الإهداءات



المنتدى الــعـام يختص بالمواضيع العامه , كل موضوع ليس له قسم مخصص به يوضع هنا

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 25-11-2013, 01:53 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال

البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 3378
المشاركات: 147
بمعدل : 0.03 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابوهتلان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي الأرستقراطية القبلية ..!!

الأرستقراطية القبلية ..!!

بقلم / صالح هتلان الهديبي
حرر بتاريخ 2-11-2013م
بيحان - شبوة

قد يرى البعض صعوبة في تفسير وفهم معنى لفظ الأرستقراطية وهذا شيئا طبيعي ، ارستقراطية أو الأرستقراطية كما يعرفها أو يفسرها البعض هي نطام سياسي يتميز بأن يتولى الحكم فيه طبقة من النبلاء أو أفراد من الطبقة الخاصة ويكون احتكاراً لهم ,والحكم الأرستقراطي مبني على أساس التمييز الطبقي وعلى أساس بعض الأفراد أصلح من غيرهم للسيادة وتولي الحكم , ويعد الاستبداد وعدم تمثيل الإرادة الشعبية من أبرز عيوب هذا النطام ، والواقع الذي نعيشه اليوم في مجتمعنا اليمني ليس ببعيدا عن مفهوم الأرستقراطية شكلا ومضمونا ولكن قد يكون تطبيقه بصورة مختلفه ولكن مشابهه كثيرا عن ما أطلق عليه هذا المصطلح اساسا ، ففي مجتمعنا وخصوصا في الكيان القبلي فالمشيخه فيه تكون طبقيا وحكرا لأسره معينه في نفس القبيلة وتتوارث هذا المنصب على مراحل الزمن رغم أختلاف الأفكار والروئ والظروف والتضاريس المحيطه بهم مع مرور الزمن، ويكون أحتكارالمشيخه لهذه الأسره ليس بالكفأءة أو الجدارة بل يتبلورتلقائيا ضمن مفهوم الأرستقراطية الذي ينص بأحقية السيادة أو الحكم لأسره من القبيله فقط ويمنع لغيرهم الوصول الى هذه المكانة في القبيله بأعتبار هؤلاء هم الصفوه في الكيان القبلي رغم أن الأخرون وهم كيان واحد ويملكون عدة قواسم مشتركة ، وتمارس الأرستقراطية في المجتمع بشكل مستمر أي أن المشائخ ليسو هم من يستخدمها فقط بل حتى الكيان القبلي عموما في معظم المجتمعات اليمنية الأن يمارسها قولا ومضمونا ايضا ، فكل أفعاله الحالية وتصرفاته مضومنها أن افراد هذا الكيان افضل من بعض فئات المجتمع الأخرى خصوصا( العشائر) فتعامله مع فئات المجتمع الأخرى تعامل طبقي مميزا شخصه عنهم ففي معظم المناطق اليمنية الكيان القبلي يمتنع أن يزوج العشائر او أي فرد من خارج هذا الكيان ، فهو يعتبر من ليس أنتمائه لهذا الكيان اقل مستوى منه ولذالك غير مناسب أن يزوجه بينما هو أعطاء لنفسه الصلاحية في أن يتقدم ويتزوج من هؤلاء الذي يرى أنهم أدنى مستوى منه ، كذالك يمارس الكيان القبلي الأرستقراطية ليس فقط في الزواج بل ايضا في المناصب والوظائف عموما والحكومية خصوصا وفي التجارة والعمل بمختلف أنواعه ، فالوظائف الخدمية أو ذات المستوى الأدنى خصوصا أن كان من يرائسه أو يديره شخص لاينتمي للكيان القبلي يراه بعض أفراد الكيان القبلي يعتبرها عيبا أو أنها تقلل من هيبته وأحترامه في المجتمع ، والتجارة كذالك ينظر لها بعض أفراد هذا الكيان بأنها غير لائقه بهم خصوصا أن التجارة تتطلب ليونة وتلطف وتعب لأتقان هذا المجال ، ايضا يعتبر بعض الأرستقراطيين القبليين أن التجارة لم يتوارثوها من أسلافهم وأن هناك فئة في المجتمع هي من تقوم بها ولذالك لايجب عليهم القيام بها ، ويعتبرو أن القيام بالتجارة يعتبر شذوذا عن عادات وتقاليد الكيان القبلي والقيام به يعتبر نقصا أو عيبا في نظر البعض من المنتميين لهذا الكيان والذي يؤمنو أو يمارسو نظرية الأرستقراطية ، كذالك العمل خصوصا أو الأعمال التأسيسيه
(( البناء والحفر والسباكة والكهرباء ....الخ )) والزراعه ، فالأعمال التأسيسيه المذكوره ايضا يعتبرها بعض الأرستقراطين من الكيان القبلي تقليلا من مكانتهم وأحترامهم في المجتمع وأنها تناقض مايرونها مبادئ لهذا الكيان ايضا يعتقدو أن هذه الأعمال ايضا لها فئات في المجتمع تقوم بها وتتوارث بعض المهن أو اﻷعمال المذكوره وبما أنهم يعتقدو أنهم مميزون عن الأخرون فهم ايضا يعتقدو أن القيام بأعمال هؤلاء يعتبر نقصا أو عيبا لان تصورهم أن هذه الأعمال أو المهن حكرا لهؤلاء الذي يرونهم أدنى منهم ، أما الزراعه فهو يعتبر القاسم المشترك للجميع خصوصا الأرستقراطيين القبليين ومن يعتقدو أنهم أدنى منهم ، فكثيرا من أفراد الكيان القبلي يستثني الزراعه من كل ماتنص عليه الأرستقراطية التي يمارسها في كل ماذكر سابقا ومالم نتطرق لذكره ، ويبرر العمل بهذا المجال بأن أسرته أو أسلافه يتوارثوها ويهتموا لها ويتقنوها ايضا كذالك يرى أن العمل في الزراعه شرفا وتكميليا لمكانته في المجتمع ، ايضا بعض الأرستقراطيين من الكيان القبلي لايرى عيبا في العمل بالزراعه ولكنه لايحبذ العمل فيه بنفسه ويستعين بأخرون في للعمل معه في هذا المجال رغم أهتمامه به وغيرته عليه ..
بلاشك ان الكثير يبغض هذه المصطلح ومضمونه ايضا ولايوجد مجتمع واعي مسلم يقبل أن تمارس الأرستقراطية بأي شكل كانت في وسطه ولكن الظروف المحيطة بالمجتمع وضعف التعليم في المجتمع وهشاشة وفساد الأنظمة الحكومية ساعدت بأنتشار الأرستقراطية بأشكالها المختلفه ، فالمجتمع يساعد المشائخ الأرستقراطيين بأن يعتقدو أنهم الصفوة في القبيلة وأن أحقية القيادة أو المشيخه في القبيلة لهم وراثيا وأنه لايصلح غيرهم لهذا المنصب ويعود السبب في هذا لأفراد القبيله نظرا لضعف تعليمهم وتقيدهم ببعض العادات والأعراف القبلية الخاطئة التي حجمت من رائيهم ومشورتهم الذي أدئ الى أن يكونو مجاملين لهؤلاء المشائخ الأرستقراطيين ولايطالبو بأحقية ذوي الكفاءات وأصحاب الجداره الذي يستحقو هذه الدرجة في القبيلة أو أن يستخدمو الدمقراطية الحره في أختيار شيخا لهذه القبيلة ، كذالك العشائر هم من ساعد الارستقراطيين القبليين في أستخدام الأرستقراطيه عليهم وجعلو من أنفسهم لهم مستوى ادنى من مستوى الكيان القبلي ففي الزواج مثلا لايمانعو من تزويج هؤلاء الارستقراطيين وﻻيعاملوهم بنفس المعامله التي يعاملهم بها الأرستقراطيين القبليين ولايسعو فعليا لنبذ ومحاربة هذه النظرية " الأرستقراطية " التي أوجدت فروق بينهم حتى لاتكون طبقية في المجتمع في كافة النواحي ، كذالك الأنظمة الحكومية الفاسده ساعدت كثيرا في أنتشار وتوسع الأرستقراطية في المجتمع من خلال تعمدها لتوظيف افراد الكيان القبلي في المناصب العلياء في الدولة بغض النظر عن كفأءتهم او جدارتهم لهذا المنصب ويتجاهلو الأخرون حتى وأن كانو يملكون المؤهلات العلمية والكفاءه لهذه المناصب مما جعل الأرستقراطيين القبليين يتمسكو بهذه النظرية أو هذا النظام السياسي
" الأرستقراطية" التي يرو أنها حققت لهم مطالبهم ورفعت من مكانتهم في المجتمع وأصبحو يمارسوها في كل المجالات دون الأهتمام أو النظر لسلبية النتائج التي تضر بالمجتمع من أثر ممارسة هذه النظرية " الأرستقراطية " بأي طريقة كانت ، فممارستها في المجتمع تؤثر سلبيا في العلاقات الأخوية ومبادئ الود والأخاء والأحترام بين أفراد المجتمع والتي يفرض علينا ديننا الأسلامي الحفاظ والتمسك بها حيث أن ممارسة الأرستقراطية تنتج جيلا مليئا بالأحقاد والبغضاء لايسعى لبناء جسور الود والمحبه والأخاء بينهم وبين كافة افراد المجتمع بدلا عن السعي لبناء جدران تعزل كل فئه من المجتمع لحالها تنسج فكرا احاديا الرأي والشورى الفرديه..

