عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-2012, 12:06 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

المشرف العام

الرتبة:

الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية بن نعير

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 893
المشاركات: 2,039
بمعدل : 0.38 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 22

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
بن نعير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عابر طريق المنتدى : منتدي الخواطر و القصص
افتراضي

عابر طريق
اليـــــــــك يا صـــــــــــاحب القداسة .

أذكر من ازمنه من سنين من سنون من سنوات من أعوام . اختار ما شئت
أن هاشم صالح تكلم عن الحداثة والعالم العربي .. ونخنن فرع من شجر او غصن من فرع او رقة من غصن اختار ما شئت ايضا .


قال وكتب قائلا او كتب ناسخ او كتب ناقدا او كتب باحثا او كتب مسترسلا او كتب مندفع او كتب مدافع او كتب شارحا اختار ايضا ما شئت .

نص ما كتب .


البحث عن الحداثة الضائعة


[color="blue"]لو سألني احدهم ما هو السؤال الأساسي الذي اخترق قمة بيروت الفكرية لأجبته: انه سؤال القطيعة الراديكالية مع ما هو ميت ومتكلس ومتحجر. وذلك لأن قشور التراث هي التي تهيمن علينا اليوم لا روحه ولا جوهره. لقد اقترب المفكر المغربي المعروف كمال عبد اللطيف من منطقة الأسئلة الممنوعة عندما تحدث عن الحداثة بصفتها سلطة العقل والنقد الذي ينبغي أن يشمل كل شيء في حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية. وكان بذلك وفياً لكانط، فيلسوف الأنوار الذي قال إنه لا ينبغي أن يفلت أي شيء من سلاح النقد العقلاني والمنطقي، لكن كمال عبد اللطيف نبّه بألمعية وذكاء إلى أن التاريخ ليس خطيّاً، أو لا يمشي بشكل مستقيم على طول الخط كما قد نتوهم في أكثر الأحيان. فالتاريخ قد يتراجع إلى الخلف بعد أن كان قد تقدم إلى الأمام، وبالتالي فمساره متعرج، حلزوني، أكثر مما نتصور. والدليل على ذلك أن التقدميين العرب في الستينات ما كانوا يتخيلون أن تحصل انتكاسة إلى الوراء وان تسيطر الحركات الاسلاموية المتطرفة على الشارع العربي.
ولكن هنا يطرح سؤال نفسه: هل كان التقدميون في الستينات تقدميين إلى الحد الذي نتصوره؟ هل حلوا مشكلة العراقيل التراثية عن طريق مواجهتها وجهاً لوجه أم عن طريق القفز عليها؟ أغلب الظن أنهم تحاشوا المواجهة المباشرة معتقدين بأن المشكلة ستحل نفسها بنفسها أو عن طريق مرور الزمن. فلا الأسئلة الحقيقية طرحت ولا التشخيصات العميقة للمرض العربي الإسلامي حصلت. وكان أن حصدنا النتيجة المنطقية لكل ذلك: أي انفجار الحركات الأصولية بكل هذه القوة والعنف.. كان محمد أركون في بداية المؤتمر الذي نظمته (المؤسسة العربية للتحديث الفكري) قد استشهد بعبارة شهيرة للمؤرخ الفرنسي ميشيليه، تقول العبارة: إن فرنسا صنعت فرنسا من خلال ذلك العمل البطيء والصبور والصعب لاشتغال الذات على ذاتها!

فمتى سيتاح للعرب أن يدخلوا التاريخ من خلال المواجهة الصريحة مع ذاتهم التراثية العميقة؟ متى سيدركون أنهم لن يستطيعوا الخروج من مأزقهم الحالي إلا بعد معاركة الذات لذاتها وانكشاف الحقائق المنسية والمطمورة إن لم اقل المطموسة؟ كل الأمم المتقدمة التي لها معنى على وجه الأرض قامت بتصفية حسابات تاريخية مع ذاتها قبل ان تكتشف طريق الخلاص وتمسك بأول الخيط.

