قصيدة شعرية فصيحة قيلت قبل 200 عام

01-10-2009, 06:00 PM

وهي من افضل القصائد وإن شاء الله تعجبكم

السلام عليكم
من المؤسف أن تقرأ بين الفينة والأخرى .. قصائد شعرية تعد من أروع وأنفس وأجود ما قيل في الشعر ... لشعراء من هذه الجزيرة المباركة مهملة وأصحابها لا يعرفون ... وللأسف قلّ ما تجد إهتمامٌ من الباحثين أو الأدباء في هذه البلاد .. فتجدهم يتبارون على جمع الأبيات الشعرية يمنة ويسرة من شتى بلاد العرب .. ويترجمون للشعراء من بلاد الهند والسند .. وفي المقابل يتجاهلون أو يتعامون عن درر ونفائس لشعراء فطاحلة برزوا في نظم الشعر الفصيح في هذه البلاد .. قبل عقودٍ ليست بالبعيدة .

تجد مثل هذه القصائد بين مخطوطات مندثرة أو في مكتبات مغمورة .. تصاب بالحسرة ، ويعصرك الألم عندما تقرأ من هذه الدرر والتي تحوي بين جنباتها بلاغة وفصاحة وعلماً وتاريخاً وقصة وحادثتاً وثّقت في هذه القصائد ... ولا تجد من ينتشلها ويخرجها للعالمين أو يترجم لقائلها ويعرّف به .

لن أطيل عليكم .. سأعرض لكم اليوم إن شاء الله أنموذجاً من هذه القصائد ... أريد منكم أيه السادة أن تحكموا على هذه القصيدة بأي شيء تستحق .. وعلى أي تصنيف تصنّف ... كما أتمنى أن تخرج بالتصور المناسب عن اسباب ذكر هذه القصيدة وعمّا تتحدث عنه .. وسأورد لكم قائلها والمناسبة لا حقاً إن شاء الله ... وإذا وجدت تفاعلاً منكم أوردت قصائد أخرى لشعراء آخرين عاشوا بين الفترة من 1200هـ إلى 1340هـ تنشر قصائدهم لأول مرة .

سلام على عرق اللوى عـدد القطـر

وحـيـاة هـطـال تحلـيـه بالـزهـر

ديـار إذا شمـت مـن الغيـث نفحـة

تفـوح منهـا طيـب النبـت بالعـطـر

سـلام علـى آكمامـهـا وإعلامـهـا

سـلام علـى سكانهـا البـدو والحضـر

تحيه صب قد بـرى الشـوق جسمـه

وادمعه مـن حـر نـار الجـو تجـري
فيـا حبـذا تلـك الديـار وان نــأت

ولا حبذا مصـر وان كنـت فـي مصـر

بهـا فتيـة مثـل الربيـع لجـارهـم

ويحمونهـا بالبيـض والذبـل السـمـر

ولاسيمـا فـي يـوم كــل كريـهـة

يسير بها الركبـان فـي البـر والبحـر

وما كنت ممن يبرى الشـوق جسمـه

لغير القنـا والبيـض والضمـر الشقـر

إلى أن بدت لي مـن سعـاد محاسـن

سبت مهجتي من حيث ادري ولا تـدري

لهـا شعـر كاليـل اسـود فـاحـم

وجيـد كجيـد الريـم والوجـه كالبـدر

عسيريـة العينيـن روميـة اللمـى

تهاميـة الساقيـن نجـديـة الخـصـر

وفي حبها كـم قلـت يومـا لعاذلـي

صدقت ولاكـن لا سبيـل الـى الصبـر

فدع عنك عذلي في هواهـا وأهلهـا

هـم قدوتـي حتـى أوسـد فـي قبـري

تذكرتهـا والليـل قـد مـد جنحـه

وحولي حـراس حـراص علـى اسـري

فجاوزتهـم مستصحبـا مشرفـيـة

كـأن علـى أعطافهـا لهـب الجـمـر

ويممت أرضا لا أنيـس بهـا يـرى

سوى الذئب يعوي من أمامي وفي اثـري

كأن عليـه الغيـث اصبـح ساخطـا

فليـس بهـا سـوى الرمـل والصخـر
ومالـي آلا الأســودان معيـشـة

ومالي ظهر في فلاهـا سـوى صبـري

وصيـرت إقدامـي ذراعـا بقفرهـا

وقطعتهـا حتـى وصلـت بـنـي ......

