القات

القات يا جماعة مشكلة كبيرة
والمشكلة الأكبر أن 70 % من الشعب اليمني موالعة
رجال ونسوان وحتى الحلاحيل تعلموا.
.
يعني هذه المرة ليست الحكومة وحدها مسئولة عن
ذلك بل أن الشعب المولعي يشاركها أيضا
.
.
وكما يقول المثل
.
.
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا
فلا تلومن الأطفال على الرقص
.
..
.
فبعد أن كان اسم اليمن يتصدر دول العالم جمعاء في إنتاج محصول البن الاستراتيجي والعنب
ها هو اليوم ينافس دولة أفغانستان في إنتاج المخدر
.
.
سقطت سمعة اليمن إلى الحضيض بسبب هذه النبتة الشيطانية
وهي تساهم بنسبة كبيرة في الفقر المتفشي في طول البلاد وعرضها
فمصطلح ( حق القات ) أصبح في المرتبة الأولى قبل ( حقل الأكل ) و حق الشرب وحق التعليم وحق الحياة الكريمة النظيفة
.
.
أصبح الموظف ( المخبول ) ( المسطول ) يقتطع جزء من راتبه الهزيل أصلا ليشتري به قات بدون أدنى مساءلة بينه وبين نفسه أو لحظة تأمل أو صحوة ضمير وعلى حساب حاجيات أسرته الأساسية
.
.
هكذا وبكل بساطة تجري الأمور يوميا
ازدحام خانق في سوق القات عند الظهر
هذا يشتري رداعي والآخر يفضل الضالعي
وذاك يبحث عن ( المطول )
.
.
أسماء متعددة لمصيبة واحدة
.
.
أهان الإنسان اليمني نفسه
ونزل بها إلى مستوى البهائم والحيوانات العاشبة
.
.
فتراهم في مجلس القات كقطعان الماشية يتجمعون
وهناك طقوس معينة يتفنن فيها المخزنون عند جلسة المقيل
.
فيبدأ الواحد منهم بالتشريعة ( يشرع )
.
وبعد التشريعة تبدأ التخزينة ( يخزن )
.
وبعد ذلك يقرح القات ... وربنا يستر من قرحة القات
.
انفجارات وقنابل
البعض إذا مسك معه القات مضبوط يقرح في محله تمام
.
والبعض الآخر يرصص عليه و يقرح معه شيز
.
ثم تأتي بعد التخزينة التفسيخة
.
.
.
يا موزع العقول
.
.
.
مصطلحات عجيبة تصف الحالة الكئيبة والعقول السخيفة
.
.
وفي بداية جلسة القات ترى الكل يضحك ويستمتع ويسود المجلس جو من السعادة والبهجة لا تلبث أن تزول وتذوي سريعا بعد مرور ساعة على الأقل من بدء التخزينة
فتبدأ الوجوه تكفهر وتشحب ويسود الصمت المطبق على المجلس
فتشخص الأبصار وتزيغ العقول
ويسود التفكير وتبدأ المشاريع
فذاك يبني في عمارة من سبعة أدوار والآخر واصل بها العاشر
وآخر يهدم ويسوي
وذاك يشق طريق وآخر يبني جسور وكباري
وأفضلهم حالا يلعب بجواله كالطفل الصغير أو يحك راسه
.
.
حتى أن في نكته تقول أن في مرة وحدة دخلت على زوجها وهو مخزن وقالت له لبغا مصروف رز وسكر ودقيق وغيره ... قال لها يهوين عيلش ورا ما جيتيني سمح وانا نزل قواطر الدقيق والرز في المستودع حقي ما ذلحينه دوري لش مصروف روحت القواطر
مشاريع الوهم في رؤوس الفراغ .
.
ثم يعلوا دخان السجائر سماء المجلس ويلبده بالسحب الماطرة هما وغما وكدرا واكتئابا ومرضا على رؤوس المخزنين
.
.
ويستمر هذا المشهد المخيف المرعب إلى ساعات الليل المتأخرة
وبعد أن يفسخ المخزن القات يبدأ فصل آخر من فصول الكآبة أشد وأدها من سابقه
.
.
حيث ترى المخزن بعد أن يرمي القات وكأن الطير على رأسه
مكتئب حزين يشعر بالضيق ولا يرغب بأن يكلمه أحد
يتحول إلى وحش كاسر بعد أن كان حمل وديع
يخاف منه جميع الأهل
الأطفال والزوجة
الله يعينهم.
.
وأخيرا سهر وأرق واكتئاب وفقدان للشهية وتدمير للصحة وضياع للوقت وتبذير للمال وإهمال في الواجبات الدينية والدنيوية وتقصير في حقوق الأهل والأولاد والزوجة
.
.

ما هذا يا قوم.
.
ما هذه اللعنة التي حلت بالشعب اليمني
.
.
ما هذا الهراء
.
.
أليس منكم رجل رشيد
.
.
وصدق الزبيري حين قال يصف القات
.
.
شيطان في صورة نبات
أوقع الإنسان اليمني في فتنته
وزاحم الأغذية البريئة في معدته
وولج ولوج اللصوص إلى خزائنه
يطارده صباحا في رؤوس الجبال
ويؤرقه ليلا في متاهات الخيال
.
.
وإنني على يقين جازم بأن هذا الشعب لن يتقدم خطوة واحدة للأمام ولن يتطور ولن يتغير أبدا مادامت جذور هذه النبتة الشيطانية ضاربة في أعماق أرضه ووطنه
.
.
.
.
.
فتحياتي لكل مولعي في أرض اليمن السعيد.
.
.
.
وطبعا أنا ما خزن
.
.
وعمري ما ذقت القات
والحمد لله
.
.