تغيير ام تدمير؟

لم أقصد بهذه التسمية التلاعب بالألفاظ والكلمات بل هي الحقيقة.. نعم هذه التسمية الحقيقية لتلك الثورة وليست ثورة شباب كما تسميها تلك العناصر المخربة أو يزعموا أنها ثورة شباب


هل هم الشباب الذين نراهم في المظاهرات أم في القنوات الفضائية المأجورة؟ من هم؟


هل هم الشباب الذين يتلفظون بتلك الألفاظ البذيئة أم أنهم أولئك الأرجوازات والمهرجون الذين نراهم في قناة سهيل، أم هم أولئك المتعجبون الذين بعضهم في قناة سبأ لايمتلكون لغة الحوار ولا آدابه؟


من هم؟ هل هم الذين ذهبوا إلى توقيع المناورة “المبادرة” أم أنهم الذين يستضافون في القنوات الفضائية؟


لم أر من الذين وقعوا المبادرة أو المناورة سوى كهول!


هل هؤلاء شباب؟
احترت أين هم الشباب الذين يتحدثون عنهم وعن ثورتهم ومطالبهم وعن ثقافتهم ويريدون الإصلاح والتغيير “شباب التغيير” وهناك من أطلق عليهم شباب التدمير وأسموهم شباب التغرير عندما اسموا أنفسهم شباب التغيير هم فعلاً اختاروا الاسم الصحيح لأنهم استطاعوا أن يغيروا كل شيء غيروا القيم والمبادىء غيروا الأخلاق والأدب إلى تطاول والتلفظ بألفاظ عارية عن كل الأخلاق، غيروا الأحاديث النبوية إلى شعارات وأناشيد تدعو إلى كل ما نهى عنه الإسلام.


غيروا الطفولة والبراءة إلى وجوه ملطخة بتعابير وقحة غيروا وجه المرأة الخجولة من الحياء إلى امرأة تصرخ وتسب وتشتم وتتلفظ بكل ماهو بذيء مقلدة الرجل.


ومن التغيير الذي أحدثوه تغيير الأمن إلى خوف حتى الشوارع غيروها،فتحولت الشوارع في تعز مثلاً من شوارع جميلة نظيفة إلى شوارع مخربة ملئها القمامة والأحجار أحدثوا تغييراً من أجمل التغييرات أن أصحاب الوظائف أصبحوا عاطلين بسبب حرق المؤسسات والمقرات الحكومية.


وما يزيدنا تعجباً أن كلماتهم “سلمية ـ صدور عارية ـ مشروع شهيد” لايزالون يكررونها وهم يعلمون تماماً أن كل ذلك عار من الصحة،فيسلبون الناس حقوقهم ويحرقون المنشآت العامة ويقتلون النفس المحرمة أين الشباب؟ لم أر شباباً مثقفاً يحاور ويجادل إلا بنوع من الحقد والغل وبنوع من التعبئة نفس الكلمات، نفس الألفاظ،نفس الأفكار، وكأنهم درسوها وحفظوها وجاء الوقت ليفرغوها في هذه الفوضى.


فعلاً تشعر بأنهم هم أنفسهم تعبوا من هذه الأفكار التي هي ثقيلة كالجبل بمجرد أن يتحدثوا يفرغون الحمل الثقيل الذي تنوء به أدمغتهم دون علم ما يعنون بها.


ياشباب تقولون: سلمية.. لا والله ليست سلمية وكل ما تفعلونه لايدل على السلمية.


صدور عارية هي فعلاً عارية ولكن من المشاعر والرحمة متعطشة للدماء، متعطشة للحروب ينادون الأمم المتحدة يستنجدون بأمريكيا وأوروبا، تعالوا أنقذونا؟ أزرعوا قواعدكم هنا.. هذا هو التغيير الذي تنشدون يا شباب التغيير بدلاً من أن نرى جندياً يمنياً أسمر ذا شعر أسود تريدون التغيير بأن تجلبوا لنا جندياً أمريكياً أبيض ذا شعر أشقر.


ماذا تريدون بالضبط؟
تجاهلتم كل القيم والمبادىء وما حثنا عليه ديننا الإسلامي ديننا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم الذي يقول:


“المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” وضعوا مائة خط على لفظة لسانه، حيث قدم اللسان على اليد لما فيه من استفزاز وأنتم رغم شعاراتكم المستفزة تنادون سلمية، سلمية.


أين السلمية والفصيح فيكم تخرج منه أسوأ العبارات والألفاظ سواء كانت على ولي الأمر الرئيس حفظه الله أو من يناصرونه ويناصرون الأمن والاستقرار.


أين السلمية وأنتم أتحتم الفرصة لكل الخونة والمتعطشين لإراقة الدماء والصعود إلى السلطة عبر الدماء البريئة، أتحتم لهم فرصة للبطش ليس بالأيدي فقط بل بالأسلحة الخفيفة والثقيلة على أناس لا حول لهم ولا قوة تحت شعار ثورتكم السلمية.


تناسيتم أن الله سبحانه وتعالى هو موزع الأرزاق وكما قال للرسول الكريم في حديثه القدسي:


“أعلم أن الأمة لو اجتمعت على ان ينفعوك في شيء لن ينفعوك إلا بشي قد كتبه الله لك وإن اجتمعت على أن يضروك في شيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف”.


أيها الشباب أرجعوا إلى الله وكتابه وراقبوا الله في أعمالكم تكتبون على رؤوسكم وصدوركم مشروع شهيد وأنتم تنادون للحياة الجميلة، والحياة الأفضل فلماذا تذهبون إلى الموت بأنفسكم وتنادون بالزحف وتذهبون إلى أماكن أنتم تعلمون أنكم لن تلاقوا فيها سوى أفراد من الأمن واجبهم الحفاظ على تلك المنشآت.


ما رأيته في مصر كان ثورة شباب حقيقية وثورة شعب بأكمله ليست بالضرورة ثورة شباب.


ولكن ما يحصل في اليمن لا ثورة شباب ولا ثورة شعب بل إنها ثورة أشباح وثورة شغب وصراعات سياسية ومكايدات حزبية.


نبأ نيوز- اعتدال محمد عبد الله منصور