حمزة كاشغري كاتب صحفي سعودي في مقتبل العمر، كتب في حسابه في تويتر تغريدات فيها من الوقاحة، وقلة الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ما تطلّب تدخل السلطة وإحالته إلى القضاء، حماية لمقام النبوة من هذا التطاول الذي لا يمكن تفسيره إلا بالبحث المريض عن الشهرة من خلال مس المقدس، واستفزاز مشاعر المسلمين. السكوت عن مثل هذه الممارسات غير المسؤولة، والتعامل معها من منطلق أن من حق الإنسان أن يعبِّر عن قناعاته جهراً حتى وإن مسَّ المقدس وانتقص من مقام النبي، فيه من التجاوز ما يجعل كل من يردد مثل هذه التبريرات مشتركاً مع هذا الأرعن في جرمه، فمثل هذه الطريقة الرخيصة والدنيئة والمبتذلة لا يُقدِمُ عليها إلا الكسول الخامل الذكر الذي عجز عن أن يكون شيئاً مذكورا فأراد أن يعرفه الناس من خلال هتك المحرمات، فالحرية التي لا تحدها حدود، ولا تقيّدها قيود، ولا تراعي القيم، ولا تزن الأمور حقّ وزنها، ولا تحترم مشاعر الآخرين، هي حرية منفلتة ومتوحشة لا علاقة لها بالإنسان والإنسانية؛ فضلاً عن أن هذه الممارسات هي- أيضاً - إرهاب من نوع آخر، تشترك مع الإرهاب المعروف في أنه ينسف أمن واستقرار المجتمع، تحت عبارات ومفاهيم مُخاتلة تستمد من الحرية المنفلتة ذخيرتها وعتادها وسلاحها؛ فهذه وتلك في النتيجة سواء؛ بل إن الكلمة غير المسؤولة والمستفزة قد تكون سلاحاً أمضى وأشد فتكاً في المجتمعات من الرصاص والأحزمة الناسفة.