وجز المبعوث الأممي إلى اليمن جمل بن عمر مهمته بالقول: "دور الأمم المتحدة هو تشجيع جميع الأطراف على المشاركة في هذه العملية، وإيجاد أرضية مشتركة والبحث عن حلول توافقية. ولكن ليس من حقنا إملاء الحلول".
وقال بن عمر - في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة "جولف نيوز"، الناطقة باللغة الانجليزية - إن النقاشات في مؤتمر الحوار الوطني صعبة وتستغرق وقتًا طويلًا.
وأضاف بن عمر: "هنا في الحوار الوطني ليس تفاوض بين طرفين. بل لدينا العديد من الأطراف.. الحراك الجنوبي وأنصار الله، والنساء، والمجتمع المدني، والأحزاب السياسية الأخرى؛ لذلك فإن التوصل إلى توافق في الآراء، لم يكن سهلًا؛ نظرًا لطبيعة هذه المفاوضات المتعددة وثلاثية الأطراف."
وأكد بن عمر: "أن هذا التحول قد أحرز تقدمًا ولا يزال إلى حد كبير على المسار الصحيح على الرغم من كل الصعوبات، وقد مضى مؤتمر الحوار الوطني قدمًا بطريقة إيجابية للغاية."
وقال المبعوث الأممي: "إن الجانب الإيجابي هو عندما يتم التوصل إلى حل فمن المرجح أن يكوّن قوة؛ لأن جميع الأطراف شاركت في تطوير هذه الآراء."
وقال: "هناك مستوى عال من التوافق في الحاجة إلى إقامة دولة اتحادية جديدة. وهذا الطلب ليس من الجنوبيين، ولكن - أيضًا - من الناس في المناطق الشمالية. وأعتقد أن العديد من مشاكل النظام السابق جاءت بدرجة عالية نتيجة طبيعة النظام المركزي."
ويقول بن عمر: "من الواضح جدا أن هناك حملة شعواء وخبيثة ممولة جيدا تهدف إلى تضليل الرأي العام من خلال محاولة إقناعهم بأن الفترة الرئاسية للرئيس هادي والفترة الانتقالية تنتهي في فبراير 2014."
وأضاف بن عمر: "ما قلته مرارًا وتكرارًا هو أن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية تجعل من الواضح أن الرئيس يظل في منصبه حتى تنصيب رئيس جديد"، مضيفًا: أن على مؤتمر الحوار الوطني إنجاز بعض الخطوات قبل نهاية الفترة الانتقالية.
وتابع: "النقاشات الجارية في مؤتمر الحوار الوطني تتركز حول عدد الأشهر اللازمة لإنجاز الخطوات المقبلة المحددة في اتفاق نقل السلطة منذ الانتهاء من أعمال الحوار الوطني إلى حين إجراء الانتخابات."
وقال: "هذه هي الخطوات الختامية لمؤتمر الحوار الوطني وكلك إنشاء لجنة لصياغة الدستور."
وذكر بن عمر: "وكذا صياغة دستور جديد، وإعلام الجمهور بشأن الدستور، ودمج التغذية العكسية من خلال عملية مشاركة الجمهور في المشروع المقترح للدستور، وإبرام اتفاق بشأن الاتفاق على الدستور ومن ثم بناء سجل التصويت، والدعوة إلى الاستفتاء، والاتفاق على الاستفتاء والاتفاق على قانون انتخابي جديد والتشريعات الأخرى ذات الصلة من أجل التحضير لانتخابات عامة."
وفي رده على السؤال: كم يحتاج ذلك من الوقت حتى إنجاز هذه الخطوات؟، أجاب بن عمر بالقول: "من خلال ما لمسته في النقاشات الحالية، هناك نظرة عامة بأن هذه المهمة ستتطلب تسعة أشهر، ولكن الاتجاه السوي هو أنها قد تستغرق من 18 إلى 25 شهرًا".
وأضاف: "لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن. يجري اليمنيون مناقشة جدول زمني جديد ودورنا هو تشجيعهم بالتوصل إلى التوافق".
بناء على تكهنات بن عمر، فمن الممكن بقاء هادي في منصبه لعام آخر تقريبًا. وعند سؤاله عن المعارضة القوية لصالح إزاء تمديد ولاية هادي والفترة الانتقالية، رفع بن عمر بعض الأوراق من ألأريكة وامسك بقرار الأمم المتحدة الأخير بشأن اليمن.
وقرأ بن عمر من الورقة: "أعرب مجلس الأمن الدولي مجدداً عن قلقه إزاء استمرار ورود تقارير عن تدخل من لديهم نية لتعطيل أو تأخير أو عرقلة العملية الانتقالية وتقويض الحكومة اليمنية."
وقال: "لقد ذكر مجلس الأمن على وجه التحديد صالح ونائبه السابق علي سالم البيض كعنصرين يسعيان إلى تقويض العملية الانتقالية."
وقال: "عندما يتعلق الأمر باليمن، يتحدث مجلس الأمن بصوت واحد. ليس هناك انقسامات داخل مجلس الأمن. والمجلس يريد أن يكون هذا التحول السياسي فريد من نوعه لتحقيق النجاح."
وقال بن عمر: إن الاضطرابات في الجنوب نتاج عقدين من سوء المعاملة من قبل النظام السابق.
وأضاف: "عانى الجنوب على مدى عقدين من الظلم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتمييز. فقط الآن بدأنا ندرك نطاق التمييز والنهب التي تعرض له الجنوبيين".
وأشار إلى أن هادي قد اتخذت العديد من الخطوات لمعالجة مظالم الجنوبيين. وتشمل هذه الخطوات تعيين لجنتين، الأولى معنية بالأراضي والأخرى عن حالة الناس الذين صرفوا من الخدمة المدنية والقوات المسلحة.
وأوضح المبعوث الأممي: "لقد بدأ الناس في الجنوب رؤية الضوء في نهاية النفق، للمرة الأولى التي نشهد جهودًا جادة لمعالجة مظالمهم".
وبعد الجهود الجادة من قبل الرئيس هادي على حل القضايا الجنوبية، لا يرى بن عمر أية حاجة لوضع خيار الانفصال على الطاولة.
ويقول: "جميع المشاركين بما في ذلك الحراك الجنوبي يقولون إنهم سوف ينظرون في الحل والواقعي والمتناسق مع سياق بناء دولة ديمقراطية واتحادية جديدة."
وعلى الرغم من تصاعد العنف في الجنوب، إلا أن بن عمر بقول أنه تلقّى وعودًا من قادة الحراك أن الحركة "لا تزال سلمية".
وعلى الرغم من الوضع الأمني المتدهور في العاصمة صنعاء، يقول بن عمر: إنه لم ينج أبدًا من محاولة اغتيال على حياته.. إلا أنه يعتقد مرة واحدة عن طريق الخطأ تعرض موكبه لهجوم.
حيث يقول: "كان هناك حادث عندما مرور موكبي بالصدفة، على ما يبدو، عندما تم اغتيال نائب برلماني. سمعت طلقات بصوت عالٍ جدًّا، وكنا نظن في البداية أننا الهدف، لكننا وجدنا في وقت لاحق بعد دقائق قليلة أنه شخص آخر".
ويقول بن عمر: "في بعض الأحيان أعمل من الصباح الباكر حتى منتصف الليل".، ولكن عندما أجد وقت فراغ، أقوم بكتابة بعض الملاحظات.
وأضاف: أنه قد يكتب كتابًا عن تجربته في اليمن. وعلى الرغم من العديد من المحاولات المستمرة من قبل السياسيين اليمنيين، يقول بن عمر إنه لم يمضغ القات وهو نبات مخدر يحظى بشعبية في اليمن.