لقد قررت ان اتوقف..
ان الملم ماتبقى من سراديب روحي..
وما نزل من غرابيل الزمن...
قررت الابتعاد..الاختناق...
قررت ان احبس نفسي في نفسي...
لنقول قررت ان اقتل نفسي بحكم اعدامها..
قبل ان يحين موعد وفاتها...
قررت ان اعيش وحيد أنا في عالمي ...

وحدي أعيش بلا أمل ... أو ربما بلا نبض ...
لاتفاجاء بتلك اليد تنتشلني وتلطم على وجهي..
لتصحيني من حلماً مرعب...بل كابوس مخيف..
تلك اليد اعادتني الى بحر الحياة...
من عدم الوجود الى الوجود..
من حكم العدم الى حاضر الامل...
لا أعلم لما شعرت هذه الليلة
بحجم الكارثة التي كنت ملقي بنفسي اليها..
وكأن صاعقة زلزلت أفكاري وكياني ...
جعلتني وحدي بين أشباح الماضي المؤلم ...
وحدي فقط بين اشلاء مبعثرة من الاحاسيس والمشاعر...
التي كانت تتنظر بخوف ووجل تنفيذ حكم الاعدام بحقها..
مشاعر حكمت عليها بالاعدام...لانني خائف من عدم مقدرتي على ترميمها...
وخوفي هذا جعل لدي الرغبه الشديدة في التوقف والاستكفاء..
فانا وحدي اقاوم تساقطها وتقادم بنيانها...
وانا وحدي الذي احاول ان ارممها...
فلماذا اعود اليها...ولماذا ارجع لبوحها..
لااستطيع الترميم..الحمل اكبر مني...
والذكرى اقسى علي...فلماذا عدت...؟
هل استمر في جمع ذكريات انتهت..
ام احاول ان اداوي جروحاً نزفت..
لا لن استطيع فانا لوحدي.
كنت قد دفنت تلك المشاعر ..تلك الذكريات...تلك الجروح..
دفنتها تحت تراب الماضي...وبللت ترابها بدموع الحاضر...
ووضعت على قبرها انصاب المستقبل...
فلماذا اعود.....؟
فانا وحدي احاول زرع زهرة حبي الطويل
وحدي اسقيها علها تتعود على الحياة...
عل رائحتها تؤنسني في وحدتي...
فلماذا اعود.....؟
وحدي كنت الملم بقايا ماضي راح..
ذكريات مؤلمة...واحلام مسلوبة...
وحدي احاول ان اصنع منها جثمان فرح وسعادة...حب وعشق...شوق وحنين..
فلربما قدرت ان اعيد الحياه اليها..
لكنني مللت من هذا الجثمان الذي لايرضى ان تعاد الحياة اليه..
وقررت ان ادفنه لارتاح من عذاب تلك الذكريات..
لا اعلم مصير ذلك الجثمان الذي ربما يقوم من مدفنه ليعود الي...
فلماذا جعلتوني اعود..
انهكت قواي...وتوقفت دقات قلبي؟؟؟وماتت امآلي...وسلبت امانيي...

وفوق كل هذا وذاكـ (هدمت احلامي))
استكثروا علي احلامي البسيطة ...
لا اعلم لماذا احرموني منها...ولما سلبوها مني...وعلى أي اساس هدموها...؟؟؟لا اعلم
احاول جاهداً البحث عن اجابة...لاجد نفسي انصدم بالواقع المرير...
وتلك الاجابة تظل قابعة في قلب المستحيل..
فلماذا اعود...ولمن اصيح...وبمن استقذ,,,
من احارب ... لا اعلم لي عدوا سوى الزمن والقدر..فهل عمركم لقيتوا من يحارب القدر...
رضيت بقدري...لكن يظل هناك صراخ استفهام يتردد في فكري..
ماذا بعد كل هذا وذاك....؟؟ماذا يخبي لي القدر بعد...
خوفاً يعتصر قلبي...مما سياتي...ومما سابوحه لكم اذا عدت...
اصبحت احيا بلا امان...
احاول اهرب من الذكريات...لاجد نفسي مجبراً على الالتقاء بها مجدداً
عجيب هو امري !!! لا ليس عجيب امري.......
انما عجيب امر ذكرياتي...
تظل تطاردني...تحاول ان تصنع مني جثمان للماضي...
بعد ان كنت احاول اصنع منها جسداً للمستقبل..
اذا عدت لا اعلم مامصير شظايا ذكرياتي...
وهل استطيع ان اتحكم في مصيرها بيدي..
ام انها ستتولى زمام الامور لاجد نفسي سجيناً لديها..
هل اذا احسست بالملل والسئم منها والضجر..هل يمكنني
ان ارميها في قاع محيط الماضي لارتاح منها...
ايمكنني جمعها ودفنها في سابع ارض...!!
صدقوني لا استطيع...لايمكنني ذلك...
فانا اعيش فيها؟؟؟بل باعماقها...
..لا اعلم لماذا عدت...؟؟وكيف عدت...؟؟والى اين ستنتهي بي هذه العودة...؟؟
قلمي هنا يتقهقر على نفسه...ويتكي على سياط الماضي..لينزف لكم هذه الكلمات...

لكم خالص تقديري
ابن البلد