عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-2009, 01:21 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حيزر

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 482
الدولة: الــعــــــــــــــين
المشاركات: 784
بمعدل : 0.14 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حيزر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى حيزر

المنتدى : منتدى الشعر الشعبي (المنقوله)
افتراضي المتنبي وسيف الدوله الحمداني

العلاقة التاريخية الشهيرة بين الشاعر الفارس ، شاغل الدنيا والناس أبو الطيب المتنبي والأمير سيف الدولة الحمداني علاقة معقدة متداخلة في ذات الوقت ، كلاهما رجل له مميزاته التي لا تنكر ، اجتمعا معاً أحدهما يفعل الفعل بالسيف دفاعاً عن الإسلام :-
وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم
والثاني يفعل ما لاتفعله السيوف بالقول :-
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
العلاقة بينهما اتسمت في البداية كما نعرف بالمحبة المتبادلة وبعد ذلك جائت مرحلة الفتور في العلاقة وصولاً الى القطيعة النهائية من منطلق إن أحدهما يرى في نفسه شأناً أكثر من الآخر ، وعند تلك النقطة المهمة دب الخلاف بينهما ،و بدا ظاهراً للعيان بعد قصيدة ابي الطيب الشهيرة :-
واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
مالي أكتم حباً قد برا جسدي وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته فليت أنا بقدر الحب نقتسم
قد زرته وسيوف الهند مغمدة وقد نظرت إليه والسيوف دم
فكان أحسن خلق الله كلهم وكان أحسن ما في الأحسن الشيم

إن هذه القصيدة بالذات هي قصة مختصرة لما جرى به الحال بين الرجلين ، تبدأ القصيدة بمدح خالص لسيف الدولة قل أن يكون له مثيل ففيه يقول المتنبي في بيت من الأبيات واصفاً تتبع سيف الدولة للأعداء :-
ألزمت نفسك شيئاً ليس يلزمها أن لا يواريهم أرض ولا علم
أكلما رمت جيشاً فانثنى هربا تصرفت بك في آثاره الهمم
أما ترى ضفراً حلوا سوى ضفر تصافحت فيه بيض الهند واللمم

حتى اذا ما خلص الى البيت الذي يلي تلك البيات مباشرة بدأ العتب والجفوة والعتب على الموقف يبدوا من نفس الشاعر حيث يقول :-
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقـــــة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا تساوت عنده الأنوار والظلم

وبعد ذلك البيت يسترسل المتنبي في مدحه نفسه ( وهي نقيصة كبرى ) إلا أن الأنا الأعلى تغلب على نفس الفارس الشاعر فيسترسل في أحلى أبيات الفخر العربية حيث يقول :-
أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي واسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شـــواردها ويسهر الخلق جراها ويختصموا
وجاهل مده في جهلـــــه ضحكي حتـــى أتته يدٌ فراسة وفم
إذا نظرت نيوب الليث بــارزة فــلا تضنن أن الليث مبتسم !

ويسترسل الشاعر في عتبه حتى يصل الى درجة غير مسبوقة في الحديث مع أمير أو مليك أو شيخ قبيلة حين يقول مباشرة أمام سيف الدولة :-
ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي أنا الثريا وذان الشيب والهرم
ليت الغمام الذي عندي صواعقه يزيلــهن الى من عنده الديم

ويبشر برحيلة عن سيف الدولة مبكراً في ختام القصيدة بقوله :-
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن لا تفارقهم فالراحلون هم
شر البلاد مكان لا صـــديق به وشر ما يصحب الإنسان ما يصم
وشر ما قنصته راحتي قــــنص شهب البزاة سواء فيه والرخم

هكذا كانت العلاقة بين المتنبي وسيف الدولة، حيث كانا علمين وركنين بارزين في الأدب والشعر العربي .. رحم الله المتنبي الفارس ، رحم الله سيف الدولة الحمداني ورحم الله زمانهما .












عرض البوم صور حيزر