عش حياتك مع الله ولله

عش حياتك
تبكي على هذه الدنيا عندما تفارقها وتتباكى، ويبكي عليك الناس عندما يفقدون مكانك فيها، ولكن ما يلبث الناس أن
ينسوك وينشغلوا عنك، فلا يذكرونك إلا للحظات ويتركون ذكراك، فكيف نبكي على دنيا ليس لنا مكان فيها، وكيف
نحزن على ما عشناه فيها من عمر لنفقده.
طالت أعمارنا أو قصرت فأعمارنا ليست لنا، وإنما هي ملك من أعطانا إياها ومنحنا حياتنا التي نتباكى على فقدها.
و نرجو من الناس أن يذكرونا بعد إنتهائها ، وان ذكرونا ففي أوقات يختارونها هم وحدهم و لا نفرضها عليهم .
تضعف همم ، ويزول حماس ،وتفتر أرواح ، عن حمل هم الدعوة إلى الله ، فكيف يبتعد من أدرك المعنى، وكيف يفتر من سيصبح بعد قليل فاترا بقدرة الله .
نبتعد عن رب العالمين ،ونتشبث بصغائر الأمور وتوافهها ونعظمها ونضخمها ، فيقف تفكيرنا لينحصر في ملذات الدنيا ، فنبعد ونبتعد ،أكثر وأكثر ، فتكون الروح بعيدة والنفس ثقيلة فنجد أنفسنا وقد أضعناالطريق وتهنا عنه وابتعدنا .
طوبى لمن عاد وعرف معنى العودة ، حين تزل أقدام الكثيرين فلا يعودون وتضيع الخطى فلا تبصر الطريق .
هنا نكون قد عدنا لأرواحنا فعلا من الحماس والتأثير وتحمل المسئولية فنعيد الكثيرين من حولنا مشاعل من نور
تضيء الدروب للعائدين ،لتشع السعادة في القلوب وتصبح عدوى محبة واخاء وتعاون وبركة من رب العالمين تبارك وتعالى .
ومن بركات الله أن تدنو لنا الدنيا ،وتغرينا بما فيها ،ويزين لنا الشيطان الكثير من الملهيات ،فنصبر ونصابر ،
لننزع الدنيا من القلوب فنجدها لا تساوي جناح بعوضة في أعيننا .

فلله الحمد والمنة أن عشنا لنعتبر بما عايشه غيرنا، وامتد من عمرنا لنعلم كيف نترك الدنيا مهما دنت لنا و دانت،
وأصبحت الدنيا لا تطيب لنا الا ان عشناها لله جل شأنه.
تقبلوا تحياتي وتقديري