عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2012, 02:24 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبي
الرتبة:

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 477
الدولة: @الرياض @
المشاركات: 1,064
بمعدل : 0.19 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابوسلطان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الــعـام
Post العلاقة بين الحضارة اليمنية والفرعونية ( في جبل العود )!!

العَوْد ..جبل يرفض البوح بأسراره!
الاكتشافات الأثرية أظهرت تزاوج الحضارة اليمنية بالفرعونية والإغريقية..
أربعة مواسم تنقيب أجابت عن سؤال وطرحت عشرات الأسئلة الطريق إلى المستوطنة تقصر العمر وفيها إشارة محفوفة بالمخاطر...


"الثلاثاء, 16-مارس-2004" - استطلاع/معين محمد النجري
لا يزال أبو الهول في جبل العَوْد حاملاً تاج الملك على رأسه بانتظار آخر التبابعة أو ربما فرعون جديد يسلمه أمانة حارب من أجل الحفاظ عليها قروناً من الزمن..
هذا الجبل لا يزال لغزاً يخشى الناس الاقتراب منه أو البحث حتى عن خيوط تقربهم من ملامح ذلك الشيء الغامض.. هنا اختلطت الحقيقة بالأسطورة ، أو ربما الحقيقة صارت أسطورة نتيجة لتباعد الزمن وانسدال ستائر كلامية وأخرى ترابية كثيفة على ما تبقى من حصون وقلاع ومسوطنات ذلك الجبل بعد أن حلت به كارثة عجز الخبراء والمؤرخين عن كشف نوعها وظروف حدوثها- ورغم أننا التفتنا مؤخراً الى الوراء إلا أن الخوف والإهمال لا يزال العنوان البارز في كل يافطة ترفعها أمام كل كنز يستجدي الخلاص من ظلماتٍ بعضها فوق بعض.
عملية زحف وإجهاد دامت ساعتين على سيارة مهترئه كانت تحمل عشرين أنبوبة غاز وهي تمر على حافة الهاوية وكل من ركاب السيارة ممسك بالآخر، حينما كنا نشعر بخطورة الطريق المنحوتة في خاصرة الجبال، السائق فقط كان يستمع إلى أغاني أيوب طارش غير مكترث لمعركة تدور بين سيارة ربما جلبها الأتراك معهم في آخر حملاتهم على اليمن وبين طريق استعصت على أدوات الشق الحديثة فشقها الإنسان اليمني بيديه... طريق تقول منعطفاتها «خطأ واحد يقود الى الموت» ساعتان سجلت ذاكرتي فيها الكثير من الصور البارزة وتاهت صور أخرى بين أوراق المياه اليومية ، ساعتان بعدها وصلنا الى قرية صامتة الجدران معبأة بصرير الرياح لا أدري ما الحكمة من اختيار قدماء أهل القرية لتلك المنطقة .. ربما كانوا من أحفاد سادت الجبل وبعد أن عجزوا عن إعادة قصورهم وقلاعهم قرروا أن يحرسوا الجبل ويكونوا بوابته الغربية..
صعود
لم أقض وقتاً طويلاً مع أحد الزملاء في القرية الواقعة أسفل الجبل من الجهة الغربية، بعدها حزمت ما تبقى لي من قواى مراهناً على ريفيتي وأنا متجه الي منبت الجبل وهناك وقفت أتأمل.. أي حقب زمنية سأقف أمامها؟ وأدركت أن الإطالة في التأمل سيأتي على ما تبقى من قواي، فتذكرت قول الشيخ القردعي «كان ما جيت من بيتي ولا أتعبت نفسي» لن أضيع كل ما لا قيته من أعباء السفر ومعاناته هنا وأعود خالي الأوراق والفكر... شيء ما في قمة الجبل. وجئت من أجله عقدت العزم وبدأت تلسق الجبل والشمس لا تزال في حالة انفعال .