لقد استفدت كثيراً من هذه الندوة التي جمعت أكثر من مائة وعشرين مثقفاً عربياً والتي امتلأت بصخب النقاش وتطاحن الآراء. وهذه هي الطريقة الوحيدة لفرز الأمور عن بعضها البعض وتوضيح الأشياء، ولكن يخيل اليَّ أن عنوان الندوة لم يكن موفقاً. فما معنى الحداثة والحداثة العربية؟ أما كان ينبغي القول: الحداثة العالمية والحداثة العربية؟ أليست المسألة هي التالية: كيف نتموضع بالقياس الى الحداثة الأوروبية ـ الأميركية التي أصبحت بحجم العالم حالياً؟ وبالتالي فنحن لا نستطيع أن نبلور الحداثة العربية إلا بالقياس إلى مرجعية أخرى أكثر شمولاً وعمومية وأسبقية.

وهذه الحداثة الكونية هي التي تشكلت في عصر الأنوار في أوروبا بدءاً من القرن الثامن عشر، والتي أصبحت مرغوبة الآن حتى من قبل أمم كبرى كالصين والهند وروسيا واليابان بالطبع. وحده العالم الإسلامي لا يزال يستعصي عليها، أو هكذا يبدو. فالواقع أن العالم الإسلامي أكثر تعقيداً من ذلك لأنه مخترق من قبل التيارات الإصلاحية والتنويرية.

لقد حاول بعض المشاركين في مؤتمر بيروت تمييع المواقف وخلط الأوراق عن طريق القول: انتم تتحدثون عن الحداثة والناس دخلت في عصر ما بعد الحداثة، وبالتالي فأنتم متخلفون! إن هذه المزاودة الفكرية تدعو للضحك والرثاء في آن معاً. ومن يقول ذلك هو عدو للحداثة في الواقع ولا يريد للعرب ان يدخلوا فيها. كما انه يجهل أن ما بعد الحداثة ليس إلا تعميقاً للحداثة واستمرارية لها، كما قالت رجاء بن سلامة في مداخلة قيمة برهنت على أن المرأة العربية قادرة على منافسة الرجل العربي حتى في الحقل الثقافي، بل والتغلب عليه! صحيح أن الحداثة تعرضت للغربلة والنقد على مدار نصف القرن المنصرم أي منذ مدرسة فرانكفورت، ولكن هذا لا يعني التخلي عن أهم منجزاتها ومكتسباتها التي لا تقدر بثمن. وموقفي من هذه الناحية يشبه موقف الفيلسوف الألماني هابرماس الذي يقول بما معناه: الأنوار، كل الأنوار، ولا شيء غير الأنوار. ولكن منقحة ومصححة ومراجعة على ضوء تجربة القرنين الماضيين بكل خيرها وشرها، ُعجرها وُبجرها.

ولكن هل يمكن للقراء العرب أن يفهموا معنى نقد الحداثة الجاري حالياً في البيئات الفلسفية الطليعية في الغرب الأوروبي ـ الأميركي، من دون أن يفهموا معنى الحداثة ذاتها وكيف تشكلت وترعرعت ومارست نفسها عملياً وواقعياً؟ بالطبع لا. ولهذا السبب قلت إن على (المؤسسة العربية للتحديث الفكري) أن تهتم أولاً بنقل فتوحات التنوير والحداثة إلى العالم العربي ـ قبل أن تنقل الكتابات التي تنقد الحداثة المفقودة أو الضائعة حتى الآن في العالم العربي والإسلامي. فنحن ننقد شيئاً غير موجود بالنسبة للإنسان العربي حتى الآن، ولكنه موجود بشكل يومي محسوس بالنسبة للإنسان الأوروبي أو الأميركي، ولذا فلا ينبغي أن نخطئ في التقدير أو نقوم بخلط الأوراق، لأن عاقبة ذلك ستكون وخيمة بالنسبة للثقافة العربية. فما يحتاجه العرب أو المسلمون حالياً ليس نقد الحداثة في الواقع وإنما نقد ما قبل الحداثة. أي النظام القروسطي والظلامي للفكر. وهو النظام الذي قامت الحداثة على أنقاضه بعد أن فككته طيلة عصر التنوير وما تلاه، ولذلك دعوت في مقالات سابقة إلى تأسيس علم جديد هو: علم الأصوليات المقارنة. فلكي نفهم سبب مقاومة أصوليتنا للحداثة يكفي أن نلقي نظرة على مقاومة الأصوليين المسيحيين في أوروبا لهذه الحداثة ذاتها، ولكن قبل قرنين أو قرن من الزمن. فاليمين الكاثوليكي الفرنسي مثلا ظل يقاوم أفكار التنوير والثورة الفرنسية حتى بدايات القرن العشرين، بل وحتى عام 1962، تاريخ انعقاد المجمع الكنسي التحريري الشهير باسم الفاتيكان الثاني. ولم يستسلم اليمين الأوروبي للحداثة إلا بعد معارك طاحنة سجلتها كتب التاريخ. وبالتالي فالمعركة الفكرية الأساسية أمامنا وليست خلفنا. ويخطئ من يظن غير ذلك


