مايصح إلاّ الصحيح

لست خبيراًفي الشئون الاقتصادية ولا السياسية ولكن عندالنظر نرى في الأفق ثلاث
نظريات بارزة .الإشتراكية والرأسمالية والإسلامية .برغم إعتقادي أن الإسلامية لم تطبق
في زمننا هذا فقط نسمع عنها او نقرأ هذه هي الحقيقة . كل من هذه النظريات له سلبيات
وايجابيات ومايهمنا هنا هو أن نعرف أقل هذه النظريات سلبية لكي نأخذ به . فلو نظرنا
إلى الإشتراكية لوجدنا أن السلطة تجبر الشخص على أن له شئ محدد أي بمقدار معين ليس
له الحق في أمتلاك أكثر من هذا المقدار . فمثلاً لايحق لك امتلاك أكثر من شقة أو بيت تسكن فيه . إذاً ليس هناك تشجيع على أن أجتهد لأنني مهما إجتهدت ليس لي إلاّ الشئ المحدد . من جهة أخرى ليس للأب سلطة على الإبن أو البنت أو الزوجة . وهذا شئ منبوذ
فمن البديهي أن الشخص ألذي يرعاني بكل حنان وعطف يجب أن أطيعه في غير معصيه
. أيضاً جاءت الإشتراكية لتساوي بين ذوي الأخلاق الفاضلة والرديئة . وهيهات أن يقبل العقل مثل ذالك . هناك أشياء كثرة لايمكن تقبلها صاغهاء النظام الإشتراكي وغيري ممن
عايش الوضع أعرف مني . دعونا ننظر إلى مساوئ الرأسمالية التي تجعل من الأمة أو
المجتمع طبقات فالغني هو حر في ماله يعمل به ماشاء ويصرف أينما يشاء ويشتري به
مايشاء .أما الفقير فليس له حق في شئ لأنه لايملك شئ . هذا الوضع غير منطقي فالفقير لابد أن يفكر بالإنتقام لأنه غير راضٍ عن وضعه . أما من الناحية السياسية فكماهو مشاهد
فالأغنياء يسخروا اموالهم للحصول على مناصب حكم كما في أمريكا وأووربا وغيرها . إذاً
لسنا راضين عن النظام الإشتراكي من حيث انه ساوى بين الناس ولا الرأسمالي من حيث أنه ترك الفروق مفتوحه بين الناس . دعونا ننظر إلى النظام الإسلامي حيث أن ماحصلت عليه من وجه مشروع هو مالك أي ملكك مع الأخذ بالنسبة المفروض عليك إخراجها وهي
الزكاة التى هي من حق الفقراء .بمعنى آخر أن الإسلام ترك لك إمتلاك المال ولكن لم يعطيك
الحرية المطلقة فى التصرف فيه بل جعل هناك ثواب وعقاب على هذا التصرف إما في الدنيا
أو في الآخرة . الشئ الذي نريد أن نخلص إليه هو أن المسلم إذا لم يأخذ بحقيقة التصديق
بالثواب والعقاب الذي جعله الله فإن تصرفه سيصبح رأسمالي حتى وإن زعم أنه مسلم . من هنا لايمكن التسليم بأن النظرية الإسلامية صائبة إلاّ عندما نأخذها بمبدأ التصديق الجازم
الذي لايخالطه شك بأن الله أعدّ لمن أحسن التصرف بماله ولسانه أنه سيجزيه خير مما أنفق
أو قال .عندها يمكن للمرء أن يحسن التصرف وأن نحكم على توجهه بأنه سليم.