اعطوني رايكم في دولة ايران

يرسم آخر تقرير صادر عن الإدارة الأمريكية صورة واضحة للأطماع الإيرانية في المنطقة وأبعاد السيناريو الخفي والمعلن للتغلغل فيها بالاستفادة من الأوضاع الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي ، وفي مقدمة هذا الوضع في العراق ، الذي يشير التقرير إلى أن طهران إحدى العقبات أمام كامل الاستقرار فيه.
ويتسق هذا التقرير مع مضمون مقال كتبه بصحيفة كيهان الرسمية في عام 2007 ، المستشار الإعلامي لمرشد الثورة علي خامنئي ، حدد فيه الدور الإيراني في المنطقة والذي يتمركز حول غزو الأقطار العربية انطلاقاً من العراق وهو مقال أدى لتوتر في العلاقات البحرينية الإيرانية.
ويمضي المسلسل الإيراني لتتضح مع تتابع حلقاته النوايا الحقيقية لطهران تجاه دول المنطقة والخليج تحديداً، إذ لم يكن مستغرباً أن تعاود طهران الكرة ، ولكن هذه المرة من قبل علي أكبر ناطق نوري عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، الذي ادعى أن البحرين كانت قبل40 عاماً جزءاً من الأراضي الإيرانية وانفصلت عنها نتيجة استفتاء مشبوه ، وإذا ما جرى استفتاء نزيه -حسب طرحه- فشعبها سيصوت للانضمام للوطن الأم، حسب مفرداته.
وإذا ما أضيفت حلقة أخرى من حلقات منهجية التعامل الإيراني مع دول المنطقة، وهي الخاصة باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث لافتراضات لا تجد أي سند تاريخي أو جيوسياسي، لتكشفت بالفعل تفاصيل الأجندة الخفية لطهران وكيفية تحريكها في توقيت مناسب وبأدوار مدروسة آليات الصراع .
تستفيد طهران – في رأي المراقبين- من جملة تطورات على الصعيد الداخلي والعالمي لاستثمارها في إبراز النوايا الكامنة ومن ثم اتخاذ موقف مغاير بعد أن تتضح لديها ردة الفعل على ذلك.
ولعل أهم ما تستثمره حالياً ما بدا أنه نهج أمريكي جديد في التعامل معها وخطاب سياسي حمل مفردات لم تعهدها طيلة الفترة الماضية ، ذهبت إلى حد دراسة التعاون معها لاستخدام أراضيها في تمويل قوات واشنطن في أفغانستان ، مما حملها على اعتبار هذا تطوراً يتيح لها المضي قدماً في برنامجها النووي المختلف عليه.
وإلى جانب هذا تحاول طهران خلق وضع قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية ، يمكن إلغاؤه بعد النتائج ، إذا ما كانت ردود الأفعال عليه في المستوى الذي قوبلت به ، أو التأسيس عليه إن مر في غمرة الأحداث التي تجتاح المنطقة.
وعندما ووجهت طهران بعاصفة من التنديد الدولي ارتأت العودة إلى المربع الأول – كعادتها في كل مرة- لتؤكد احترامها سيادة البحرين وأن تصريحات نوري تم فهمها بصورة خاطئة.
وشكلت المملكة العربية السعودية بتحركها الموقف الخليجي الرافض والمستنكر والشاجب للأطماع الإيرانية ، إلى الدرجة التي أبلغت معها الرياض المنامة بالاعتماد على جيشها إذا ما غامرت إيران - وفقا لما ذكرته تقارير كويتية- التي كانت ستواجه بتجميد علاقات دول مجلس التعاون الخليجي الست معها، الأمر الذي يعني إحكام العزلة حولها.
صحيح أن إيران لجمت وبسرعة تصريحات نوري ، لكنها – وهذا هو المتوقع حسب المراقبين – ستعود إلى ذات الدائرة ، لأنها تعمل وفق إستراتيجية ترى أنه في حال لا تسمح الأوضاع الإقليمية والدولية بممارسة القوة العسكرية ، فأضعف الإيمان هو أن القوة الطائفية هي كلمة السر لزعزعة بعض الدول ~o)