تحياتي لك






----------^^^^^-------------^^^^^^^------------




تعثر جواد الابداع وانصاع الى خرافات التقوقع في فكر مهزوز يتملق في غااابات تداخلت علية ولم يعد يعرف اين المفر والى اين اللجو
لن اكترث لكل الخرافات سوف اكون متيقناً انني لازلت انهل من فهم الواقع والوقائع الى اتعلم من بلاغة الانشاء للتميز والوسطية في
الحيااه لن اذهب الى حداثة الانجليز والفرنسيين ولا غيرهم الذين اعتبرو ماركس ولينين ووإميل دور كايم، وماكس فيبر محدثثين
للخروج من العقائد والتقاليد القديمة ذات الطابع الشمولي الكنسي لن اطيل ولكن اليكم المقارنة بين الحداثة التي يبحث عنها الاخرين
وبين الواقع الذي لا نرضى بالخروج عنة الا بحداثة تلبس بل تشمل كل العادات والتقاليد التي تربينا عليها واليكم اعزائي تفسير
الحداثة بقلم د/ أحمد محمد زايد جامعة الأزهر –كلية أصول الدين – قسم الدعوة والثقافة الإسلامية .
جامعة الملك خالد -كلية الشريعة وأصول الدين – قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.واليكم ماقااال ...

: تيار الحداثة

المقال الأول : ما الحداثة ؟



د/ أحمد محمد زايد


أولا:التمهيد

تعريف الحداثة
نحن الآن أمام مصطلح موهم غاية الإيهام، فبينما نحسب أنه يحمل معنى أصيلا، وفكرا ذاتيا، إذا به عند التحقيق نجده فكرا مستعارا مستوردا, ليس لدعاته في بلادنا إلا النقل من لغته إلى العربية.
وبينما نحسبه قضية ذات شأن عظيم إذا به فكر شائه وغثاء فارغ، بل وخطر داهم.
الحداثة يحيط بمعناها غشاء كثيف يحجب الرؤية، ويشتت الذهن، فإذا ما بدا من معناه شيء شعر المرء بالغثيان والصدود، وهكذا الباطل ظلمات بعضها فوق بعض، بينما الحق نور يتلألأ.
ولعل سيرنا في آفاق هذا البحث يبين لنا كثيرا من معنى الحداثة ومقاصد الحداثيين.

تعريف الحداثة:
أولا: التعريف اللغوي.
ثانيا: التعريف الاصطلاحي.
أولا: التعريف اللغوي:
في معاجم اللغة العربية في مادة (حدث) نرى أن الحديث: نقيض القديم، والحديث: الخبر يأتي على القليل والكثير، ويجمع على أحاديث على غير قياس. والحدوث: كون الشيء بعد أن لم يكن...
واستحدثت خبراً: أي وجدت خبرا جديدا، وتقول: افعل هذا الأمر بحدثانه وبحداثته أي: في أوله وطراوته.
ومستحدثات: مولدات([1]) وحديث السن وغلمان.
وفي اللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية) نجد أن كلمة حداثة لفظ أوربي المنشأ، ففي الإنجليزية لفظان: Modernism وmodernity ومثلهما في الفرنسية، والترجمة العربية لهذين المصطلحين تختلف من حداثة إلى عصرية إلى معاصرة.