في الختام كل ماكتب هو وجهة نظر تعبر عن كاتبها فقط واﻷوصاف أو الألقاب التي ذكرت هي للتوضيح ولايقصدبها الأساءة لطرف أو التقليل من مكانته والتصرفات والأفعال التي ذكرت لاتعمم على عامة المجتمع وتخص فاعليها الذي يمثلو أنفسهم فقط..












عرض البوم صور ابوهتلان   رد مع اقتباس
قديم 25-11-2013, 09:31 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف
الرتبة:


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2003
المشاركات: 2,498
بمعدل : 0.48 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صالح جمعان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوهتلان المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي

حياك الله خي العزيز ابو هتلان
يزداد إعجابي كل يوم بكتاباتك فأنت شخص جاد يتعاطى التفكير والتنظير حول قضايا الوطن وهمومه بإخلاص واجتهاد وشجاعة في اقتحام الجديد
ورغم اختلافي معك في ماتكتب ونتائجه
إلا أنني أقدر عاليا جهدك وأرى أن ماتكبته يستحق منا جميعا نقاشا هادئا
وأرجو أن نبداء بمحاولة تصحيح بعض المفاهيم
فالغرض هو الاتفاق على لغة مشتركة حتى يصبح النقاش ممكنا ومثمراً
ولكن لدي سؤلان
الأول هل لديك القناعة التامة بماتكتب
الثاني ماهوالخيارالوحيدفي رأييك












توقيع :




أعجز عن الشكر للغالي أبو متعــب على التوقيع الرائع

عرض البوم صور صالح جمعان   رد مع اقتباس
قديم 25-11-2013, 04:42 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

المشرف العام

الرتبة:

الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بن نعير

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 893
المشاركات: 2,039
بمعدل : 0.38 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 22

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
بن نعير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوهتلان المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي

الأرستقراطية aristocracy كلمة مركبة من كلمتين يونانيتين aristos وتعني الفاضل أو الجيّد و kratos وتعني القوة أو السلطة, وكانت الكلمة في مدلولها الأصلي تعني حكم أفضل المواطنين لفائدة جميع الشعب. فالأرستقراطية إِذن «حكم الأفضلين», وبهذا المعنى استخدمها أفلاطون في «الجمهورية» وأرسطو في «السياسة» وكان كلاهما يعتقد أن الحكومة الأرستقراطية أفضل أنواع الحكومات وأكثرها عدلاً, ولكنهما أبديا ارتياباً في قدرتها على الديمومة. يقول أفلاطون في الكتاب الثامن من الجمهورية « إِذا انحرفت الأرستقراطية وتحول أبناؤها إِلى إِيثار الثروة على الشرف تحولت إِلى الأوليغارشية oligarchie (حكم القلة) التي لبابها جَعْلُ الثروة أساس الجدارة وهو إِثم فظيع» ويعد أرسطو الأرستقراطية حكومة الأقلية الفاضلة العادلة, إِلا أن الأوليغارشية فساد طبيعي لها.

وتحسن الإِشارة إِلى أن مفهوم أفلاطون للروح الأرستقراطية مفهوم قيمي أكثر من كونه مفهوماً طبقياً. فالأرستقراطية حكم الأقلية الفضلى لأنها تضم المتفوقين أخلاقياً وعقلياً ويحكمون لخير الشعب.

إِلا أن كلمة الأرستقراطية استعملت بعد ذلك بتوسع واتخذت دلالة جمعية على قيادة أشخاص (شرفاء أو نبلاء أو كهنة) لدولةٍ, أو على مجموعة من «أصحاب المنزلة» متميزين في المولد أو الموهبة أو الذهن أو الغنى. ويمكن الإِشارة إِلى مدلولات ثلاثة للكلمة في استخدامها الشائع. يدل الأول على حكومة سياسية تمارس فيها السلطة العليا طبقة اجتماعية ذات امتيازات وهي وراثية في معظم الأحيان. ويدل الثاني على طبقة من النبلاء أو الأشراف أصحاب الامتيازات. أما الثالث فأدبي وعام: فلكل ميدان أرستقراطيته, وهم نفر قليل من الأشخاص يتمتعون بتفوق يميزهم في مجالهم (أرستقراطية الأدب أو الفن, الأرستقراطية الصناعية, أرستقراطية المال, الأرستقراطية العمالية « وهي الشريحة العمالية العليا التي تتكون من أكثر الفئات مهارة وأعلاها أجراً من مجموعة الطبقة العاملة, والمنفصلة عنها من حيث التكوين الأيديولوجي والنفسي»).

والمبدأ الديمقراطي نقيض للمبدأ الأرستقراطي. والواقع أن كلمة أرستقراطية أصبحت تستعمل بصورة عامة بالمعنى الاجتماعي أكثر مما تستعمل بالمعنى السياسي. ومنذ الثورة الفرنسية أسبغ المصطلح الثوري على كلمة أرستقراطية صفة انتقاصية تشير إِلى زمرة من أصحاب الامتيازات بسبب مولدهم أو أملاكهم أو نقودهم وهم بسبب ذلك «جائرون وقمعيون وأعداء للشعب وللأمة».

أنواع الأرستقراطية وتحولاتها

إِن لجميع المجتمعات التقليدية, مهما كانت الدرجة التي بلغتها من الحضارة, أرستقراطيتها ( من نبلاء وأشراف وكهنة). ولكن الكلمة تنطبق على ضروب من الواقع شديدة التنوع في الزمان والمكان بحيث يكون من الصعب رسم لوحة مقارنة لأنماط الأرستقراطية في تاريخ الإِنسانية من الطبقة البراهمانية في الهند إِلى الاوباتريد Eupatrides في اليونان القديمة إِلى الساموراي في اليابان وطبقات النبلاء المتنوعة في أوربة في العصور التالية لسقوط رومة. فقد كانت حكومات اليونان القديمة أرستقراطية عسكرية, وكانت حكومة اسبرطة أشهرها إِذ الاسبرطي وحده يتمتع بالمواطنة الكاملة بل إِن «السلطة وجميع ما للأمة كان في يد طائفة من أهلها لم تكن في البداية تزيد على عشر أسر».

وفي أثينة وجدت طائفة خاصة من الأشراف حتى في عهد ملوكها الأوائل. فقد كان الأوباتريديون, وهم أبناء القبائل البيلاجية الأولى وذرية الفاتحين الأولين من الأبوليين والإِيونيين, يعدون حكام أثينة وقادتها طوال قرون كثيرة.

ويعد الرومان من أشد الأمم أرستقراطية فقد كانت طائفة الأشراف الرومان patricien تتمتع في البداية وحدها بحق المواطنة ومن عداها محروم معظم الحقوق وخاصة الارتباط بها برابطة المصاهرة والنسب.

وفي الهند نمط آخر من الأرستقراطية الوراثية: فطبقة (البراهما) الكهنوتية التي ولد أفرادها من فم الإِله (فيشنو), في حين ولد أفراد طبقة السُّدرا (المنبوذون) من قدميه,ظلت منذ ألفي عام قبل الميلاد تحتكر مواقع الشرف والرفعة. وفي الجزيرة العربية كانت الأرستقراطية القرشية قبل الإِسلام تحكم مكة وهي يومئذ زعيمة العرب وكان بها ملأ يجتمع بدار الندوة (وهو مجلس شيوخ مصغر) لم يكن يدخله إِلا من بلغ أربعين عاماً ويختارون بحسب ثرائهم وهم سادة بطون قريش التي كانت مؤلفة من «قريش البطاح» وهي الأسر الكبيرة النازلة بجوار الكعبة وبيدها وحدها القوة العسكرية والنفوذ والغنى, ومن «قريش الظواهر» وينزلون من ورائهم وفيهم العامة وأخلاط من صعاليك العرب والعبيد.

وفي أوربة بعد زوال الامبراطورية الرومانية تكونت أرستقراطية جديدة قوامها رؤساء مجموعات أشبه بالعصابات ورومانيون بقيت لهم ثروتهم بعد زوال دولتهم.

لقد تطورت الأرستقراطية مع الحضارة, فبعد نبالة المولد جاء دور مالكي الأرض, ثم ما لبثت النقود أن أصبحت تقود إِلى السلطة أكثر من الغنى العقاري. وثمة تماثل في السياق التاريخي رافق نشوء الأرستقراطية: نخبة عسكرية تقبض على السلطة ويتوارثها أبناؤها بعد ذلك ثم يصبحون ملاكاًَ للأراضي وما تلبث أن تنفتح مسارب في طبقتهم لأناس آخرين يملكون أنواعاً أخرى من الثروة.

وثمة نزعة عرقية تضاف من زمن إِلى آخر إِلى هذا السياق وقد مثل ذروتها منظّرو النازية, مثل روزنبرغ وهتلر, الذين فسروا ثورة 1789 في فرنسة مثلاً بأنها صراع عرقي بين الشعب المؤلف من عناصر عرقية أدنى وبين النبالة (الآرية) ذات الأصول «الهندية الجرمانية».

ويبقى التمييز بين أرستقراطية المولد و الأرستقراطية غير الوراثية أمراً نسبياً لأنه حتى في الشريحة الاجتماعية الواحدة لا بد أن يتسلق بعض وضيعي المولد إِلى طبقة أعلى (إِن 43 بالمئة من أباطرة رومة ولدوا في طبقات دنيا) وأن ينحدر بعض كرام المحتد إِلى طبقة أدنى. ومن جهة أخرى فإِنه حتى في الأرستقراطيات المنفتحة ثمة ميل دائم لدى الشريحة العليا إِلى أن تصبح زمرة وراثية.

الثورة على الأرستقراطية

أثارت الأرستقراطية العداوة ضدها في كل مكان وزمان, ففي اليونان القديمة أجبر الشعب قادته منذ القرن السادس قبل الميلاد على إِنقاص مدة ولايتهم إِلى عشر سنين ثم إِلى سنة واحدة وعلى تدوين قانون معروف الحدود بل على النزول عن جزء من ثروتهم للعامة.

