إنهاء خلاف بين قبيلتي آل غائب والقثمة جراء قضية قتل بالخطأ

أنهت جموع من قبائل قحطان وشهران وعتيبة ويام وسبيع والبقوم صباح أمس في محافظة خميس مشيط خلافاً بين قبيلة آل غائب قحطان وقبيلة القثمة عتيبة على خلفية قضية قتل بالخطأ مقابل أخذ اليمين من 45 حالفاً بناء على طلب من والد المقتول.
وفي تفاصيل القضية التي وقعت قبل عام في مدينة جدة أن الشاب سالم محمد شعيل القثامي العتيبي (27 عاما) قام بإطلاق النار عن طريق الخطأ باتجاه الشاب تركي علي حمد آل غائب القحطاني (27 عاما) من سلاح ناري حيث أصابه بطلقة استقرت في الرأس نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات حيث أمضى 41 يوماً ثم توفي.
وسعى أهل الخير بين القبيلتين وأسفرت المساعي عن عقد صلح قبلي بينهما وحضر عدد من المشايخ والأعيان والوجهاء في المحافظة حيث تجاوز عددهم أكثر من 1500 شخص.
وتوافدت الجموع على مقر قبيلة آل غائب آل جبران في الصباح الباكر ودار الحديث بين الطرفين، فبدأ بمفاوضات بين عدد من المشايخ وأقارب المقتول استمرت أكثر من 8 ساعات حينها اشترط والد المقتول يميناً من 45 حالفا "بأنهم لم يعلموا ولم يشجعوا ولم يرضوا بما حصل" وتقدم أهالي القاتل وأدوا اليمين، وفوّض أهل المقتول المشايخ الحاضرين للحكم في الدم بما يرضي الجميع، فخرج المشايخ الوسطاء لعقد مجلس مصغر قرروا بعده تقديم مبلغ 3 ملايين ريال من قبيلة القاتل لأسرة المقتول تقديرا لتنازله، وكرمه في العفو دون اشتراط، ثم اختير سعيد محمد راقع آل غائب قبيلاً يكفل عدم التعرض أو الأذى لأهل القاتل وأعطي هدية مقدارها 100 ألف ريال وتبادل الطرفان السلام وأسدل الستار على القضية.
وفي نهاية الصلح أثنى مشايخ عتيبة أثناء حديثهم لـ "الوطن" على العفو والتسامح الذي تتصف به قبيلة آل غائب مثمنين دور والد المقتول وأسرته ودعوا للميت بالرحمة والغفران، كما أعرب عدد من مشايخ قحطان وشهران عن تقديرهم لمبادرة قبيلة آل غائب على حسن الاستقبال ولين الحديث.
من جانبه ثمن والد المقتول وأسرته وقبيلة آل غائب دور كل من سعى في الصلح وجهود كل القبائل المشاركة في إنهاء الخلاف.
كان ذلك في ظل تواجد أمني مكثف بقيادة مدير شرطة خميس مشيط العقيد صالح علي الشهري والمقدم علي بن مرضي وعدد من الضباط والأفراد وبمتابعة من مدير شرطة منطقة عسير اللواء عبيد الخماش.