كان علماء السلف يفرون من المناصب الدينية فرارا, كالامامة والخطابة , والافتاء والقضاء , وربما أجبروا عليها فرفضوا , ومنهم من سجن ليتولى القضاء فيرفض , ومنهم من جلد وهو يأبى , و الان تغير الحال , فأصبح الغالب ان لم يكن الكل يطلب هذه المناصب , بشتى الطرق , ويسعى في تحصيلها وينافس عليها , ويحسد من نالها , وما ذاك الا لضعف التقوى والخشية , وحب الدنيا ونسيان الاخرة , حتى تجد فينا من يسابق أخاه في المجالس على الفتيا , وعلى تصحيح أو تضعيف الاحاديث , وفينا من يحب الصدر ويحط من شأن أقرانه ليرتفع هو , ويظهر حفظه ومعرفته وذكاءه وسعة اطلاعه , وهذا هو الرياء نعوذ بالله منه0
والواجب علينا أن نبكي على حالنا , ونندم على تقصيرنا , ونأسف كل الأسف على ذنوبنا وخطايانا , ونأخذ بقوله (صلي الله عليه وسلم )
( كف عليك لسانك , وليسعك بيتك , وابك على خطيئتك )
ولكن هيهات ما لجرح بميت ايلام , والله المستعان على صلاح أمورنا 0