صفي الدين الحلي
نَعَم لقُلوبِ العاشقينَ عيُونُ،= يَبينُ لها ما لا يَكادُ يَبينُ
نظرنا بها ما كانَ قبلُ من الهوى ،=فدَلّ على ما بَعدَها سَيَكونُ
نهانا النهى عنها، فلجتْ قلوبنا،=فقُلنا: اقدُمي! إنّ الجنونَ فُنُونُ
نَغُضّ ونَعفُو للغَرامِ، إذا جَنَى ،=ويَقسُو علَينا حكمُهُ، فنَلِينُ
نَرُدّ حدودَ المُرهَفاتِ كَليلَة ً،=وتَفتُكُ فينا أعينٌ وجُفُونُ
نُهَوّنُ في سُبلِ الغَرامِ نُفُوسَنا،=وما عادَة ً، قَبلَ الغَرامِ، تَهُونُ
نُطيعُ رِماحاً فَوقَهنّ أهلّة ٌ،=وكُثبانَ رَملٍ فوقَهنّ غُصونُ
نَواعِمُ شَنّتْ في المُحبّينَ غارَة=بها اللّدنُ قَدٌّ، والسّهامُ عُيُونُ
نبالٌ، ولكنّ القسيَّ حواجبٌ،=نِصالٌ، ولكنّ الجُفُونَ جُفُونُ
نهبنَ قلوبَ العاشقينَ، وغادرتْ =بجِسمي ضَنًى للقَلبِ منهُ شُجونُ
نحولٌ وصبرٌ قاطنٌ ومقوضٌ،=ودَمعٌ وقَلبٌ مُطلَقٌ ورَهِينُ
نسهلُ أحوالَ الغرامِ تجلداً،=وإنّ سُهُولَ العاشقِينَ حُزونُ
نتابعهُ طوراً، ولا عروة ُ الهوى=بوثقى ولا حبلُ الزمانِ متينُ
نظنّ جميلاً في الزمانِ، وإنه =زمانٌ لتصديعِ القلوبِ ضمينُ