اختلاف وجهات النظر

أختلاف وجهات النظر

دائما ما تنتهي حواراتنا بالخصام والنزاع بعد أن نفشل في الوصول إلى أي درجة من درجات الإقناع لماذا ؟

لأننا ندخل الحوار وكأن المسألة مسألة إنتصار لأنفسنا وهذا دليل على عدم الإخلاص وعلى عدم الصدق في المسألة ، وأننا لا نريد الفائدة وكسب الثواب
هل جربت أن تقول لمن أتهمك بالرجعية أو بالتخلف أو بأي عبارة من شأنها الإنتقاص من شأنك ، سامحك الله يا أخي فما كنت أتوقع من شخص محترم مثلك أن تصدر منه مثل هذه الأقاويل ، فمثلكم نظن به الخير ونتوقع منه كل جميل ، ولا زال ظني في محله ومكانه إن شاء الله لكنها كبوة جواد أصيل

أخي الغالي : تذكر أننا مهما أختلفنا في المسائل فإن ذلك لا يرقى ولا يرتقي إلى ما نختزله ولا ما نكنه لبعضنا البعض من المحبة والتقدير ، أتمنى أن لا تتغير صورتي عندكم من أجل نقطة خلاف ، فإننا وإن أختلفنا في نقطة معينة فإني أثق تمام الثقة بأننا متفقين على عشرات النقط الأخرى ، تعال لنفكر في إحدى هذه النقاط حتى نعود إلى ما كنا عليه من الألفة والمحبة ، راجيا أن تبقى أختلافاتنا في آرائنا ، وأن لا تصل بأي حال من الأحوال إلى قلوبنا ، فإن هذه القلوب مسكينة لا تفقه التصرف ولا تجيد الخطاب وما يحكمها ويضبطها بالضوابط هو العقل ، لذا أتمنى أن تكون حواراتنا القادمة بعقولنا لا بقلوبنا فإننا كثيرا ما أكتشفنا أننا مخطئون في حكمنا لأننا حكمنا القلب قبل العقل

أخي الحبيب : أعتذر لك لأني أغضبتك ولأني أنا السبب في خروجك عن طورك وفي قولك علي مثل هذه الأقاويل ، أنا من يعتذر لك

دمت لمحبك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ

بمثل هذه الخطابات نكون قد كسبنا أحبتنا وأعدناهم إلى دائرة الصواب .. وقبل أن نقول لهم : أن أختلاف وجهات النظر لا تفسد للود قضية

نذكرهم بقول الله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء}إبراهيم24

وقوله تعالى : { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } إبراهيم26

وختاما : أتمنى من أحبتي هنا وهناك أن نرتقي بحواراتنا وأن نعلم أن الإقناع لا يأتي بأي حال من الأحوال بالنزاع والصراع ، ومن لم يقتنع بالحجة والدليل لا يقتنع بسواها أبدا

ولنعلم ولنعمل جاهدين على تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا زعيم ببيت بربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا أو هكذا قال عليه الصلاة والسلام

والمراء : هو الجدال

وقوله عليه الصلاة والسلام : الجدال لا يأتي بخير ، أو هكذا قال عليه الصلاة والسلام .

وكأن معلم الإنسانية والمربي الأول صلى الله عليه وسلم ، يرشدنا إلى أنه متى ما تحول الحوار إلى جدال ، فإنه يجب علينا التوقف وترك الساحة ، وهذا لا يعتبر خسرانا ولا يعتبر هزيمة ما دام أن الحصيلة في النهاية هي بيت بربض الجنة .

ولكم صادق محبتي