أما الجمهورية الرومانية فقصة الصراع بين الأشراف والعامة جزء من تاريخها, وفي سنة 494 ق.م تأسس فيها مجلس «التريبيون» Tribune دفاعاً عن العامة وللحد من سلطة الأشراف ونجح في توسيع نطاق المواطنة إِلى مدى أبعد في عام 471 ق.م, وفتحت الهيئات المختلفة أمام مرشحي العامة. وقد قاتلت الأرستقراطية الرومانية للحفاظ على امتيازاتها بقيادة لوشيوس كونيليوس سولا «عامة» الناس الذين كان يقودهم كايوس ماريوس في القرن الأول ق.م, وهزم الحزب الأرستقراطي أخيراً في معركة فيلبي سنة 42 ق.م.

وفي القرن الثامن الميلادي حاول شارلمان أن يضع حداً لغلواء الأرستقراطية التي استشرى نفوذها وعاثت تخريباً ونهباً في الأرياف الأوربية في القرون الثلاثة التي أعقبت سقوط رومة, ولكن مملكته تمزقت إِلى ممالك ضعيفة واغتصبت طوائف النبلاء كل شيء. ولكن الأرستقراطية بدأت تواجه تحديات الطبقة الوسطى النامية في المدن كما واجهت تحديات الحرفيين الذين هم أقل شأناً, إِضافة إِلى الحروب التي شنها عدد من ملوك أوربة منذ القرن الثالث عشر لاسترداد سلطتهم من أيدي رؤساء المجموعات وظل الصراع سجالاً وعلى أشده حتى القرن السادس عشر, وكانت الأسلحة النارية وكشف المدفع عاملاً مهماً في انتصار السلطة المركزية للملوك.

وقد استمر الثقل النسبي للنبلاء في التناقص في حرب الثلاثين عاماً في أوربة الوسطى خاصة, في حين انهارت سلطة النبلاء في فرنسة إِبان القرن السابع عشر في حرب الفروند في أثناء مدة الوصاية على لويس الرابع عشر. وكانت الدول التي جرى فيها «إِصلاح» وتطور اقتصادي في حاجة إِلى أطر لاهوتية وإِدارية جديدة لم يكن قادراً على تقديمها غير بورجوازية المدينة. وأخذت الجيوش نفسها, التي وضعت بين أيدي متعهدي الحرب, تصبح بالتدريج غير مناسبة للعقلية الأرستقراطية. فقد أصبحت الجيوش الخاصة المؤسسة على الارتزاق خطراً على الدولة وعامل تخريب وتدمير للسكان, وأصبح الميل العام متجهاً نحو تحويل الرئيس المرتزق إِلى ضابط تابع لأميره, وانخرط النبلاء بسهولة في هذه الجيوش الجديدة.

ولم يكن مصير الأرستقراطية في أوربة كلها متماثلاً. ففي أوربة الشرقية مثلاً كانت الدولة نفسها مؤسسة على أرستقراطية شديدة العسكرة وكان القياصرة أنفسهم مع نبلائهم يوجهون مصير روسية, بفعل استعباد الفلاحين, إِلى كل ما هو معاكس لمجرى التطور الاجتماعي الأوربي.

ولكن الصورة العامة تتلخص في أن سيطرة الأرستقراطية قد تزعزعت في كل مكان منذ القرن الثاني عشر بفعل ظهور المدن وصعود البرجوازيات الأولى التي سجلت ظهور قوة جديدة ترتكز على المال.

وقد وجهت الثورة الفرنسية عام 1789 ضربة شديدة إِلى طبقة النبلاء في فرنسة خاصة وفي أوربة على وجه العموم, واستمر الصراع مع الأرستقراطية طول القرن التاسع عشر, وقامت ثورتا 1831 و1848 بدور مهم في القضاء عليها. ولكن الأرستقراطية لم تسلم بهزيمتها بسهولة بل شهدت مراحل انتعاش عدة بعد عودة الملكية إِلى فرنسة وانخراط قسم كبير من أفرادها في النشاطات التجارية والمؤسسات الحكومية. وإِلى أن قامت ثورة 1917 في روسية استمر النظام الأرستقراطي في الحكم إِلى درجة كبيرة في أوربة الوسطى والشرقية ولاسيما في ألمانية والنمسة وهنغارية وروسية.
بقلم اسعد صقر


