(باحثة كندية :اليمن بلد جميل واليمنيون من أطيب الناس)
عادت لورا تيرنبول مؤخرا من اليمن ، حيث درست اللغة العربية وثقافة الشرق الأوسط في كلية دراسات الشرق الأوسط.تقول إنها انتهت فرصة دراستها هناك .
"لقد قامت بدراسة علمية عن التجربة الحسية ، من خلال مجالات عدة مثل الغذاء والحناء والزينة ، والأداء. وانتهى بها المطاف هنا".
تقول إنها غيرت محور أطروحتها ، وقامت بالاطلاع على الكثير من الدراسات عن الإسلام ، وبين الجنس البشري والهجرة.
كانت من خلال أطروحتها مشرف في جامعة ماونت أليسون ثم أتتها فكرة الذهاب إلى اليمن.
كانت تيرنبول قد أنهت دراستها في الفنون وقد شجعها المشرف على التطبيق في كلية دراسات الشرق الأوسط في اليمن.
لقد عاشت تيرنبول في اليمن في الفترة من نهاية شهر آب / أغسطس 2008 إلى أن عادت إلى كندا في حزيران / يونيو." لقد كانت تجربة مدهشة من الصعب وصف ذلك بالكلمات" ، كما تقول.
وأضافت "لا يمكن بأي شكل من الأشكال التحدث عنها لقد كان فيها الجميل والقبيح. وكان هناك الصعب والسهل.لقد كانت تجربة مدهشة ، ولكن كان من الصعب العيش فيها".
حاولت أن أخوض التجربة بعقل منفتح ، حتى أتمكن من الاستفادة إلى أقصى حد ممكن.
"اليمن بلد جميل واليمنييون من أطيب الناس هناك العقلية العربية العمومية في غاية الأهمية، فضلا عن شرف العائلة ، والذي كانت تلعب دوراً في الكثير من القضايا.
لقد وجدت الترحيب واكتشفت أن هناك احترام كبير للغرب ، للتكنولوجيا،والمساواة السياسية، وهو أمر لم تر صورتها في وسائل الإعلام الرئيسية الغربيةكما تقول.
لم تمكث تيرنبول إلا حوالي أربعة أو خمسة أشهر لكنها كانت فرصة لترى أن هناك وجها آخر لهذا البلد.
تقول " اليمن غالبا ما يصوره البعض بأنه مجتمع مسلم محافظ تقليدي لكنه ليس كذلك فهناك قضايا مثل مشاكل الدعارة أو الحشيش الأفغاني أو الكحول والإدمان على الكحول وهو قضية، فالبعض من المسلمين يشرب الكحول والبعض لا يشربه كما هو الحال في المسيحية ".
لقد كان هذه النقطة مهمة لدى تيرنبول وهي الملاحظة خاصة ما يحصل في معهد اللغة العربية حيث يأتي الكثير من الناس لمدة شهر ويغادر فهناك مثلا عندما ترى السياح فتسال ماذا لدى هؤلاء من معرفة عن هذا البلد فيذهبون وفي عقول البعض نظرة ضيقة عن هذا البلد.
ويرجعون هذه النظرة إلى ما يرونه على السطح من أن هناك أكثر من مكان وفيه السيئ والطيب وهذا الشئ هو نفسه موجود في أي مكان في العالم.
لقد كان لديها الكثير من التساؤلات، مثل ماذا ترتدي النساء من ملابس في اليمن ، ولماذا يرتدين النقاب و لماذا النقاب على وجه الخصوص.
فارتداء النقاب ليس جزء من الدين عندهم ، ولكن تلاحظ أن النقاب فقط أصبح أكثر شعبية في الخمس أو 10 السنين الماضية.
النساء أيضا يرتدين معطف أسود يدعى البالطو، وهو طويل الأكمام. ويرى هذا المعطف الأسود أكثر أناقة وعصرية ، كما تقول ، وينتشر في المناطق الريفية و الحضرية.
تقول “عندما وصلت أول مرة، كنت أتساءل هل ارتداء النقاب يعد جزء من الإسلام،أو انه يفهم على انه كذلك، وهل تشعر المرأة بأنه من الواجب ارتداء هذا النوع من الملابس ؟ وهل تدعم المرأة ارتداء هذا النوع؟ كان لي كل هذه الأسئلة. "
بعد أن قضيت وقتا هناك ، تعرفت على بعض الصغار وبعض النساء اليمنيات المحافظات واللاتي كن يرتدين النقاب ، وقلن لها أنهن يشعرن بالارتياح لإجراء محادثات معهما حول هذه الملابس.
لقد عرضت إحداهن لي صورة عن المرأة وهي تلبس الحجاب في ايطاليا فقلت لهن ولكن ليس النقاب الحجاب فقط فعلمت أن هذه المرأة ترى أن هذا يمارسه المسلمين ، ولا يرون النقاب جزءا من الإسلام لقد قالت إنني ارتدي النقاب لأني في اليمن بالنسبة لهم كان هذا الشئ تقليد يمني فقط.
لقد قررت تيرنبول أن ترتدي البرقع قبل أن تذهب للقاء بعض صديقاتها
"لقد شعرت أنني محافظه بارتداء النقاب، لقد شعرت كما عبر عنه الأصدقاء بان النقاب ليس لتصبح المرأة متواضعة، ولكن لتغطي وجهها" ، كما تقول ، وأضافت "لكن عند الشعب أفكار مختلفة عن ذلك"
"أنني تمتعت فعلا بذلك لكن أن اذهب هكذا إلى بلدي سيكون أمرا قاسيا، الملابس تشكل جزءا كبيرا من هويتك والعودة إلى الوطن بذلك تشعر بأنك غير راض عن نفسك أن تدخل بكل هذه الملابس فلم اعد اعرف من أنا أو في هذا المعنى".
تيرنبول لاحظت أنها إذا لبست ذلك هل سيتقبل منها ذلك أم لا في بلدها تقول أنني لا اعتقد أنني سأعامل بشكل سيء ، و سينظر إلي على أنني من الغرب ، لكن سينظر إلي على أنني أصبحت مسلمة.
لقد لاحظت أنها تشعر دائما بأنها آمنة أثناء وجودها في اليمن ، وحتى عندما كانت ترتدي ملابس بلدها.
"إنها مسألة معقدة" تقول ، "كان لي صديق وهو من نيويورك ، وكنت أرى انه أكثر أمانا في اليمن".