نهاية سنة 17 هـ وبداية 18 هـ يلم بالمسلمين قحط ومجاعة , فتجف وتسود الارض يسفي هواءها بتراب كالرماد ويجوع الناس وتموت الماشيه , حتى يبحث الناس في الاجحار لأكل الجرذان , ويأكل أهل البادية الميته التي لم يبقى بها لحم ,فيهب الفاروق فيستنجد بأهل الامصار , ويطلب من سعد بن أبي وقاص في العراق العون ثم يطلبه من مصر من عند عمرو بن العاص , حتى أسود وجه الخطاب من الجوع وقل نومه وزاد همه وغمه . وعند وصول المؤونة من الولايات الأسلامية قام الفاروق بتقسيمها وتوزيعها على الناس بطريقة أقتصادية فذه تؤمن لهم العيش لأطول فتره ممكنه. فيعلم عمر الناس كيف يخزنوا القمح ويقددوا اللحم , ويقول للزبير بن العوام أتجه الى نجد ومعك ألف بعير محملة بالدقيق والسمن, فأعط كل بيت بعير , فليذبحوه ويخزنوا شحمه ويقددوا لحمه ويخبزوا من الدقيق كسر يابسه يمكنهم تخزينها حتى يأتيهم الله بخير . ثم يأمر أناسا يتجهون بأتجاه اليمن يفعلون مافعل الزبير . وهذا نهج الخطاب حتى اكرمهم الله بمطر أستغفار الفاروق.
عند تأملي بحنكة عمر فلا أعجب فهو عمر العدوي القرشي الذي تربى في بطون مكة , جرب الغنا والفقر وعمل وعرف مايحتاجه الناس وعرف مايكفي الشخص وعرف مايعانية الفقير والضرير . هذا نهج من أتى من رحم المعاناه , فمعى تقواه وورعه أستحق أن يكون خليفة أعظم دولة في التاريخ وليس من كان ابوه شيخ فشيخناه او ضابط فوضعنا على كتف ابنه النجوم . وكما قال اهل الحكمه اليمانيون " ابن الدكتور دكتور وابن القاضي قاضي وابن الشيخ شيخ وابن الرئيس رئيس" .
الطاهري - هزاز