فالدكتور محمد مصطفي هدارة يفرق في الترجمة بينهما على النحو التالي:
1- Modernity تعني المعاصرة والعصرية، وتعني المعاصرة في تعريفه أو تعبيره "إحداث تغيير وتجديد في المفاهيم السائدة، والمتراكمة عبر الأجيال نتيجة تغيير اجتماعي أو فكري أحدثه اختلاف الزمن.
2- Modernism فحسب تعبيره تعني الحداثة التي هي عنده مذهب أدبي أو نظرية فكرية تدعو إلى التمرد على الواقع، والانقلاب على القديم الموروث بكل جوانبه ومجالاته. ([2])
وآخرون يختلفون مع هدارة فيجعلون كلمة Modernism لفظاً دالاً على حب الجديد، كما يدل على العصرية، ثم تطور حتى غدا مصطلحاً له دلالة على مذهب الحداثة المعلوم في الأدب كما سيظهر.
أما كلمة Modernity فهي تصف الزمن الثاني لهذه الحقبة كما تصف حداثة الأدب بكونه عصريا".([3])

فللمصطلح جذر عربي له دلالة من حيث مشتقاته فهو يعني:
الجدة - الشباب - أول الأمر وبداءته – حدوث شيء لم يكن – الخبر إلى غير ذلك من المعاني، لكنه عند الترجمة من اللغة الأجنبية إنجليزية كانت أو فرنسية نجد اللبس والغموض والاضطراب والتفاوت واقعا ظاهرا، وهذا لا شك – في نظري – ينقل الاضطراب والتفاوت إلى المفهوم والتعريف الاصطلاحي كما سنرى فيما يأتي من البحث إن شاء الله.

التعريف الاصطلاحي للحداثة:
عند تعريف الحداثة اصطلاحا نجد أننا أمام كم هائل من التعريفات، وتعريفها بلسان أصحابها يحوطه الغموض واللبس والاضطراب، ولذلك سبب سنبينه فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وللحداثة تعريفات عند أهلها الأصليين التي نشأ المصطلح بينهم وفي بيئتهم، وله تعريفات عند دعاتها الذين هم أبواق الغرب في بلادنا، وكذلك عرفها الرافضون لها من المسلمين وغيرهم.
فعلى صعيد اللسان الغربي نجد أن الحداثة عند أهل الغرب تعني: "تجسد صورة نسق اجتماعي متكامل، وملامح نسق صناعي منظم وآمن وكلاهما يقوم على أساس العقلانية في مختلف المستويات والاتجاهات"([4]) وهذا التعريف عند (ماركس وإميل دور كايم، وماكس فيبر). وهي عند "جيدن": تتمثل في نسق من الانقطاعات التاريخية عن المراحل السابقة حيث تهيمن التقاليد والعقائد ذات الطابع الشمولي الكنسي".([5])
ويعرف الفيلسوف الألماني " كانت " الحداثة في سياق إجابته عن سؤال ما الأنوار فيقول: "الأنوار أن يخرج الإنسان من حالة الوصاية التي تتمثل في استخدام فكره دون توجيه من غيره".([6]) وباعتبار أن (كانت) من آباء الحداثة الغربية فإنه يؤكد "في كل أعماله أن شرط التنوير والحداثة هو الحرية.... بمعنى أن العقل يجب أن يتحرر من سلطة المقدس ورجال الكهنوت والكنيسة وأصنام العقل".([7])
ويعرف (رولان بارت) الحداثة بأنها "انفجار معرفي لم يتوصل الإنسان المعاصر إلى السيطرة عليه"([8]) ويصف لنا (جوس أورتيكا كاسيت) الحداثة قائلا: "إن الحداثة هدم تقدمي لكل القيم الإنسانية التي كانت سائدة في الأدب الرومانسي والطبيعي، وأنها لا تعيد صياغة الشكل فقط بل تأخذ الفن إلى ظلمات الفوضى واليأس"([9]) والحداثة عند(تورين) باختصار كما يقول في كتابه نقد الحداثة "تستبدل فكرة الله بفكرة العلم، وتقصر الاعتقادات الدينية على الحياة الخاصة بكل فرد".([10])