فلمـا وصلناهـم وجدنـا اناسـهـم

جياعا من التقـوى شباعـا مـن الكفـر

أرادوا لنـا كيـد فعـاد عليهـمـوا

وابنـا بحـمـد الله بالـعـز والنـصـر

فـأن رغبـت عنـي سعـاد فإننـي

اشد على خطـب الزمـان مـن الصخـر

ولي همـه تعلـوا علـى كـل همـة

تبلغني المقصـود آن مـد فـي عمـري

سلي إن جهلتي سيرتني وسريرتـي

فليس أخو جهـل سـواء ومـن يـدري

وحولي أشيـاخ علـى كـل سابـح

يرُون لـدى البهجـاء كالأنجـم الزهـر

رقوا من حصون المجد كـل مشيـد

الـى آن رءوا فـوق الكواكـب والبـدر

ودانت لهم شـرق البـلاد وغربهـا

واسقوا ملوك الأرض كأسا مـن الذعـر

وكم مـن مليـك غادرتـه سيوفنـا

قتيـلا لـدى الهيجـاء للذئـب والنسـر

أتانـا بقـوم آهـل بـاس وقــوة

ولكـن لقينـاهـم بقاصـمـه الظـهـر

طحناهـم طحـن الرحـى بثفالـهـا

ومن عاش من تلك الجنود ففـي الأسـر

ودار آخذناهـا وقـد بـزت الـورى

طلعنـا عليهـا بالهـلاك مـع الفـجـر

محصنـه أمسـت وهـي مطمئـنـة

عليهـا ثيـاب لا تـرام مـن السـتـر

فذاقت عذابـا مـا رأت قـط مثلـه

والبسهـا قومـي ثيابـا مـن القـهـر

وقد كنت في عرق اللوى اسعد الورى

وحولـي قـوم يعرفـون بـه قــدري

فطورا ترانـي رأس حصـن مشيـد

وحينا تراني بأبيات ترانـي مـن الشعـر

وطــورا تـرانـي بالـنـمـاري

وتارة بخوبر بين الشيح والرند والنهـر

ويوم بأعلى شعب قـارة طـاب لـي

نعمـت بغيـد فيـه كالأغصـن الخضـر

وقد طـرزت كـف الغمـام رياضـه

بنبـت نمـى بيـن المسايـل والوعـر

فيـا آيهـا الريـح اليمانيـة ابلغـي

بنـي عمنـا منـي سـلام بـلا حصـر

فلولاهم ما حزنـي البيـن والنـوى

فاني علـى ضيـم الزمـان لـذو صبـر

ولولا إمـام العلـم والحلـم والتقـى

لما هزنـي صـوت الحمامـة والقمـري

إمـام لقـد أضحـى وحيـد زمانـه

هـو الشيـخ إبراهيـم مرتفـع الـقـدر

إمام هدى من بيـت فخـر وسـؤدد

منازلهـم فــوق الكـواكـب والـبـدر

بهم أصبحـت تلـك الديـار منيـرة

واحيـوا بهـا تلـك المساجـد بالـذكـر

عليهـم مـدى الأيـام منـي تحيـة

يفوق شذاها المسـك والعنبـر البحـري

فجسمـي بمصـر والفـؤاد لديهـم

ودمـع عيونـي بـل تسكابـه حجـري

وان جد بي شوقـي فبينـي وبينهـم

قفـار تـرد الريـح منحطـم الـصـدر

ولكننـي ارجــوا الآلــة بمـنـه

يـبـدل عليـنـا العـسـر بالـيـسـر

S n i p E r · 01-10-2009, 06:41 PM

شكرا لك اخي قناص البديع على نقل هذه القصيده التاريخيه
بحثنا عنها في الانترنت واستفدنا معلوماتىوعرفنا من قايلها وهذا ماوجدناه