كان رفيقي يسرد قصص وحكايا الجبل ساحة حدوثها وكنت أنا مشغولاً باخبار سمعتها قبل الشروع في هذه الرحلة مفادها أن الجبل لا يزال يحتوي كثيرا من الالغام الأرضية التي خلفتها جبهة التخريب في بداية الثمانينات .. وعند منتصف الجبل كان لا بد من التوقف لقراءة بسملة الجبل أو ربما هي جملة ترحيبية، نقش حميري بخط المسند كتب على أحد الصخور المطلة على طريق ضيق جداً هو الوحيد المؤدي الى القمة من الجهة الغربية ، قال بعض الخبراء في المسند أن هذه الجملة تقول «هذا هو الطحسيس» النقيل ما يزال يحمل نفس الاسم «الطحسيس» ،تجاوزنا تلك العقبة الضيقة فقابلنا سور عملاق يقف في وجه كل من تجاوز تلك العقبة يقول بلغة حميرية فصيحة: أنت في جبل الكنوز ، ذلك السور الذي يتمد من الهاوية إلى الهاوية بني بحجارة كبيرة الحجم يصل ارتفاع الواحدة منها الى أكثر من مترين.. خلف هذا السور يرقد التاريخ بصمت منذ آلاف السنين تاركاً للناس الحديث... ربما يبتسم أحيانا لأساطيرهم وقد يغضب لتجاهله أو نسيانه في أعالي الجبال ،يسامر القمر والنجوم وينادم الشمس قبل الغروب.
واصلنا الصعود وكلما اقتربنا من تلك المستوطنة اجتاحتنا رهبة التاريخ وغرقنا في وهج الشيء المدفون تحت الأرض منذ آلاف السنين.. تجاوزنا شبكاً حديدياً وضعته الهيئة العامة للآثار بغرض حماية الموقع من المتطفلين والنهابين وبمساعدة حارس الموقع وصلنا إلى بوابة المستوطنة حيث لا تزالت قواعد الأعمدة جاثمة في أماكنها في انتظار أعمدة وعقود لن تأتي.
نحت
أطلال الزمن بشوارعها الضيقة ، وجدرانها وسلولمها التي لا تزال الأكثر حفاظاً على شكلها... خمس درجات .. ست سبع كانت كافية لأن تثبت حقيقة أن ما كان هو أكبر بكثير مما وجدناه حين تضع قدمك في بدايتها، يتعرى سؤال عجوز.. إلى أي شيء كانت تقود هذه السلالم؟ وكم زمناً ظلت عامرة بخطى الجند والأمراء والأقيال؟ الشوارع الضيقة معظمها مرصوفة طبيعياً حيث تم دك الصخر وتسويته .. احجارها مصقولة بعناية فائقة خاصة أحجار الطوابق العليا التي وجدت مكومة ومتناثرة في وسط المستوطنة والى جوارها بعض تلك الأحجار التي لم تنكسريصل طولها إلى متر ونصف وكذلك عرضها وهي منجورة بدقة فسمكها لا يتجاوز 5سم.
أحجار أخرى ربما كانت تستخدم للزينة نحتت على واجهتها خطوط بمسافات وأبعاد متساوية وكأنها نحتت بآلات كهربائية حديثة بل قد تعجز الآلات الحديثة أن تكون بتلك الدقة مع العلم أن تلك الأحجار هي من نوع آخر، وهناك من يقول إن تلك الأحجار ربما كانت في زمن ما لينة وقد تصخرت مع مرور الوقت لكنها تظل مجرد أراء لا تستند سوى الى الدهشة مما تنقله من فن غير معروف كيفية صنعه..
لغز آخر
من فاتحة الجبل الى خاتمته لا تستطيع الحصول على إجابة شافية وكلما تجلت لك حقيقة شيء معين جرت بعدها مجموعة أسئلة وازادت غموضاً، ذلك الجبل الذي يتداول الناس الكثير من حكاياه وأحجياته لا يزال بخيلاً رغم كل الاكتشافات الأثرية...واحدة من الاحجيات التي سمعتها ذات نهار في قريتي البعيدة على جبل العود ولا يزال يحفظها الكبار والأطفال في قرى العَوْد والتي تحكي عن كنز (لقية) مدفونة بهذا الجبل تقول« هي بذي عنتر أو بذي جنتر أوبذي فوقها أو بذي تحتها أو بشق الجبل ذي مجاور لها.. المغير من مصر يلاقي ملان الكفية» هذه الأماكن التي تذكرها الآحجية تقع في جبل العود لكن السكان يجهلون مواقعها .. فالجبل كبير.. الأحجية نصف مكان الكنز ولأن الكنز كبير جداً فإن الأحجية تقول عند اكتشاف الكنز ووصول الخبر الى مصر فإن الذي سيأتي من هناك