مربع 104 يحتضن جثمان المفكر الإنسان علي غرسان، سلمان السلمي ـ مكة المكرمة احتضن تراب مقبرة المعلاة أمس جثمان فقيد الوطن وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد عبده يماني بعد رحلة عطاء دامت 70 عاما، قضى فيها عمرا من العطاء في مجالات الإعلام والثقافة والأدب وأعمال البر والإصلاح، خلفت له سيرة عطرة تناقلها الناس خلال العقود الماضية حتى بات الشخصية المتفق عليها في الأوساط المتعددة. وشعيت جموع غفيرة من المسؤولين والمفكرين والأدباء ورجال الثقافة والإعلام جثمان الفقيد، بعد أن أديت عليه الصلاة في المسجد الحرام ظهر أمس، وشارك في مراسم العزاء عدد من الجهات الحكومية والأهلية والخيرية، إلى جانب مشاركة شعبية من أبناء مكة المكرمة والجاليات المقيمة فيها. وسادت صالة العزاء في مقبرة المعلاة موجة حزن ارتسمت في وجوه المعزين الذين توافدوا من شتى مدن المملكة، حيث استسلم عدد منهم لنوبات بكاء وحزن، فيما دامت مراسم العزاء نحو الساعتين من لحظة وصول الجثمان إلى مقبرة المعلاة وحتى خروج المعزين، حيث شهدت الصالات كثافة عالية من الحشود، وبعد أن وصل جثمان الفقيد إلى المقبرة في تمام الساعة 45: 12 بعد أن صلي عليه في المسجد الحرام، أدخلت الجنازة من المدخل الجنوبي محمولة على الأكتاف، شاقة صفوف المصلين الذين تعالت أصواتهم بالتكبير والتهليل ودعوات الرحمة والغفران، وتوقفت الجنازة في مقر الساحة الكبيرة للمعزين، حيث أديت عليها صلاة الميت للمرة الثانية، وأم المصلين فيها الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الشيخ عبد الله بصفر، وحملت الجنازة على الأكتاف وتوجه بها المعزون صوب الجهة الشمالية للمقبرة، حيث القبر المخصص للفقيد، وبجوار القبر توقفت الجنازة مرة أخرى بعد أن توافدت جموع كبيرة من المعزين مجددا، وطلبوا الصلاة على الفقيد للمرة الثالثة، وأم المصلين الشيخ السيد عمر بن محمد بن حفيظ السقاف، ومن ثم حملت الجنازة وسط تدافع كبير من المصلين والمعزين، ونقلت إلى مربع رقم 104 بالقرب من قبر السيدة خديجة بنت خويلد ــ رضي الله عنها، واستمر دفن الجثمان قرابة 25 دقيقة، بعدها رفع المعزون كفوفهم داعين للفقيد بالرحمة والغفران. وتوجه المعزون للصالة الرئيسة في مقبرة المعلاة، والتي اكتظت بأعداد غفيرة، حيث وقف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة في مقدمة صفوف العزاء مستقبلا جموع المعزين، وكان في حالة من الحزن العميق لم يتمالك معها نفسه، حيث انهمرت دموعه التي ظلت تنحدر على وجناته طيلة وقوفه في العزاء، وكذلك كان الحال مع رجل الأعمال المعروف صالح كامل الذي وقف مستقبلا المعزين في الفقيد والحزن يعلو محياه. وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ظل واقفا قرابة الساعة والنصف في استقبال المعزين، ولم تسمح له حالة الحزن بالحديث لـ «عكاظ»، حيث اكتفى بقوله عند مغادرته المقبرة «رحمه الله وغفر له»، وهو في حزن شديد. فهد بن سلطان لـ «عكاظ» : بصمات يماني جلية «عكاظ» ـ تبوك واسى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك أسرة الراحل الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق والمفكر الإسلامي. وقال الأمير فهد بن سلطان «المملكة العربية السعودية فقدت برحيله أحد أبنائها المخلصين، حيث كرس جل حياته في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه تفانى وقدم بالفكر والجهد أروع الأعمال وأصدقها في العديد من المجالات التعليمية والإعلامية والاجتماعية والفكرية، وترك بصمات جليلة تمثلت في نتاجه الفكري في العديد من المجالات منها التعليمية والإسلامية والاجتماعية والإعلامية والأدبية».