شيخٌ أزهري وقفَ على المنبر في إحدى منصات ميدان التحرير بالقاهرة وقال بالنص: (جاء أخٌ من العمرةِ أمس واتصلَ بي هاتفياً؛ قال: لقيت الأخ فلاناً في المسجد النبوي، له خمسة عشر عاماً لا يترك صلاة في المسجد النبوي، رأى رؤيا أن النبي دخل عليهم فسأل عن حازم أبو إسماعيل - أقسم لكم بالله هذا حدث - وقال أبلغوه أن الله راضٍ عنه).. فتفاعلت الجماهير تحت المنصة بالتكبير والهتاف، في إشارة إلى قبول ما يدّعيه هذا الأزهري.. وحازم أبو إسماعيل لمن لا يعرفه مرشح مصري للرئاسة؛ ويوتيوب خطبة هذا الأزهري موجود على هذا الرابط لمن أراد أن يتأكــــد:
هذه اللقطة المعبرة ليست مجرد تدجيل من شيخٍ لا يُمانع من توظيف علمه الديني، وعمامته الأزهرية، ومفاهيم الإسلام وموروثاته، لخدمة مرشحه السياسي، وإنما تشير بمنتهى الوضوح إلى أن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم والمدينة المنورة والرؤيا الصالحة وشهادة الرجل الصالح وغيرها من مفاهيم الدين والتديّن أصبحت مجرد (وسائل) دعاية انتخابية تُستغل لخدمة زيد أو عمرو ليقفز إلى كرسي السلطة، أو يجني المال، أو يُحقق شهرة. وهذه الصورة وإن كانت تنضح بالكاريكاتيرية، وتُثير الضحك، إلا أنها تقول الكثير؛ فالدين ومظاهر التدين أصبحت مطية لكل انتهازي: في السياسة، في الإعلام، فيما يسمى الصيرفة الإسلامية والاقتصاد، في الوصول إلى الغايات والمراكز والمناصب، في تحقيق الأهداف أياً كانت هذه الأهداف؛ فقط يكفي أن تتمظهر بمظاهر الصالحين، وتلتحي، وتستخدم اللغة الدينية، وتنتقي من الدين ما تُمرر به أهدافك إلى هذه العقول المغيبة الغبية فتجني النجاح؛ أما الخاسر فهو الدين والأمانة والإنسان