سيصل ويجد ما يغنيه.. أيضا اختيار مصر لم يكن هكذا عبثياً أو لأنها بعيدة بل لا بد أن له علاقة وثيقة بالتاريخ فمن بين الآثار التي اكتشفت في جبل العود تمثال مصغر لـــ«أبو الهول» المصري مضاف إليه تاج يحمله على رأسه هذا بالإضافة الى مجموعة من الآثار ذات الطابع المصري وعليها نقوش حميرية وهذا يدل أنه كان لهذه الحضارة علاقة قوية مع الحضارة الفرعونية في مصر.. كذلك وجدت مجموعة من التحف ذات طابع روماني واغريقي وهو ما ضاعف الغموض الذي يلف هذا الجبل... فكلما اكتشف موقع أثري واستخرجت آثار يستبشر الباحثون بانفراج تاريخي لكنها تزيده غموضاً ..
البقية تأتي
وأنت تتجول في الأزقة الصغيرة للمستوطنة تعتقد أنها لا تزال تحت الإنشاء وأن البناة تركوها للتولما تجد من متانة وحداثة في البناء.
الجزء المكشوف الذي ضربت الهيئة العامة حوله شبكاً حديديا لا يصل إلى 15% من حجم المستوطنة .. حسب قول الباحثين حيث لا يزال معظمها مدفونة تحت التراب..
أشياء أخرى تشعر بأنها ترغب في الحديث إليك... مرابط الخيول التي لا تزال كما هي.. قواعد الأعمدة المنتشرة عند كل مدخل.. الأحواض الحجرية المستطيلة المثبته في الأرض سميكة الجدران .. الأحواض المربعة رقيقة الجدران .. الغرف التي لا تزال مسقوفه بصخور رفيعة.. المكان المرتفع الذي تقع عليه المستوطنة والذي تستطيع منه أن ترى في الليل أضواء الحديدة وفي النهار تلمع زرقة البحر.. حتى الشمس حين توقع قرار الانسحاب عند نهاية كل نهار يكون انسحابها اضطراريا حيث تحافظ على بقاياها في قمة الجبل بينما يستعد الناس في القرى البعيدة للذهاب الى المساجد لأداء صلاة المغرب.. استمرار سيطرة الشمس على قمة الجبل ووهج التاريخ المدفون والانين المنبعث من الأعماق ينبىء بوجود سر عظيم جعلنا ننسى النظر الى الساعة ولم تنبهنا الى ذلك سوى لألأة بعض الأضواء في قرى دفنت تحت كتل من ظلام.. فاجأنا الوقت فجمعنا ما ستطعنا من أشيائنا التي تفرقت في حواري المدينة وانسحبنا ونحن نقاوم رغبة النظر الى الخلف حتى لا تقع أعيننا على أشياء لم نرها فتتباطئ بنا الخطى ويغطينا الظلام بستائره المخملية السوداء.. هبطنا من الجبل ونحن أكثر حيرة وشوقاً ومسئولية .. إذ كيف لنا أن نغادر تاريخ أمة.. يقول أحد المؤرخين العرب« لو انكشف نصف التاريخ في اليمن لأعاد صياغة التاريخ» وعندما وصلنا إلى منبت الجبل وجدنا قبرا لولي في استقبالنا إنه لأحد الصوفيين الذي سكن المنطقة... ربما شغله كثيرا حال ذلك الجبل وظل يتعبد في أماكن كانت في يوم ما قصور أو ساحات أو ربما معابد لآلهه قديمة.
وفي القرية قال لي أحد متعلميها إن البعثة الألمانية التي تنقب في المنطقة أخبرتهم أنها ستنتهي من التنقيب بعد عشرين عاماً، كان يومها الشتاء يلملم معطفه من المنطقة.. وهجعنا مع ليل غير مكترث لحالة أبناء قرية حكم عليها الدهر أن تظل معلقة بين السماء والأرض ورحلنا صباحاً من طريق أخرى اعتقد أنها أحسن حالاً من سابقتها أو هكذا خيل إلي.





==========
وبسبب هذه الاكتشافات والمقارنات وجدنا كثير من علماء الاثار المصريين يتحاملون على الحضارة اليمنية ومن رمزها ( الملكة بلقيس ) حيث ادعو انها ليست يمنية بل ملكة حبشية وذلك لكي لا يسمحو لاحد بان يقارن حضارته بحضارتهم الفرعونية؟؟












عرض البوم صور ابوسلطان   رد مع اقتباس