توقع تقرير اقتصادي ان اليمن المرشح الأول لكي يسقط نظام الحكم فيه عقب تونس ومصر، ومن ثم يليها ليبيا والجزائر، وذلك استناداً إلى أرقام وتصنيفات تلك الدول من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وترتيبها عالميا في مجال الفساد والديموقراطية وحرية الصحافة ومؤشر عدم الاستقرار ونسبة الشباب من إجمالي عدد السكان.
وأوضح تقرير لـمجلة «الإيكونوميست» البريطانية أن اليمن يأتي في مقدمة الدول العربية التي ترتفع فيه نسبة السكان اقل من 25 عاما حيث تصل نسبتهم إلى إجمالي عدد السكان إلى 65.4 في المئة، تليه الأردن، ثم مصر، والمغرب، والجزائر، وليبيا، وتونس ومن ثم البحرين.
وفيما يتعلق بمتوسط نصيب الفرد من الناتج الإجمالي للدولة على أساس تعادل القوة الشرائية، فيأتي اليمن في قاع الترتيب ببلوغ نصيب الفرد 2900 دولار، تليه المغرب بـ 4700 دولار، والأردن ثم مصر، والجزائر، وتونس، وليبيا، وأخيرا البحرين.
وحول الترتيب العالمي في مجال الفساد، فتاتي ليبيا في المقدمة متربعة على الترتيب الـ 158 من إجمالي 167، تليها اليمن، ثم تونس، ومصر، وبعد ذلك البحرين في الترتيب 137، و الجزائر 125، والأردن، والمغرب 116.
وفي مؤشر عدم الاستقرار، جاءت اليمن في الترتيب الأول بقرب التقييم 100 التي تمثل عدم الاستقرار المطلق، حيث بلغت 86.6، ثم تجيء ليبيا في الترتيب الثاني عند 71، ثم مصر، و الجزائر وتونس، ثم المغرب والأردن والبحرين.
الا انه مايزال غير مؤكد ان تسير الامور وفقا للترتيب الذي وضعه التقرير، حيث ان ثورات الشعوب تتباين اسبابها وتاثيراتها وفقا لعوامل كثيرة أخرى، ترتبط بمدى وعي المواطنين بأهمية التغيير، ووفقا لتجاوب الانظمة مع طلبات الشعوب.
يشار إلى ان الثورة في الجزائر وليبيا واليمن هي ثورة على نظم رؤساء، وليست ضد النظم الملكية، التي أثبتت التجارب التاريخية في منطقتنا العربية أنا أكثر استقرار من النظم الرئاسية، وان كانت الثورة في بلدين منها هما ليبيا واليمن هي أيضا ثورة على محاولة تعديل النظام الرئاسي الحالي، وذلك بفرض نظام ملكي لأسرة الرئيس، مثلما كان يخطط الرئيس السابق حسني مبارك بتوريث جمال مبارك سدة الحكم من بعده، لتتحول مصر الى مملكة، غير أن الثورة السلمية للشباب المصري قضت تماما على أحلام الأسرة، ومن ثم تطالب هذه الثورات الثلاث بتغيير النظام الرئاسي الحالي، أي رحيل الرؤساء الحاليين في هذه الدول الثلاث.
وأخيرا فإنه بغض النظر عما سيحدث، وهو ما ستطلعنا عليه الأيام المقبلة، فإن رياح التغيير السياسي قد هبت على العالم العربي، ولن تتركه قبل ان يتحول إلى عالم حر، بعد ان كنا نوصف بأننا نعيش في أكثر بقاع العالم ديكتاتورية