عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 06:37 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 285
المشاركات: 323
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الحريبي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الاسـلامي
افتراضي يا من يريد المغفرة

يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان !




الحمد لله الذي خص بعض مخلوقاته بما شاء من الفضائل ،

و الصلاة و السلام على نبيه الأمين ، و بعد

فيا أخي الحبيب:
ها هو رمضان على الأبواب قد أتي .
رمضان : الذي طالما حنت إليه قلوب المتقين .
رمضان : الذي طالما اشتاقت إليه نفوس الصالحين.
وكيف لا تحن القلوب إلى شهر الخير والبركة .
كيف لا تشتاق القلوب إلى شهر المغفرة و الرحمة.


أخي الحبيب:
إن هذا الشهر قد خصه الله بخصائص عظيمة ،


وميزه الله بفضائل جليلة .
فهو شهر الصيام ؛ الذي هو ركن من أركان الإسلام .
الصيام ؛ الذي كل عمل بن آدم له إلا الصوم ، فإنه لله


وهو يجزي به .
إنه شهر تتفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النار.
إنه شهر تصفد فيه مردة الشياطين .

أخي الحبيب :
إن من أعظم فضائل رمضان أنه موسم كبير للمغفرة .
نعم ، المغفرة التي نحتاجها جميعا
المغفرة : التي من كُتبت له ، فقد كُتب له الخير كله .
وهل يُمنع العباد من دخول الجنان إلا بسبب عدم المغفرة ؟
وهل يَدخل العباد النار إلا بسبب الذنوب التي لم تُغفر؟
الذنوب : التي هي سبب لكل بلاء ، ومصيبة .
الذنوب : التي تُورث في القلب ظلمة ، و وحشة .
الذنوب : التي تحول بينك و بين ربك و مولاك .

أخي الحبيب :
يا من يُريد المغفرة :
يا من أثقلت كواهلَه المعاصي: هاهو موسم من مواسم


المغفرة قد أقبل .
اسمع إلى هذه الأحاديث الصحيحة لتتعرف على أنهار


من المغفرة في هذا الشهر الكريم .

أولا: صيام رمضان
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه ،


عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

« من صام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه »

( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
2- وعنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


« الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ،

ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر »

( أخرجه مسلم ) .
يالها من بشرى عظيمة ، بشرى بالمغفرة ؛ يا من تصوم رمضان


ابتغاء وجه الله ، واطلب الأجر من الله ، وأبشر فالمغفرة وشيكة

بإذن الله .

أخي الحبيب :
إن أردت المغفرة فليكن صومك عن المحرمات قبل أن تصوم عن


المباحات ، ليصم سمعك ، وبصرك ، ولسانك ، وكل جوارحك ،

فالله قد حرم عليك في نهار رمضان الأكل و الشرب وهما مباحان

، لينبهك على ترك الحرام من باب أولى .
أما إذا لم تفعل فاسمع إلى هذا الحديث الذي يقول فيه


رسول الله صلى الله عليه وسلم

« من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به ،

فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ».
لا إله إلا الله ؛ كم جاع وكم عطش ، وكم نصب و تعب ،


ولكن ليس له شيء من الأجر لأنه لم يصم عن المحرمات .

أخي الحبيب:
إن الله غني عنك و عن جوعك وعطشك ،


و إنما يريد الله منك – من وراء الصيام –

تقواه سبحانه و تعالى .
نعم يا أخي إنما يريد الله التقوى ،


و هي الغاية التي من أجلها فرض الله الصيام

{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب

على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }.
فحققِ التقوى حتى تنال المغفرة ، أمسك لسانك ،


و غض بصرك ، واحفظ سمعك عن هذه المحرمات

حتى تفطر في الجنات بإذن الله .