وقفة مع هذه التعريفات:
هذه التعريفات بعض من كل مما ورد على ألسنة أهل الحداثة من الغربيين على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم، وهي تشير في جملتها إلى عدة معان تبدو ظاهرة منها:
* أن الحداثة فكرة لا تقتصر على الجانب الأدبي فقط كما تصور البعض، إنما هي نظرية وفلسفة تعم وتشمل كافة الجوانب الحياتية اجتماعية كانت أم معرفية أم صناعية أم غيرها، وبالتالي فالحداثيون يقدمون تصورا هداما لحياة الناس يشمل مختلف نواحيها.
· أن الأساس الذي تقوم عليه فكرة الحداثة هو العقل والعقلانية التي تهدر معها كل ما لا يدركه العقل، فالعقل المتحرر من كل سلطان هو معيار أهل الحداثة بل هو السلطان الحاكم على الأشياء.
* الحداثة معاكسة مع الماضي وانقطاع عنه، فهي انفصال للحديث عن القديم، بل هي ثورة على كل قديم مقدس أو غير مقدس.
* إنها الحرية المطلقة التي لا يقف في طريقها ضابط، ولا يحكمها شيء.
* أن الحداثة لا تتحقق إلا بحركة الإنسان حرا طليقا دون وصاية عليه من أي جهة.
* الحداثة فكرة ضد الله والغيب، وفي ذات الوقت لا تتحقق إلا بعزل الدين عن شئون الحياة، وقصره على الشئون الخاصة بكل فرد.

تعريف الحداثة عند دعاتها في بلاد الإسلام:
سنحظى هنا بتعريفات كثيرة لدى الحداثيين العرب نذكرها ثم نعلق عليها ثم نعقد مقارنة بين تعريفها عندهم عند أهل الغرب، لنخرج من هذه المقارنة بفوائد تظهر لنا كثيرا من الحقائق في هذا البحث.
الحداثة عند أدونيس في كتابه الثابت والتحول: "هي الصراع بين النظام القائم على السلفية، والرغبة العاملة لتغيير هذا النظام"([11])، ثم يذكر في ذات الكتاب أنه "لا يمكن أن تنهض الحياة العربية، ويبدع الإنسان العربي إذا لم تنهدم البنية التقليدية السائدة للفكر العربي، ويتخلص من المبنى الديني التقليدي الاتباعي".([12])
ويرى جابر عصفور أن الحداثة: "البحث المستمر للتعريف على أسرار الكون من خلال التعمق في اكتشاف الطبيعة والسيطرة عليها وتطوير المعرفة بها، ومن ثم الارتقاء الدائم بموضع الإنسان من الأرض، أما سياسيا واجتماعيا فالحداثة تعني الصياغة المتجددة للمبادئ والأنظمة التي تنتقل بعلاقات المجتمع من مستوى الضرورة إلى الحرية، من الاستغلال إلى العدالة، ومن التبعية إلى الاستقلال و ومن الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن سطوة القبيلة أو العائلة أوالطائفة إلى الدولة الحديثة ومن الدولة التسلطية إلى الديمقراطية ( تعني الحداثة الإبداع الذي هو نقيض الاتباع، والعقل الذي هو نقيض النقل".([13])

