جمهورية ذمار
ابتسمت وأنا أتابع الجدل الذي دار حول مسألة ضم ذمار إلى أي إقليم وقلت في نفسي ذمار جمهورية بحد ذاتها قلتها وأنا أتذكر النكتة الذمارية التي حدثت زمان " مرحبا بالرئيس اليمني في ذمار".
ولأنني ذماري الهوى أبي النشأة فقد تابعت بصمت كل ما دار من جدل عن الإقليم الذي سيضمون إليه ذمار تارة يقولون سبأ وتارة أخرى آزال
قلت في نفسي لو كان بيدي سأضم ذمار في كل إقليم سنة والإقليم الذي سيعجب أهالي ذمار يستمروا فيه والإقليم الذي لن يعجبهم يغادروا منه
لكن سرعان ما تراجعت عن فكرتي خوفا من أن تطالب الحكومة بـ " نقل قدم " .
سمعنا أن سبأ وآزال تنازعا على ذمار كل منهما يريد أن يضمها إليه ولو كنت حكما لقلت لهم ما قاله أهل ذمار للسلال رحمه الله " ميناء ميناء يا سلال " من يشتي ذمار تنضم إليه يسوي فيها ميناء.
وحكاية ميناء ميناء لها مداولات كثيرة أهمها ما نسمعه من حديث حول نسب توزيع الثروات على الأقاليم بحيث تكون كلها متساوية أو متقاربة ولا يكون هناك إقليم طفران وإقليم ثري ، إقليم مكفل وإقليم مرحل.
أما عندما تجتمع صنعاء وذمار في إقليم واحد فإن لسان الحال يصبح يا ليت والله وصنعاء عصيدة وقاع جهران ملوجة واحدة ويبقى المرق والزوم على صعدة وعمران وصلاة على النبي.
في كل الأحوال يا بخت الإقليم الذي فيه ذمار على الأقل سيجدون بين الحين والآخر من ذمار ما يجعلهم يبتسمون ولعل النوادر التي سمعناها في المحافظين المتواليين على محافظة ذمار ستتوسع لتصبح على مستوى الإقليم وخدماته التي تقدم للمواطنين وسيصبح بإمكان أبناء الأقاليم الأخرى الدراسة في جامعة عين عنس وبإذن الله لن يضطر أهالي ذمار في عهد حكومة الإقليم إلى تناول السندويتش بالروتي ووضع الروتي داخل البيضة ولن يرفعوا لافتة " المسؤول نائم رحم الله من أيقظه " ولن يتصلوا ببرنامج نوح الطيور للإبلاغ عن المشاريع المفقودة أو المسؤولين النائمين أو المياه المنقطعة.
وإذا تعثرت مشاريع طرق الأقاليم ومنها طريق الحسينية فأهالي ذمار سيقومون بحراثتها وزراعتها للاستفادة منها وسيردون كل الأحجار السوداء التي تضعها الحكومة لمشاريع ثم تنساها وتنسى المشاريع.
تحية لمدينة أنجبت شاعرا بحجم البردوني ومقرئا بروعة محمد حسين عامر وأبناؤها أكثر طيبة وأشد بساطة وأسرع بديهة وأظرف منطقا.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.
الكاتب : احمد غراب