كيف تحل مشكله الثار ؟؟؟؟؟؟
علي سعيد بلعيد
كل المعضلات والمشاكل التي تواجهها اليمن ، ليست عصية على الحل..فهناك طرق وسبل واسعة بإمكانها ، أن توصل الى الخلاص منها ، إذا ما أراد الانسان ، السير فيها ، بنيَّة مُخلصة
ومشكلة الثأر عندنا .. هي واحدة من اصعب المشاكل التي يعانيها مجتمعنا ، حتى أنها تخالُ للكثير ، بأنها صعبة الحلول؟
وسبب تفاقم هذا الداء الخبيث .. او تراجعه وانحساره ، ليس بيد القبائل-كما يظن البعض- بل ان الحكومة والسلطة السياسية ..هي المؤهلة -في المقام الاول-والقادرة -فعلا- على إيقافه، إذا ما وضعت نصب عينيها ذلك ، فانها ستضع الخطط والبرامج ، لحل قضايا المجتمع..ومنها قضية الثأر والتناحر القبلي!! ..ذلك لان القبائل في بلادنا تعي وتدرك جيدا ، خطورة الحروب ، فيما بينها..ومشاكل الثأر التي تعاني منها المتاعب المستمرة والتي تعرض حياتها للخطر ، ناهيكم عن عدم الاستقرار
وهذا ما يجعل من الخوف والحذر ، سمة مميزة لها .. اينما حلت ورحلت؟
لكنها لا تستطيع التخلص منه ، في وضع لا ترى فيه السلطة ، تفرض جبروتها لحماية القبيلي والاخذ بثأره ومحاسبة الجاني ، وفق نظام قضائي عادل ومستقل، حتى يرى المجني عليه ، محاسبة الجاني ، من قبل السلطة ..الامر الذي يجعل القبائل عندها ، يتركون امر خلافاتهم ، لتتولاها سلطة قوية عادلة وقادرة ، على أخذ الحق وانصاف المظلوم
لكن هذا الغياب لدور السلطة عندنا .. وعدم إيلاء اهتماما كبيرا لقضايا مهمة ومعقدة ..ومنها قضية الثأر..قد جعل إنتشار وتوسع ظاهرة الثأر مستمرا..الامر الذي جعل الناس ، تسلك هذا الطريق ، في حل النزاع.. وهو اللجوء الى السلاح؟؟
مما يُعمِّقُ مأساة الثأر
وهكذا تعمَّق المفهوم ، لدى القبائل ، بأنه وفي ظل وضع كهذا!!..إن لم يجد المواطن ، ما يحمي حقه..وان الحكومة عاجزة ، عن صون حقوق الناس..فلهذا السبب إنفتح طريق الثأر واسعا؟
مثلا في المحافظات الجنوبية والشرقية..وجد الثأر طريقه بشكل غير مألوف.. وبرزت مشاكل كثيرة على ارض الواقع!..تميّزت باللجوء ، الى الصراعات المسلحة، في إطار البحث ، عن حلولها على الرغم من إمكانية حلها ، عن طريق القانون
وان كان الناس في مجملهم..لا يروق لهم حل نزاعاتهم بهذه الطريقة ، فالقبائل تعرف اكثر، من غيرها ، ان الاحتكام للسلاح ، فيما بينها، يكلفها كثيرا، لكن ذلك بات امرا محتوما
والقبيلي في طول وعرض اليمن ، يحمل سلاحه، لكن اذا ما سألته لماذا تحمل السلاح؟
يجيبك بأن هذا السلاح .. لن يستخدم مطلقا ، فيما بيننا ، اذا ما وجدت دولة رادعة ، تؤمن سلامة الجميع
ذلك قولٌ صادقٌ نابعٌ ، من قبيلي أصيل ، يعرف خطورة الثأر، لكنه يدرك ايضا ، انه إذا لم يتمتع بالقوة الكافية ، فأن حقوقه ، ربما تسلب ودمه يُهدر.. دون أن يستطيع أحد ، إعادة الحقّ اليه.. وحمايته.. والاخذ بدمه ، من الجاني!!..لذلك كان لزاما عليه ، حماية حقه وصيانته بنفسه..وهكذا نجد أن الغالبية العظمى ، من القضايا ، يتم حلها دون اللجوء للقانون.. عدا تلك التي تفرض اللجوء الى القوة!..واذا ما اخلصت اي سلطة او حكومة وقدمت البرامج ..فأنها ستجد الحلول الكافية لانهاء ظاهرة الثأر بمساعدة القبائل انفسهم..وخصوصا اذا ما كان هناك نظامٌ مؤسسي ..وقضاءٌ مستقل ومحمي بجبروت القانون..في هذه الحالة فقط ، فان هذا الثأر الذي يرآه الناس معضلة..سيتلاشى ويزول..وعندها سيغلق الطريق ولن يكون مفتوحا امام الثأر
منقوووول