ويرى ناصيف أن الحداثة "هي حالة خروج من التقاليد وحالة تجديد، وتتحدد الحداثة في هذا المعنى بعلاقتها التناقضية مع ما يسمى بالتقليد أو التراث أو الماضي([14]) وأنقل لهنا عدة فقرات من مقال لكاتب حداثي يمجد الحداثة ويعمل على تأصيلها في الواقع العربي يقول عن الحداثة:
* أنها تغيير في كل الاتجاهات لبنى الواقع والفكر العربيين, إنها اندراج دون أوهام في العالمية والحضارة المادية وأولوياتها، هي إنهاء الخصوصية وهذا التراث.
* الحداثة تعني ظهور الفردية والوعي الفردي المستقل والاهتمامات الخاصة، وذلك بالقياس إلى المجتمع التقليدي الذي يتميز بالطابع السحري الديني.
* وهي صيغة انفصال وإبداع فردي وتجديد يسم الظاهرة الاجتماعية، وهي محاولة دائمة لهدم القديم وتدميره.([15])
* الحداثة هي حالة ولادة جديدة لعالم يحكمه العقل، وتسوده العقلانية، وبعبارة أخرى الحداثة وضعية اجتماعية وحضارية تجعل من العقل والعقلانية المبدأ الأساس الذي يعتمد في مجال الحياة الشخصية والاجتماعية، وهذا يقتضي وجود حالة رفض لجميع العقائد والتصورات وأشكال التنظيم الاجتماعي التي لا تستند إلى أسس عقلية أو علمية.([16])
والحداثة عند كمال أبو أديب هي: "وعي الزمن بوصفه حركة تغيير... والحداثة اختراق لهذا السلام مع النفس ومع العالم، وطرح للأسئلة القلقة التي لا تطمح إلى الحصول على إجابات نهائية، بقدر ما يفتنها قلق التساؤل وحمى البحث، والحداثة جرثومة الاكتناه الدائب القلق المتوتر، إنها حمى الانفتاح".([17])
ويقول أيضا: "الحداثة انقطاع معرفي ذلك أن مصادرها المعرفية لا تكمن في المصادر المعرفية للتراث، في كتب ابن خلدون الأربعة، أو في اللغة المؤسساتية، والفكر الديني، وكون الله مركز الوجود، وكون السلطة السياسية مدار النشاط الفني، وكون الفن محاكاة للعالم الخارجي، الحداثة انقطاع، لأن مصادرها المعرفية هي اللغة البكر، والفكر العلماني، وكون الإنسان مركز الوجود، وكون الشعب الخاضع للسلطة مدار النشاط الفني، وكون الداخل مصدر المعرفة اليقينية- إذا كان ثمة معرفة يقينية، وكون الفن خلقا لواقع جديد..". ([18])

مقارنة وحقيقة:
بأدنى تأمل ونظر في التعريفات السابقة وما سبقها من تعريفات الغربيين للحداثة يدرك الناظر الاتفاق شبه الكامل في معنى الحداثة بين الفريقين وإن كانت عبارة أرباب الحداثة في بلادنا أشد جرأة وتبجحا وضلالا، وكلا الفريقين يقرر أن الحداثة فكرة ضد الدين، وضد التراث، وضد القديم، وأنها تحرر مطلق من القيود الضابطة من دين أو خلق أو حتى عرف اجتماعي قبلته الأذواق السليمة، هذه صورة مقارنة وجيزة، ومنها نخلص إلى حقيقة تعد من الواضحات التي لا تحتاج إلى دليل ألا وهي:
أننا عرفنا مصدر الحداثة التي يتشدق بها دعاتها في بلادنا، إنها الفلسفة والتصورات الغربية التي نشأت في أجواء مخالفة تماما لأجوائنا الإسلامية، وفي ظروف ولأسباب تخالف ظروفنا وأحوالنا كأمة مسلمة تملك تصورات ربانية عن الكون والحياة، ومن هنا فنحن أمام فكرة لقيطة، ونظرية غربية ملحدة غاية الجدة فيها أنها مترجمة لبست ثوبا عربيا أو حاولت.
تلك هي الحقيقة الأولية التي أردت أن أبرزها دون تعسف أو تقول على أحد، وستتجلى هذه الحقيقة بعد في ثنايا هذا البحث الوجيز عن الحداثة في المقالات التالية إن شاء الله.

وشكرأ للاخ العزيز على قلبي الذي اثر النقاااش وعم بالفائده على الجميع الا وهو عابر طريق لك
تحيااتي ولي عوده ان شالله على مشاركة الحاضر الغائب ابن البلد الذي ارحب بعودتة وتحيااتي












توقيع :

http://flash01.arabsh.com/uploads/fl...30464860fb.swf


 
عرض البوم صور بن نعير   رد مع اقتباس