قال عكرمة : كان القضاة ثلاثة , فقضوا ما شاء الله أن يقضوا , فيعث الله ملكا على فرس , فمر على رجل يسقي بقرة معها عجل , فدعا الملك العجل , فتبع العجل الفرس , فجاء صاحبه ليرده , فقال : يا عبد الله عجلي وابن بقرتي فقال الملك : بل هوعجلي وابن فرسي , فخاصمه حتى أعياه , فقال - الرجل - : القاضي بيني وبينك , قال : لقد رضيت , فارتفعا الى أحد القضاة فتكلم صاحب العجل فقال له : مر بي على فرس فدعا عجلي فتبعه فأبى أن يرده , قال : ومع الملك ثلاث درات لم ير الناس مثلها , فاعطى القاضي درة وقال : اقض لي , فقال : كيف يسوغ هذ ؟ فقال : نرسل العجل خلف الفرس والبقرة , فأيهما تبعها فهو ابنها , ففعل ذلك , فتبع العجل الفرس فقضى للملك , فقال صاحب العجل : لاأرضى , بيني وبينك القاضي الآخر , ففعلا مثل ذلك - أي مرا معه بنفس الموقف السابق , ثم أتيا القاضي الثالث فقصا عليه قصتهما , وناوله الملك الدرة الثالثة فلم يأخذها وقال : لا أقضي بينكما اليوم , فقالا : ولم لا تقضي بيننا ؟ فقال : لأني اليوم حائض , فقال الملك : سبحان الله ؟ رجل يحيض ؟ فقال القاضي : سبحان الله , وهل تنتج الفرس عجلا ؟ فقضى لصاحب البقرة , فقال الملك : إتكم ابتليتم , وقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك .