الإهداءات



منتدى الشعر الشعبي (المنقوله) للقصائد المنقوله

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 03-11-2009, 12:34 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مبارك المصعبي

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 865
المشاركات: 513
بمعدل : 0.09 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مبارك المصعبي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى مبارك المصعبي

المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
m البردوني لم يزل يحاكي أبا تمام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



لم تكن محاكاة البردوني لأبي تمام محاورة شعرية أو بثاً مباشراً أثيرياً أو برنامجاً -يتناول حديثاً بين وجه ووجه ولكنها كانت استحضاراً لشخصية ابي تمام وتأكيداً على مدلول شعر الحماسة - وتأصيلاً للشعر العربي من كل مكان وزمان، ربما أن قصيدة (أبو تمام وعروبة اليوم) تأتي وجيز الوجيز لما يعانيه العالم العربي من التمزق والهزيمة لأنه انطلق من خلالها يصور الواقع العربي اليوم ويحاكي أبا تمام من خلال مفردات جسدتها شاعرية أبو تمام.
من هنا جاء البردوني يحاكي أبا تمام بشاعريته المجنحة التي تدفقت بسيمفونية الخلود في سجل (الحماسة) في قصيدته الشهيرة (أبو تمام وعروبة اليوم) التي طالع بها الجماهير العربية في ديسمبر ربيع 1791م.
لأن أبا تمام قد نظم أبياتاً خالدة تتضمن نشيداً ثورياً لفتح عمورية كما في قصيدته التي يقول في مطلعها:
السيف أصدق أنباءً من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعبِ
فتح الفتوح تعالي أن يحيط به نظم
من الشعر أو نثر من الخطبِ
يا يوم وقعة عمورية انصرفت
منك المنى حفلاً معسولة الحلبِ
أبقيت جد بني الاسلام في صعد
والمشركين ودار الشرك في صببِ

وانطلاقاً من هذا جاءت قصيدة (أبو تمام وعروبة اليوم) تقدم سياقاً شعرياً (للواقع العربي) اليوم ومقارنة لواقع الأمس الذي يتضح من خلاله تاريخ الماضي في اليوم المجيد واقعة عمورية.. الفلاش باك:
لقد بدأ البردوني قصيدته بسرد الواقع العربي ومن ثم يعود بنا بذاكرته الشاعرية الى أبي تمام ومحاورة أبي تمام ويستعرض لنا الوضع الراهن من حيفا والنقب ويرجع بنا تارة أخرى متداعياً الى اصرار المعتصم وصلب الأفشين لأنه كان خائناً للمعتصم. ومن ثم ينتقل بنا الى الحاضر للاخبار عن (علوج الروم التي عادت فاتحة) في الوطن العربي ومن ثم يتعرض واقع الحكام العرب ويعود يسأل أبا تمام من جديد، أيضاً ينتقل بنا الى واقع العروبة ومن ثم ينتقل الى الماضي يصور لنا واقعة عمورية.. مقارنة مع حال الواقع العربي الآن ومن هذا المنطلق يحلق بنا الشاعر الى صنعاء يصور لنا أخبار صنعاء وتاريخ صنعاء ومآسي صنعاء ومستقبل صنعاء.
وبعد هذا كله بدأ الشاعر يعرف بنفسه ويسرد قصة حياته ومآسيه، لكنه لم يزل يخاطب أبا تمام ويذكر أبا تمام نفسه بأن لديه العديد من الأسئلة ويشكو اليه الواقع تارة أخرى وأخيراً يخاطبه: ياشاعر الحماسة ألا ترى واقعنا العربي اليوم.
من ضوء ما سبق نرى أن البردوني قدم سرداً شعرياً متتابعاً على قصيدته (أبو تمام) وهذا هو ما يؤكد لنا حقيقة التداعي أو ما يطلق عليه مصطلح (الفلاش باك) الذي نجده في العديد من قصائد البردوني.
التأصيل:
لاشك ان التأصيل في العمل (الأدبي) يعني العودة الى ينابيع تاريخ الماضي وجذوره الأساسية وحول هذا يؤكد لنا الدكتور/ نذير العظمة في دراسته النقدية للشعر والميثولوجيا في الشعر العربي الحديث بين التغريب والتأصيل (الشابي) نموذجاً ص7 كما أشار «ان التأصيل يعني العودة الى ينابيع الماضي وجذوره التاريخية في الميراث العربي والاسلامي والحضارات السامية القديمة وهو يحمل دلالات الخروج من التقليد والنمط الجاهز الى الأصالة التي تمثل معاناة الحاضر والتعبير عنه بشكل متميز».
وتأسيساً على ذلك أكد البردوني أصالة (الشعرية العربية) عندما بدأ يخاطب أحد شعراء الحماسة في العصر العباسي ومن هنا تكون كلمة السيف عند البردوني نقطة انطلاق الى ذرى القصيدة، بل هي مفتاح شعري الى التأصيل وبعدها غاص في أعماق الواقع العربي وعلى ضوء هذا استعرض معاناة الحاضر مقارنة مع انتصارات الماضي التي تفجرت من قوة الغضب العربي في قيادة المعتصم وانتصار عمورية وتكذيب المنجمين.. اضافة الى ذلك جاء الشاعر لكي يؤصل نفسه بأنه من صنعاء.
المفردات:
لقد كان استحضاراً شاعرياً تجلت معانيه أكده البردوني من خلال مفردات حية.. كيف لا وهو يستحضر أبا تمام أحد رواد شعراء الحماسة في الشعر العربي وعلى ضوء هذا تم تأكيد هذه المفردات من خلال شاعرية البردوني:
مثل (السيف - العروبة - عمورية - المعتصم - الكتب - التنجيم، .... هلم جرا) وعلى ضوء ذلك سوف نوجز قراءة عابرة للقصيدة.
ومن نقطة الانطلاق في القصيدة.. يكون (السيف) مخاطبة تأصيلية لشاعرية أبي تمام..

ما أصدق السيف ان لم ينضه الكذب
وأكذب السيف ان لم يصدق الغضب

ومن ثم يطرح البردوني تتابعاً شعرياً يسرد من خلاله الى طغاة الاستعمار الذين طغوا وتكبروا وعصوا بالعلم:

أدهى من الجهل علم يطمئن الى
أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا هم البشر الأرقى وما أكلوا
شيئاً كما أكلوا الانسان أو شربوا

وبعد هذا الاستعراض.. تحلق بنا شاعرية البردوني تجوب العصور الى أحد فطاحلة الحماسة أبو تمام.
وفي اطار هذا يقف البردوني في أروع حوار شعري مع أبي تمام:
ماذا جرى يا أبا تمام تسألني
عفواً سأروي ولا تسأل وماالسببُ
يدمي السؤال حياءً حين نسأله
كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقبُ
من ذا يلبي؟ أما اصرار معتصم
كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا

ومن هنا انطلق البردوني يستعرض الواقع المشئوم لأبي تمام ويوضح السببية العلوج والتنجيم:
اليوم عادت علوج الروم فاتحة
وموطن العرب المسلوب والسلبُ
ماذا فعلنا، غضبنا كالرجال ولم
نصدق وقد صدق التنجيم والكتبُ
فأطفأت شهب الميراج أنجمنا
وشمسنا وتحدت نارها الخطبُ

وبعد ان أشار البردوني اشارة خبرية الى العلوج الفاتحة، ومن ثم يكون الحوار عصرياً يحمل مصطلح (الميراج) الذي دلل البردوني من خلاله على حرب اليوم.. أيضاً يمضي البردوني موضحاً السببيه التي تقتضي أسباب كل مايحدث ومنها الأبواق، وربما كان يقصد بها البردوني وسائل الاعلام، ويأتي هنا البحث عن الأبطال:
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة
أما الرجال فماتوا ثم أو هربوا

ويأتي سياق الحديث عن واقع الحكام.. كما أشارت القصيدة، ومن هنا نستقرئ قراءة كل مايحدث في العراق وفي فلسطين في كل أرجاء الوطن العربي الكبير:
حكامنا ان تصدوا للحمى اقتحموا
وان تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا

القاتلون نبوغ الشعب ترضية
للمعتدين وما أجدتهم القربُ

واشارة الى ماسبق يأتي السؤال: ماذا ترى؟!
سؤال الى أبي تمام يوضح الاجابة الاختيارية.
ماذا ترى يا أبا تمام هل كذبت أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟!
وبعد كل هذا يتطرق البردوني الى عروبة العصر.. مقارنة مع عروبة الأمس والانتصار والهزيمة وهنا ترى جملة من المفارقات..
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها اسم ولا لون ولا لقبُ
تسعون ألفاً لعمورية اتقدوا
وللمنجم قالوا اننا الشهبُ
قيل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا
نضجاً وقد عصر الزيتون والعنبُ
تنسى الرؤس العوالي نار نخوتها
اذا امتطاها الى أسياده الذنبُ

ويا ترى ماذا عن صنعاء أيها القادم من صنعاء، هل لديك حديث عن صنعاء؟!
أيضاً هكذا.. كان السؤال كما استوحاه البردوني من أبي تمام وعلى ضوئه تأتي اجابة البردوني بنغم القصيد يجسد صنعاء.. وأمراض صنعاء وبشائر صنعاء وحلم صنعاء الذي يعبر عن حلم الشاعر:
حبيب وافيت من صنعاء يحملني
نسر وخلف ضلوعي يلهث العربُ
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبت
مليحة عاشقاها السل والجربُ
ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن
ولم يمت في حشاها العشق والطربُ
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت
في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقبُ
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت
حبلى وفي بطنها قحطان أو كربُ
وفي أسى مقلتيها يغتلي (يمن)
ثانٍ كحلم الصبا ينأى ويقتربُ

وبعد هذا التناوب الشعري الذي يجسده وجدان البردوني يبدأ حديثه عن السفر المضني في رحلته العمرية سفراً منهكاً محملاً بنكهة المغامرة وفيض الشاعرية:
ورحت من سفر مضن الى سفر
أضنى لأن طريق الراحة التعبُ
لكن أنا أرحل في غير ما سفر
رحلي دمى وطريقي الجمر والحطبُ
اذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا
في داخلي أمتطي ناري وأغتربُ

قبري ومأساة ميلادي على كتفي
وحولي العدم المنفوخ والصخبُ

وبعد هذا تأتي اعترافات البردوني لأبي تمام بكل مايلي من الصدى والشيب والطرب والفكر والأدب.
ويؤكد له بأنه يحاكيه في ملكته الشعرية التي امجد الانتصارات وتبحث عن الشجاعة والحماسة:
حبيب هذا صداك اليوم أنشده
لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا، أتعجبُ من شيبي على صغري
اني ولدت عجوزاً كيف تعتجبُ
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني
والأربعون على خديّ تلتهبُ
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على
وجه الأديب أضاء الفكر والأدبُ

أيضاً تظل الحماسة حديث القصيدة في هواجس البردوني وأبي تمام، كيف لا وهي القاسم المشترك بينهما:
وأنت من شبت قبل الأربعين على
نار الحماسة تجلوها وتنتخبُ
وتجتدي كل لص مترف هبة
وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهبُ
شرقت غربت من والٍ الى ملك
يحثك الفقر أو يقتادك الطلبُ
طوفت حتى وصلت الموصل انطفأت
فيك الأماني ولم يشبع لها إربُ
لكن موت المجيد الفذ يبدأه
ولادة من صباها ترضع الحقبُ

لكن هناك أسئلة تظل محيرة، وواقع غريب انتقل من الانتصارات الأصيلة الى الهزائم الغريبة التي لم تزل تكشف تساؤلات بلا حدود.. ما زالت تبحث عن جيل الانتصارات والثورات:
حبيب مازال في عينيك أسئلة
تبدو وتنسى حكاياها فتنتقبُ
وماتزال بحلقي ألف مبكية
من رهبة البوح تستحيي وتضطربُ
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلبُ
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا
يوماً ستحبل من إرعادنا السحبُ



منقووووووووووووووووووووووووووووووول












توقيع :

gafdfe.jpg

عرض البوم صور مبارك المصعبي  
قديم 03-11-2009, 12:41 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مبارك المصعبي

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 865
المشاركات: 513
بمعدل : 0.09 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مبارك المصعبي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى مبارك المصعبي

كاتب الموضوع : مبارك المصعبي المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
m البردوني اجمل ماقيل في اليمن قصيده ((العصماء)) حفل الموصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

صورة حية عن وقفة شاعرية رائعة للبردوني : مهرجان ابو تمام في الموصل
اهتم العراقيون عموما والموصليون منهم خصوصا بشاعرهم الكبير حبيب بن أوس الملقب بابي تمام الطائي الذي جايل الخليفة العباسي الشهير المعتصم بالله وناشده بقصيدة مدح مشهورة اثر انتصاره علي رأس جيشه في موقعة عمورية علي الاعداء البيزنطيين ، ومطلعها
السيف أصدق انباء من الكتب في حدّه الحد بين الجد واللعب
ولم يزل ضريح الشاعر ابو تمام قائما في مدينة الموصل التي قامت بلديتها القديمة في العهد الملكي بانشاء نصب عال في واحد من دوارات المدينة بعيد الحرب العالمية الثانية .. وجري التخطيط لتنفيذ مهرجان شعري دولي كبير في الموصل لمناسبة مرور ذكري الف سنة علي ولادة الشاعر حبيب بن اوس الطائي أبو تمام في مطلع السبعينيات .. وفعلا ، عندما اقترب موعد المناسبة ، كان كل شيء قد تم أعداده والتخطيط له . بدأت فنادق المدينة تستقبل ضيوف المهرجان من كل حدب وصوب ، وحل من اليمن الشاعر الضرير عبد الله البردوني الذي انزلوه في فندق المحطة .. بدا منظره غريبا علي الضيوف ، خصوصا وان غالبيتهم لم يعرفوه بل ولم يسمعوا باسمه من قبل ابدا .. لقد توضح لي ان اغلب الناس لم تعر هذا الضيف اي اهتمام لهيئته الرثة ومنظره القبيح خصوصا وانه لم يضع اية نضارات سوداء علي عينيه تحميه من بؤس الصورة ! وكان الطقس جميلا ورائعا في الموصل التي اسموها بمدينة أم الربيعين اذ انها تعيش الربيع في حلة بهية خضراء يانعة خلال فصلي الربيع والخريف معا .. ويغدو النسيم عليلا في اقصي درجات الطيبة والانتعاش .. وكانت الظروف التاريخية قد تقلبت بها وبثقافة ابنائها وهجرة الالاف المؤلفة منهم .. وغدت عند عقد المهرجان في حالة ليست كما كانت عليه قديما وهي المشهورة بانجاب عدد كبير جدا من العلماء والادباء والشعراء علي امتداد تاريخ حضارتنا العربية الاسلامية .
ذكري لا تنسي
ما يهمنا هو اليوم الاول من المهرجان وبعد افتتاحه رسميا .. كنا ثلة من طلبة كلية الاداب والعلوم الانسانية المتقدمين نجلس في الوراء بملابسنا الاكاديمية الرسمية .. كانت قاعة الادارة المحلية كبري وواسعة وقد افتتحت عما قريب ، وعدسات التلفزيون تتحرك لتنقل احداث المهرجان مباشرة علي الهواء .. كل شيئ كان جميلا ومهيبا ورائعا ، والضيوف الكبار يجلسون في المقاعد الامامية واذكر في مقدمتهم كان هناك الاستاذ الكبير نجيب البهبيتي وادباء عرب كبار واساتذة متخصصون من مصر ولبنان وسوريا والمغرب واليمن والسودان وفلسطين وغيرها . كنا نترقب كل جديد من هذا المهرجان الالفي الذي اعاد الروح الي الشعر العربي الاصيل .. ولكن من ابرز تناقضات ما حدث فيه : ما كان يلقيه البعض من القصائد التقليدية المنظومة التي تنام القاعة علي وقع سمعها المعهود .. أو ما كان يلقيه البعض الاخر من النقيض وكانوا من الشباب، اذ قدمت قصائد من الشعر النثري الحر ، وكانت موجته وقت ذاك قد بلغت عنان السماء .. فسمعنا من سيئاته ما جعل القاعة تغط في نومها .. وتري البعض منزعجا ومضطربا لما كان يسمعه من فج الشعر وهزيل الكلمات والتعابير التي لا معني لها ابدا !
ونادي المقدم عريف الحفل علي الشاعر عبد الله البردوني من اليمن ليلقي قصيده ، فاعتلي المسرح بعد برهة شاعر كفيف يلبس معطفا رثا يقوده أحدهم الي المنصة ولم تزل القاعة تغط في نوم عميق .. سمعت أحدهم : اني سئمت من سماع هذا الهزل وهذا الشعر البليد !! وفجأة يهدر صوت يهز من اول بيت هو قائله القاعة ويرجها رجا عنيفا من اقصاها الي اقصاها !! وفجأة يتنبه الناس الي صوت هذا القادم من اليمن .. يقف قبالتهم بكل ثيابه المتسخة وقباحة منظره وهو يلقي من فمه من دون اي ورقة ..أعذب الشعر واحلي الكلمات واروع الصور .. ولأول مرة نسمع الشاعر عبد الله البردوني يناظر ذاك الشاعر القديم ابن الموصل حبيب بن أوس الطائي أبو تمام في اعز واجود ما تركه لنا ابو تمام من درر الشعر العربي وجواهره .. وعندما انتهي البردوني من القاء رائعته التي كانت قد قوبلت مقاطعها جمعاء بالتصفيق وطلب الاعادة .. استند الشاعر علي مساعده كي ينزله من المنصة ، وعندما نزل عن المسرح قام من مكانه كل الضيوف بوجهه تحية واكبارا لقصيدته العصماء التي هزت جوانب المهرجان في ذلك اليوم البهي والتي تعتبر من امهات ما قيل من شعر عند العرب المحدثين .. وقبل ان اختتم هذه الذكري والمقالة بالقصيدة البردونية ، لابد لي من القول ان شهرة البردوني قد انطلقت منذ تلك اللحظة التاريخية ، وبدا الرجل في ما تبقي له من ايام المهرجان نجما ساطعا يسعي اليه الناس للتعرف عليه والدخول في عالمه الشعري الرحيب اثر الضجة التي احدثتها قصيدته العصماء التي يتحدث فيها عن اوضاع الامة العربية ويرويها لشيخه ابو تمام ممثلا ذلك كله في مدينته صنعاء وفي نفسه هو ويخاطبه بكل جرأة ووضوح قائلا :
مقتطفات من القصيدة العصماء :
تنسي الرؤوس العوالي نار نخوتها اذا امتطاها الي اسياده الذنب
حبيب وافيت من صنعاء يحملني نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي ؟ مليحة عاشقاها السل والجــرب
ماتت بصندوق وضّاح بلا ثمن ولم يمت في حشاها العشق والطرب
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت في الحلم .. ثم ارتمت تغفو وترتقب
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت حبلي وفي بطنها قحطان او كــرب
وفي أسي مقلتيها يغتلي يمن ثان كحلم الصبا .. ينأي ويقتــرب
حبيب تسأل عن حالي وكيف أنا شبابة في شفاه الريح تنتحـــب
كانت بلادك.. رحلا ، ظهر ناجية أما بلادي فلا ظهر ولا غبــــب
أرعيت كل جديب لحم راحلــة كانت رعته وماء الروض ينسكـب
ورحت من سفر مضن الي سفر أضني.. لأن طريق الراحة التعــب
لكن أنا راحل في غيرما ســفر رحلي دمي .. وطريقي الجمر والحطب
اذا امتطيت ركابا للنوي فأنــا في داخلي .. أمتطي ناري وأغتــرب
قبري ومأساة ميلادي علي كتفي وحولي العدم المنفوخ والصخـــب

ماذا يمكنني قوله ؟
واخر ما يمكنني قوله بعد سماعنا هذا القصيد العربي الرائع .. انه المعبر الحقيقي عن وجودنا الذي أصابه النكد والتفكك في القرن العشرين .. وكل ما شبعنا به من الشعارات لا يزيد عن عدم منفوخ في الهواء وصخب تلاشي في الريح وبقي الانسان هذا الذي انجبته العمالقة لا يعرف الا النوي والنار والاغتراب والترحال والانتحاب والاسي وخصوصا في بلاده التي غدت مكشوفة من غير غطاء والانسان فيها يحلم منذ عصر بعيد بالنور والانبعاث .. لكنه يلهث ويلهث طويلا في محيط الظلمات ! رحم الله الشاعر عبد الله البردوني الذي ستبقي قصيدته العصماء هذه شهادة حية ووثيقة دامغة علي عصر كامل كواحدة من عيون الشعر العربي التي انجبها القرن العشرون بكل مآسيه وخطاياه .. كما ان قصيدته اعطت درسا قاسيا لكل المتطفلين علي الشعر والادب من تابعي السلطة وقت ذاك بأن مكانهم هو بعيد جدا عن روح الفن والادب.. وستذكر الاجيال القادمة البردوني باحرف من نور ، وبرغم تشاؤم صاحبنا ، الا ان الليل سينجلي عاجلا ام آجلا في أمة اذا ما عرفت بأن طريق الراحة التعب !
( فصلة من كتاب الدكتور سّيار الجميل ، نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية ).

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1871 --- Date 26/7/2004

جريدة (الزمان) --- العدد 1871 --- التاريخ 2004 - 7 - 26

AZP09
SEJM












توقيع :

gafdfe.jpg


 
عرض البوم صور مبارك المصعبي  
قديم 07-11-2009, 10:00 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبي
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابن لحول

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 102
المشاركات: 1,158
بمعدل : 0.20 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابن لحول غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مبارك المصعبي المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
افتراضي

تسلم اخي مبارك على النقل الموفق












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ابن لحول  
قديم 07-11-2009, 10:31 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

مستشار إداري

الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية المهاجرالطاهري

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 75
المشاركات: 6,178
بمعدل : 1.08 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 11

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
المهاجرالطاهري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مبارك المصعبي المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
افتراضي

((ماذا أحدث عن صنعاء يا أبت
مليحة عاشقاها السل والجربُ
ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن
ولم يمت في حشاها العشق والطربُ
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت
في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقبُ
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت
حبلى وفي بطنها قحطان أو كربُ
وفي أسى مقلتيها يغتلي (يمن)
ثانٍ كحلم الصبا ينأى ويقتربُ))


رائع في طرحك اخوي مبارك المصعبي


اختيار موفق وموضوع جميل يستحق الاطلاع عن شاعرنا الكبير البرودوني

وفقك الله ورعاك
من جديد الى جديد ومفيد












عرض البوم صور المهاجرالطاهري  
قديم 07-11-2009, 10:43 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب

منتدى الضحك و الفرفشه

الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية قناص شبوه

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 1065
الدولة: المدينة المنوره
المشاركات: 12,126
بمعدل : 2.23 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 11

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
قناص شبوه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى قناص شبوه إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى قناص شبوه

كاتب الموضوع : مبارك المصعبي المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
افتراضي

مشكور على طرح كلك روعه












توقيع :

تحذير :
null
والله ثم والله ان هذا الرجل اثبت انو ارجل من الف شنب من اصحاب المال والمتبجحين
الذين يسوق الضعاف والفقراء والصحاب القلوب المريضه
لاكن نقول هي هات اذا يحصل لهذ الرجل شي بالغلط او بدون غلط
مايهزك ريح يا ابو حمد قوول وفعل..
الله يجعل كيدهم في نحوورهم
عظيم انت يا علي عبدالله صالح


.http://www.aluttar.com/vb/uploaded/3515_01304443550.swf

عرض البوم صور قناص شبوه  
قديم 07-11-2009, 10:46 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فضي
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 166
المشاركات: 828
بمعدل : 0.15 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
((القلم الحر)) غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مبارك المصعبي المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
افتراضي

حبيب مازال في عينيك أسئلة0000تبدو وتنسى حكاياها فتنتقبُ
وماتزال بحلقي ألف مبكية00من رهبة البوح تستحيي وتضطربُ
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا00000ونحن من دمنا نحسو ونحتلبُ
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا00يوماً ستحبل من إرعادنا السحبُ

- - - -
مثل تلك المواضيع تستحق النقل وتستحق المتابعه
شكرا لك اخي مبارك المصعبي على الموضوع الجميل وهذا ماعودتنا في مواضيعك القيمه
فعلا لازال البردوني حيا في اشعاره 0 حيا في معاناة العالم الاسلامي والعربي 0 في معاناة الوطن اليمني
ومااشبة الليلة بالبارحه
لك احترامي وتقديري












عرض البوم صور ((القلم الحر))  
قديم 07-11-2009, 04:18 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مبارك المصعبي

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 865
المشاركات: 513
بمعدل : 0.09 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مبارك المصعبي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى مبارك المصعبي

كاتب الموضوع : مبارك المصعبي المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
افتراضي

شكرااااااااااا على اطلعكم

ابن لحول والمهاجرالطاهري وقناص شبوه والقلم الحر












توقيع :

gafdfe.jpg

عرض البوم صور مبارك المصعبي  
قديم 07-11-2009, 04:43 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبي
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 1087
المشاركات: 1,228
بمعدل : 0.23 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
لاتحزن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مبارك المصعبي المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
افتراضي

سلمت يمينك علاء الطرح المميز ولاعدمناك ياالغالي












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور لاتحزن  
موضوع مغلق

مواقع النشر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وشروط المنتدى
الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 05:27 PM.


المواضيع المطروحة تعبر عن رأي كاتبها ولاتعبر بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المصعبين
Powered by vBulletin Version 3.7.4
Copyright ©2000 - 2009, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة @ موقع المصعبين