ثانيا: قيام رمضان :
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن


النبي صلى الله عليه وسلم قال :

« من قام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه »

( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
سبحان الله ! يا أخي ، إنها ليالي معدودة ،


تنصب فيها القدمين لله ، وتصلي لله ، تحصل على هذه المغفرة ،

فاعزم بقلبك على قيام رمضان ، واخلص لله .
بل و اسمع إلى هذه البشارة النبوية ، كما في السنن من


حديث أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« إن الرجل إذا صلى مع الإمام

حتى ينصرف حُسِب له قيام الليلة » .

كم يأتي الشيطان إلى أحدنا فيجعله يأكل عند الإفطار كثيرا ،


فإذا ما رام القيام لصلاة التراويح أحس بثقل الجسم ،

و أحس بالتعب لأن عقله و ذهنه أصبح عند قدميه ،

فهو يراوح بينهما ، لا تلذذا بالعبادة و لكن استثقالا لها .
كم يأتي الشيطان إلى أحدنا ، فما أن يفرغ من صلاة العشاء ،


إلا ويبدأ يذكره بأعماله و أشغاله حتى يترك صلاة التراويح

.
و ربما استخدم مكره معنا ؛ فيزهدنا في صلاة التراويح ،


لأنها مستحبة و ليست بواجبة ، أو أن أعمالنا

و سعينا في طلب المعيشة أفضل ،

أو ربما استخدم أسلوب التسويف ، فيقول لأحدنا

لازلت في أول رمضان و أنت متعب من الصيام ،

انتظر حتى غد ثم تبدأ في المحافظة على صلاة التراويح

من أولها.
و هكذا يمضي رمضان - ليلة تلو ليلة - و نحن لم


نصل إلا القليل من الليالي .

ثالثا: قيام ليلة القدر
4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن


النبي صلى الله عليه وسلم قال :

« من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه »

( أخرجه البخاري في صحيحه ) .
ليلة واحدة ، تجتهد فيها بالعبادة ، بالطاعة ،


هذه الليلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر

الأواخر من رمضان من أجلها ، والظفر بها _ وهو من

قد غفر الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر – فحري بنا - ونحن

الذين لم نعلم بعد ما مصيرنا ، ما حالنا يوم القيامة –

أن نجتهد في قيام تلك الليلة ، التي قيامها يُعادل قيام

أكثر من ثلاث و ثمانين عاما، قال تعالى

{ ليلة القدر خير من ألف شهر } .

أخي الحبيب :
والله إن السجلات ملأى بالذنوب و السيئات ،


أفلا نغسلها بقيام ليلة واحدة .
وحتى تدرك هذه الليلة ، فعليك بقيام العشر الأواخر كلها،


إن كنت صادقا في طلب المغفرة .

أخي الحبيب :
إن أنهارا من المغفرة أمامك يوشك أن تجري من أجلك ،


فهلا انغمست فيها ، لعلها تطهرك ، لعلها تغسل عنك صحائف

؛ طالما سودتها ، لعلها تكفر ذنوبا ؛ طالما حالت بينك

وبين ربك و مولاك.

أخي الحبيب :
أسباب المغفرة كلها منعقدة لكي يُغفر لك .
والله – يا أخي - ما فتح الله أبواب الجنان إلا من أجل


أن يُدخلك فيها .
والله ؛ ما غلّق الله أبواب النيران إلا ليُبعدك عنها .
ما صفّد الله مردة الشياطين إلا لتُقبل عليه ، وعلى طاعته ،


التي هي سبب رضاه ، التي هي سبب سعادتك وفلاحك .

أخي الحبيب :
هل تجد أرحم من ربك و مولاك - وهو غني عنك


و عن طاعتك - لا و الله لن تجد أبدا .
انظر كيف يعاملك ، وكيف تعامله .
تعصيه فيستر عليك ، وتتمادى في المعصية فيحلم عليك ،


وتسرف على نفسك في الذنوب و المعاصي فيدعوك

للمغفرة والتوبة.

يقول تعالى

{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم

لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ،

إنه هو الغفور الرحيم } .