الأمير مداوي بن محمد أحمد المتحمي في سطور

أمير وشاعر من شعراء الطبقة الممتازة في منطقه عسير بل في الجزيرة العربية . . . ولد في مدينه (طبب ) مقر أماره آل ابو نقطه المتحمي في عام 1191هـ . . . نشاء في حجر والده الأمير محمد بن احمد المتحمي الذي شغل منصب أماره عسير في الفترة مابين 1230- 1232هـ بعد سقوط أماره ابن عمه الأمير طامي بن شعيب المتحمي على يد محمد على باشا والي مصر حينما غزا بجيوشه الجرارة عسير . . . وكان لشاعرنا الأمير مداوي مواقف ووقائع ضد ضد غزوات الأتراك التي توالت على عسير أثناء حكم والده . . . وقبل ذلك وبعد ذلك وقد وقع في الآسر عدة مرات على يد جيوش محمد على باشا ونفي الى مصر . . .
وهرب من سجنه وعاد إلى عسير ثم القي عليه القبض مره أخرى . . . وأبعد إلى مصر مع ثلة من أسرته ومن آسره آل الحفظي . . . وكان طريقه إلى أسره من جهة بلاد شهران فبيشه فتباله وعندما وصل واحة تباله تمكن من الفرار من تحت الحراسة المشددة عليه . . .
ولقبيلة عسير وقحطان وشهران ومجموعه من الفرسان العساريه الذين لحقوا به اليد الطولى في تخليصه من أيدي الجيش التركي . . . وعاد إلى وطنه ولم يلبث طويلا حيث عليه القبض مع ما تبقى من أبناء عمومته من الأمراء ولم يسلم من ذلك حتى الأطفال الصغار من الأمراء الذكور .
وابعد إلى مصر ومنها إلى تركيا ولعل في قصيدته التي سوف نوردها ألان وقصائد أخرى سنوردها قريبا إن شاء الله ما ناله في الآسر من الاضطهاد والتشريد وبخاصة هذه القصيدة الرائعة التي إنشاءها وهو في آسره في مصر وهي باللغة العربية الفصحى . . . وجميع معانيها تهدف إلى الشوق واللهفة إلى منطقه عسير حتى انه شبهها بمحبوبته . . . وتغزل فيها غزل الفارس بوطنه ليتفرد بهذا التشبيه راسما اجمل صور حب الوطن والأهل .
وقد بعث بهذه القصيدة إلى أحد المشائخ من آسره ((آل الحفظي)) بيت العلم المعروف في عسير علما أن اصل القصيدة موجود لدى آسره ((آل الزميلي)) من بني ملك عسير الى وقتنا الحاضر رحم الله الأمير واسكنه فسيح جناته ..

منقول من منتدى عسير
معاني الكلمات :

البيت ( 1) : اسم مدينه طبب عاصمه حكم الامير الشاعر وتعني التواء وادي ومجرى الماء والعرق هو كنيه بوفره الماء وتقع طبب ( عرق اللوى ) على وادي تهلل الذي ينبع من مرتفعات جبال تهلل بقرب منتزه السوده حاليا
البيت ( 9) : يشبه الشاعر موطنه عسير بفتاه اسماها سعاد عرف محاسنها ومرارة فراقها بعد أن نفي منها وهي من اجمل صور التشبيه والوطنيه الخالصة النابعة من قلب هذا الشاعر الفذ .
البيت ( 18) : الأسودان هما التمر والماء .
البيت (25 ) : الأشياخ يقصد أقاربه من أسرته وبعض من أسره أل الحفظي وبعض شيوخ القبائل وفرسان عسير رحمهم الله تعالى
البيت ( 30) : الرحى حجران تستخدمان لطحن الحبوب في العصور الماضية .
البيت ( 35) : حصن مشيد يقصد به ( مصنف ) قصره في طبب ولا يزال قائما الى ألان .
البيت ( 36 ) : النماري و خوبر جبلان عملاقان يقعان شمال غرب مدينة أبها .
البيت (37) : قاره اسم لجبل قريب من مدينه طبب شمال غرب مدين أبها يتميز بارتفاعه ووجود حفريات جميلة طبيعية في قمته .
البيت (42): الشيخ إبراهيم هو الشيخ إبراهيم الحفظي من بيت دين وعز وسؤدد في عسير

S n i p E r · 01-10-2009, 07:43 PM

يابن لحول على المرور و على افدتنا بالمعلومات

اوسمتي · 01-10-2009, 09:15 PM

فاني علـى ضيـم الزمـان لـذو صبـر
ولولا إمـام العلـم والحلـم والتقـى
لما هزنـي صـوت الحمامـة والقمـري
إمـام لقـد أضحـى وحيـد زمانـه
هـو الشيـخ إبراهيـم مرتفـع الـقـدر
إمام هدى من بيـت فخـر وسـؤدد
منازلهـم فــوق الكـواكـب والـبـدر
بهم أصبحـت تلـك الديـار منيـرة
واحيـوا بهـا تلـك المساجـد بالـذكـر
عليهـم مـدى الأيـام منـي تحيـة
يفوق شذاها المسـك والعنبـر البحـري
فجسمـي بمصـر والفـؤاد لديهـم
ودمـع عيونـي بـل تسكابـه حجـري
وان جد بي شوقـي فبينـي وبينهـم
قفـار تـرد الريـح منحطـم الـصـدر
ولكننـي ارجــوا الآلــة بمـنـه
يـبـدل عليـنـا العـسـر بالـيـسـر

قصيدة جميلة وتاريخية بيض الله وجهك يالمبدع على القصيدة وصح الله لسان الشاعر