والان بكل اسف اعتقد اننا في زمن الارستقراطية الحزبية التي يتخايل للمراء انه امام منعطف خطير قد يتحول الى ماهو اكبر مما نتصور .. فلا ظير من الارستقراطية القبليه اذا كانت تحافظ على العادات
والتقاليد التي توارثناها عن الاباء ولاجداد وسنبقى متمسكين بها دامت لا تميز بين ابناء القبيلة ولكن حذاري من الارستقراطية الحزبية التي تقول من لم يكن معي فهووو ضدي ...
ابدعت اخي العزيز هتلان تحياتي لك ....













 
عرض البوم صور بن نعير   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2013, 01:22 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال

البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 3378
المشاركات: 147
بمعدل : 0.03 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابوهتلان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوهتلان المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي

استاذي العزيز صالح جمعان الحمدلله شرفا ليأن أنال اعجابك وأطرائك واشكرك على مرورك الرائع بخصوص اسئلتك ..
بالنسبة للسؤال الأول فأجابته :
نعم مقتنع تمام وبكل عزيمة وأصرار ولا أ أظنني سأندم على ذالك ..
بخصوص السؤال الثاني لم أفهمه جيدا فأتمنى أن تعيد صياغته وفقا لفكرنا االبسيط ..












عرض البوم صور ابوهتلان   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2013, 01:25 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال

البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 3378
المشاركات: 147
بمعدل : 0.03 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابوهتلان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوهتلان المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي

الأخ بن نعير بارك الله فيك على هذا الرد الرائع الذي أضاف للموضوع جمالية غير متناهية تدل على مدى تفهمك ولاحدودية فكرك النير
شكر لك ياخال ..












عرض البوم صور ابوهتلان   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2013, 12:43 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب
الرتبة:


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 871
المشاركات: 2,148
بمعدل : 0.40 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الدهولي ابوظبي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوهتلان المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي

اولا اشكرك اخي العزيز ابوهتلان على كل كلمة كتبتها وكل حرفة تعبت في تسطيرة هناء
في هذا الموضوع الذي قد يتسبب في عدم ارضى بعض الناس وقد يتسبب في ارضى
الاغلبية التي تعرف معنا حقيقة التي تتمنى تعيش بها الشعب الذي اضاع معنى الحلرية والامان
على مدى عقود من الزمن
ومن حبي لقراءة مواضيعك احس ان هناك دولة مدنية قادمة بارادة الله وبارادة الشعب
الذي قد يطر الى تضحية من جديد حتى تقام الدولة المدنية
واتمنى من الله العلي القدير لك التوفيق في كل اعمالك لانك الشخص الذي لاتصعب عليك
كلمة الحق في مجال من المجالات












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الدهولي ابوظبي   رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وشروط المنتدى
الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العصبية القبلية (( العصبية الجاهلية)) ابن بيحان منتدى الحـوار والـنـقـاش الجـاد 3 22-01-2013 12:36 PM
نار هائجة في أدغال المجتمع القبلي أحرقت الحرث والنسل قوتنا بوحدتنا منتدى الأخبار العامة 1 09-10-2010 03:17 AM
اذا كان هذا حال اهل الخليج ماذا نقول عن اهل اليمن الجحدري منتدى قبائل العرب 8 10-08-2010 10:31 AM
الصراعات القبلية ديهان المصعبي منتدى الحـوار والـنـقـاش الجـاد 1 19-07-2010 12:02 AM
الثـــــــــــــارات والنزاعات القبلية هل هي قبيلة؟؟؟؟؟ الفـرجي منتدي مجالس المصعبين 46 11-08-2009 12:23 AM


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 03:56 PM.


المواضيع المطروحة تعبر عن رأي كاتبها ولاتعبر بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المصعبين
Powered by vBulletin Version 3.7.4
Copyright ©2000 - 2009, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة @ موقع المصعبين