أخي الحبيب :
تأمل هذه الآية ،كم تحبب الله فيها إلى عباده - لا أقول


المحسنين ، ولكن المسرفين على أنفسهم

- لم يقل الله { الذين أجرموا } ،

و لم يقل { الذين عصوا } ،

و لكن قال { الذين أسرفوا على أنفسهم } ،

وقبلها نسبك إليه

فقال { يا عبادي }

ليعلمك أنك مهما فعلت من الذنوب

و مهما أكثرت من المعاصي فإنك لا تزال عبد من عباده .



ثم أخبرك أن لا تقنط من رحمته ،


و أعلم بأن الله يغفر كل الذنوب كلها – مهما عظمت –

إذا تبت منها .
وهل شهر رمضان وما فيه من أسباب المغفرة إلا من أجلك ،


ومن أجل محو ذنوبك .

إن غفران الذنوب أمنية الصالحين ،


فهذا عبد الله بن مسعود يقول :

( وددت لو أن الله غفر لي ذنبا واحدا وأن لا يُعرف لي نسب ،

وددت أني عبد الله بن روثة ، و أن الله غفر لي ذنبا واحدا ).


و لكن سبحان الله ! فهناك من المسلمين من لا يريد المغفرة


والرحمة ، جعلوا رمضان موسما للعب واللهو ، قضوا أيامه في

الحرام ، وسهروا لياليه في المعاصي ، زادت ذنوبهم ذنوبا ،

وزادت صحائفهم سوادا.

ألا فليتذكر أولئك حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من أدرك أحد أبويه

فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين .


يا محمد ، من أدرك شهر رمضان ، فمات و لم يُغفر له


فأدخل الله النار ، فأبعده الله ، فقل : آمين ، فقلت : آمين .

و من ذُكرت عنده فلم يصلي عليك ، فمات فدخل النار

فأبعده الله ، فقل : آمين ، فقلت آمين »

(رواه الطبراني ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله)
لا إله إلا الله ! يا أخي ؛ انظر من الداعي و من المؤمن ،


الداعي جبريل خير الملائكة ،

والمؤمن محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر ،

فالدعاء مستجاب لا محالة .

أخي الحبيب:
هل سألت نفسك لمن هذه الفضائل كلها ؟
أهي للملائكة ؟
أم هي للبهائم و الحيوانات ؟

كلا و الله ، يا أخي الحبيب.
إنها و الله ، لك ، و من أجلك .
نعم ، الله فتح أبواب الجنة لك ، وغلق أبواب النار من أجلك ،


وصفد مردة الشياطين لتقبل عليه .
كم من ملك مقرب ليس له


« و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ».

يا أخي:
أيام رمضان أيام مغفرة ، ورحمة ،


أيام رمضان أيام محو للسيئات .

يا أخي :
أما آن أن تُغفر الذنوب .
أما آن أن تُمحى الخطايا .
يا طالب المغفرة : هاهي أسبابها أمامك ، هاهي بين يديك .

أخي الحبيب:
إن الله يحب أن يغفر لعباده


{ والله يريد أن يتوب عليكم } ،

ولكن الله لا يُعطي المغفرة إلا لمن يستحقها .

يا أخي :
إن لم يُغفر لنا في رمضان – وقد انعقدت أسبابها


– فمتى يغفر لنا ؟
إن لم يتب الله علينا في رمضان ، فمتى يتاب علينا ؟

أخي الحبيب :
لا تحقر من الذنوب شيئا ، فلقد أدخل الله امرأة النار


بسبب حبس هرة .
فإياك ، إياك أن تتهاون في ذنب أو معصية ،


لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى

عظمة من عصيت.

أخي الحبيب :
هلم إلي شهر المغفرة ، إلي شهر الرحمة ، اجتهد بالعبادة ،


أكثر من الطاعة ، ابتعد عن المعاصي ، فلا سبيل إلي

المغفرة إلا بهذا الطريق .
أسأل الله أن يبلغنا و إياك رمضان ، وأن يوفقنا فيه


للصالحات ، وأن يغفر لنا أجمعين












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الحريبي