كشف قيادي بارز في تنظيم القاعدة باليمن أن "المجموعات الجهادية" للقاعدة موجودة داخل الحراك الجنوبي، وتلعب دوراً مهماً داخله، وهي من أدارت معارك "جعار" بأبين، مؤكداً أن "القلاقل" التي يثيرها الحراك، والحوثي هي التي ستوصل القاعدة إلى السلطة في اليمن، وحكمها بالشريعة الاسلامية، وأنهم سيشاركون مع الحراك لإسقاط الحكومة.
جاء ذلك على لسان القيادي غالب الزايدي- أحد قيادات القاعدة في مأرب، ومطلوب أمنياً، وسبق أن أمضى سجن الأمن السياسي مدة ثلاث سنوات عام2003م، قبل محاكمته وإطلاق سراحه.
وقال الزايدي- في حوار نشرته صحيفة الغد "في حرب 94 وقف الأخوة المجاهدون مع الوحدة، لأنه لم يكن يوجد حينها شيء اسمه تنظيم القاعدة، والجميع يعرف أن المجاهدين هم من قصموا ظهر الحزب الاشتراكي في المعارك بينه وبين القوات الشمالية، على أساس أن الحكومة اليمنية والرئيس علي عبد الله صالح كانوا يقولون سيطبقون الشريعة الإسلامية، ولكن أمامنا عقبة وهي الحزب الاشتراكي، فالمجاهدون دخلوا الحرب على هذا الأساس"
وشكا الزايدي من نكث سلطة الرئيس صالح بوعدها للمجاهدين، قائلاً: "فجأة انقلبت عليهم الدولة بعد الحرب، وزجت بهم (المجاهدين) في السجون، وقُتل منهم من قُتل، وطُرد المجاهدون الأجانب إلى الخارج، وهكذا، أما الآن فلا يمكن أن نكرر الخطأ مرة أخرى".
وأضاف: "إذا كان هذا الحراك سيطبق الشريعة الإسلامية فإننا سندخل كقوة معه من أجل إسقاط النظام مع الاحتفاظ بقوتنا حتى لا يعاد الخطأ مرة ثانية، أما أن ندخل في هذا الحراك ثم تحكمه قوانين وضعية فهذا غير ممكن، وأعتقد أن خطاب (أبي بصير) كان واضحاً، ودعا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية"..
وحول مصلحتهم في إيجاد قلاقل أمنية في اليمن، قال غالب الزايدي: "وجود قلاقل في اليمن من ناحية قد يكون جيداً للتنظيم، ومن ناحية أخرى غير جيدة، مثلما تقول فيه خير وفيه شر".
وأضاف: ان الخير "يكمن مثلاً في إضعاف النظام، الآن موجودة قلاقل من قبل الحراك الجنوبي، ومن قبل العناصر الحوثية الشيعية مدعومة من إيران وليبيا، وربما تظهر قلاقل قادمة، ونحن سنستفيد من إضعاف النظام بسبب هذه القلاقل"، مشيراً إلى أن فائدة القاعدة من هذه القلاقل ستمكنهم من الوصول "إلى السلطة و تحكيم الشريعة الإسلامية."
وأكد: أن هذا ليس على الله بعزيز و"بإذن الله تعالى، وهو وعد من الله أنه يمكن لعباده المؤمنين، وما ذلك على الله بعزيز، نحن نطمح إلى اليوم الذي يأتي ونمسك زمام السلطة."
ولم يستبعد الزايدي ان يتكالب عليهم العالم في حرب ما يسمى بالارهاب "من الطبيعي جداً ومن صميم العقيدة الإسلامية بأن الكفار يجتمعون على المسلمين مثلما اجتمعوا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب عندما حاصروا المدينة من كل الجهات، وكذلك ما حصل للخلافة العثمانية من تكالب الأعداء عليها، والمجاهدون أقاموا دولة الإسلام في أفغانستان، والعالم كله يشهد أن أفغانستان لم تعرف أماناً مثل أيام حكم طالبان، وأن حكم طالبان كان آخر خلافة إسلامية، وتداعى عليها الكفر من كل مكان وأدى إلى سقوط هذه الخلافة".
