صلي الله عليه وسلم.
وهناك رحم اخري، وذلك بعد الحديبية، وقبل فتح مكة المكرمة كتب الرسول صلي الله عليه وسلم الي كسري وقيصر والنجاشي، وهو غير النجاشي الذي صلي عليه النبي صلي الله عليه وسلم عندما توفي، وكتب الرسول صلي الله عليه وسلم الي هؤلاء والي غيرهم يدعوهم الي الاسلام.
وكتب الي المقوقس صاحب الاسكندرية وبعث حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه فمضي بكتاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إليه، فقبل الكتاب، واكرم حاطبا، وانزله عنده، وقد جمع بطارقته واجري معه حوارا انتهي بقول المقوقس لحاطب: انت حكيم قد جاء من عند حكيم، ثم قال: هذه هدايا ابعث بها معك الي محمد، فأهدي الي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثلاث جوار منهن أم إبراهيم وهي مارية، والاخري اختها سيرين اهداها صلي الله عليه وسلم لحسان كما ارسل الي الرسول صلي الله عليه وسلم بغلة وغلاما، فمارية ايضا من مصر وتلك هي الرحم الثانية وكانت للرسول صلي الله عليه وسلم بملك اليمين، وقد عرض عليها حاطب الاسلام ورغبها فيه فأسلمت هي واختها.
ومن يمن الاسلام علي مارية ان اصبحت ام ولد لرسول الله صلي الله عليه وسلم ولم تكن بركة الاسلام عليها وحدها بل كانت مباركة علي اهلها واهل مصر، حتي ان الرسول صلي الله عليه وسلم وصي المسلمين اذا فتحوا مصر ان يستوصوا بأهلها خيرا في قوله «فاستوصوا بأهلها خيرا» وهو امر وجوب علي كل واحد من المسلمين ان يوصي كل واحد غيره خيرا بمصر، وان كل جيل يوصي الذي بعده.
وما كانت وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم بأهل مصر إلا لأنه كان يعمل جهودهم وجهادهم واهمية دورهم في الحياة بإلهام الله له.
وقد شاء الله تعالي بعد القرون الثلاثة الاولي ان يبزغ نجم الازهر الشريف فاحتضن ابناء المسلمين من مشارق الارض ومغاربها فقام بتعليمهم واقامة اروقة لأبناء المسلمين، يقيمون فيها ويتعلمون الي ان يتخرجوا.
[/size][/size]

نسأل الله ان يحفظ شعوب العالم العربي والاسلامي

من كل شــر ..



لك تقديري اخي ع النقل الجميل.