رقّ الفؤادُ وطرْفي في الدجى دمَعا= لمّا رأيتُ جمالَ البدر قد لمَعا
تشتاق روحي إلى من لا يفارقها= ليلاً نهاراً على مرّ السنين معا
في الروح مني في الأوصال ملء دمي= لو أنَّت النفس في أعماقها سمعا
ترى جبيني به كالبدر مرتفعاً =وإن تجلت له آلاؤه ركعا
طوبى لنفسي إذا أمّت مواردَها= تحس بالنور من أعماقها نبعا
نورٌ كما نورِ مصباحٍ بمشكاةٍ =والكون قبة ماسٍ جلَّ من صنعا
فالزيت فيه بلا نارٍ يشع سناً= والنور منه يعم الكون ما شسعا
كرسيه وسع الأكوان ما اتسعت= والعرش لجة نور ٍ حسنه سطعا
أسائل الفجرَ من أعطاه ثوب سناً= وأسأل الطير من أعلاه ما ارتفعا
وأسأل النجم من زان السماء به= وأسدلَ الليل أستاراً لمن هجعا
وأسأل الأرض من مدّ البحار بها= وأسأل الصخر كم من مائها ابتلعا
وأسأل الطفل من أوحى لفطرته =إذا أحس بجوعٍ في الحشا رضعا
فيخفق الكون إجلالاً لخالقه =كقلب معتكفٍ في ليله خشعا
في وحشة العمر والأيامُ ذات جفاً= أرنو إليه فأسلو الهم والوجعا
يا مالك النفس لولا أنت عاصمها =لطار قلبي ومن بين الحشا نُزعا
فيهدأ القلب والدنيا تصير كما =مرْجٍ وراعٍ يبث اللحن حيث رعى
يعطي ونجحد يا للنفس كم ظلمت= يهدي فنعتنق الأوهام والبدعا
فيا عيون أيا صبي دماً ندماً =خطاءةٌ هي نفس المرء منذ وعى
تشتاق نفسي إلى عفوٍ يمُن به= إذا الحبيب بيوم الملتقى شفعا
ا
تحياتي