وحول الدعم الإيراني والحوثي للقاعدة، قال غالب الزايدي: "هذا ليس صحيحاً، نحن ليس لنا أي علاقة بالحوثي أو إيران، ومعروف أن الحوثي الآن وضع من ضمن أهدافه القضاء على مراكز أهل السنة، وهو يقول أنه إذا استطاع الوصول إلى السلطة فأول ما يقوم به إغلاق مراكز أهل السنة، جامعة الإيمان، ومركز الدعوة، ومركز دماج، ومركز معبر".
وقال أيضاً: "الحراك الجنوبي كما تعرف ليس ضد راية واحدة أو ضد أهداف محددة، وإنما تستطيع أن تقول بأن أصحاب المناطق الجنوبية قائمون ضد الدولة، بعضهم يحمل أفكاراً إسلامية، وبعضهم ناصرية".
لكنه اكد بوجود مجاهدين في الحراك الجنوبي: "هناك مجموعات جهادية كان لها دور في الحراك، والجميع يعرف من كان يدير المعارك التي كانت في جعار بأبين"، وعندما سئل من كان يدير المعارك أجاب: "المجاهدون يديرون جعار"!
ودافع الزايدي عن طارق الفضلي لكنه قال: "بأنه لا يمثل مرجعية" للقاعدة، مضيفاً: ان الفضلي التحق بالحزب الحاكم "بسبب بعض الأخطاء التي حصلت منه بعد 94، بعض الشباب بحكم أنهم شاركوا في حرب 94 حصلت منهم ثقة زائدة فدخلوا الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام ومن ضمنهم طارق الفضلي، والآن أعتقد أن الحقائق بدأت تتضح له وبدأ يراجع أخطاءه."
ونفي ان يكون سبب انضمام السلطان طارق الفضلي الى الحراك يعود الى مصادرة الدولة لاراضيه، وقال: "هذا كلام غير صحيح، والدولة في أي شيء يحدث تروج لهذه الأشياء".
وطالب كل من يتهم طارق الفضلي بهذه التهمه أن يقدم دليله "أنا أقول كل من يدعي شيئاً فعليه أن يأتي بالدليل، والذي نعرفه نحن أن هذا الرجل تبينت له أمور منها أن هذا الحكم الذي يحكم اليمن مجرد شلة عصابة فعرف حقيقتهم".
واكد الزايدي: أن الفضلي كان على راس لجنة للحوار مع المجاهدين مكلفة من قبل الرئيس صالح، قبل ان ينظم الى الحراك ولكنه قال بانه "لم يلتقهم، هو بعد دخوله على الرئيس وتكوين هذه اللجنة لفترة وجيزة أعلن انضمامه إلى الحراك، وخلال هذه الفترة لم يلتقهم."
وقال بانه دعا لتشكيل معسكرات للمجاهدين في مناطق القبائل ولكنه يتحفظ على كشق طبيعتها واماكنها "مثل هذه الأمور أنا أتحفظ عليها، وكل أمورنا العسكرية نتحفظ عليها، لكن أقول لك الآن وأرجو أن يسمع كلامي هذا كبار علماء أهل السنة، لا بد أن يكون لنا نشاط عسكري وتجميع الشباب، ليس ضد طرف معين، وإنما ضد عدة أطراف.
وذكر من بين الأطراف المستهدفة من قبل تنظيم القاعدة المصالح الغربية والبوارج الامريكة والغربية في خليج عدن والسلطة الحاكمة وجماعة الحوثي التي تحارب أهل السنة وتعلن بأنها ستغلق جامعة الإيمان ومراكز أهل السنة للحديث في دماج ومعبر ومأرب-حسب زعمه- مختتماً بالقول: "علينا أن نعد أنفسنا لمواجهة أخطار قادمة، وليس خطراً واحداً".