عندما تهاجر اسراب الطيور من واحاـاـات حياتكـ التي تخيلت انها خضراء.....
وترحل الفراشات عن حدائق وبساتين قلبكـ....
وتجد بين يوم وليله ان الورود قد ذبلت...
والاشجار قد تعرت....
والاعشاب قد جفت....
والمياة اضمحلت وجفت...
ومنها ماتسرب تحت الارض
ومنها ماقد تبخر بالسماء ليتحول الى بخار وسراب
قد يتكون سحاب وقد يشتته ويبعثره الهواء والرياح....
عند كل ذلكـ تتفأجى بواقعكـ الذي كنت تتهرب منه....
تتذكر انكـ فقط كنت تعيش بحلم جميل
سرعان ما انتهى وقاطعة عليك كابوووس مخيف....
تجد نفسكـ كما انت...
وليس كما صورها لكـ خيالكـ...
تجد حياتكـ التي لازم تعيشها
بحلوها
ومرها..
مع ان مرها اكثر من حلوها....
لاتستطيع ان تصيح..
اوتصرخ....
ولا ان تهمس وتعترف....
فالكلمات قد خنقتها العبرات....
والمشاعر قد نحرتها وقتلتها الايام والاقدار....
تجد كل مكان حولكـ ماهو إلا صحراء قاحلة...
او غابات متوحشه...
لاتستطيع ان تغامر وتجازف بالرحيل اليها لانها قد تكون عذااااب وألم اكثر مما تعيشها الان.....
تحاول ان تعود الى النوم
عل وعسى ان يعاودكـ الحلم الجميل من جديد....
او لعل انبثاقه نور الصباح قد تاتيك بواقع ومستقبل مشرق وافضل....
لكن تزيد جراحكـ عندما تجد ان نومكـ ايضاً قد هجركـ ورحلـ مع الآخرين....
فتجلس على فراشكـ
تحارب وتصارع جيوش
همومكـ
واحزانكـ
وجراحكـ....الغزآه
تحاول ان تصد هجوم الغزآة الثلاثة كي لايحتلوا
مدن قلبك....
وقلاع مشاعركـ....
فتظل تصارع...
وتتكاثر عليك طعنات الرماح والسهام...
وضربات السيوف من كل حدب وصوب....
فتتكاثر جراحكـ وطعناتكـ...
وينضح جسدك وقلبك من دماء جراحكـ وانت لاتزال تقاوم...
لكن قلبك يكثر همه عندما يرأ امامه ان
مدنه
وقلاعه
تسقط
وتتهاوى
مدينة مدينة...
وقلعة قلعة...
تحت جبروت وطغيان واجتياح اعدائك الكاسح.....
فتعلن لهم الاستسلام والرضوخ....
وتعلن لهم الولاء والتعبية.....
لان هذا هو اخر ماتملكه
..فانت وحيداً لاتقدر على مواجهتهم كثير....
ولن تقدر على مجابهتهم وردعهم وصدهم
فانت لحالكـ وحيد....
واليد الواحدة لاتصفق....
وانما الخيال الواحد يستطيع ان يحلم ويتوهم فقط.....
كنت هنا اعيش بين هنا وهناكـ.....
لابحث لي عن مكان
لايجدني فيه لاهذا ولاذاكـ.....