عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-2009, 11:30 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ذهبي
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابن البلد

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 548
المشاركات: 1,069
بمعدل : 0.19 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابن البلد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى ابن البلد

المنتدى : منتدى الحـوار والـنـقـاش الجـاد
impor: دافع السيطرة عند الانسان فطري ام مكتسب

بسم الله الرحمن الرحيم




دافع السيطرة عند الانسان .. فطري أم مكتسب؟




- قد يبدو من الصعوبة بمكان، ان نفرق في سلوك الانسان بين ما هو فطري وما هو مكتسب، وربما ترجع هذه الصعوبة أولا، الى طبيعة الانسان نفسها، وخاصة الى درجة الترقي العظيمة التي وصل اليها الجهاز العصبي في الانسان، وثانيا الى تأثير العوامل الاجتماعية منذ لحظة الولادة حتى الموت، ويمكن اعتبار العامل الاول شرطا أساسيا من شروط تحقيق العامل الثاني.
لهذا، ينجم عن التجمع الانساني ضروبا مختلفة من العلاقات بين الافراد، وينجم عن هذه العلاقات الوان الجزاء والعقاب المختلفة، سواء أكانت مادية ام معنوية، فقد يؤدي سوء استعمال الجزاء والعقاب، الى احداث انحرافات في الميل الى السيطرة، أو في الميل الى الانقياد، الى تكوين اتجاهات شاذة تحول دون تحقيق التوافق والتكييف بين الشخص وبين مقتضيات الحياة الاجتماعية، والانسان عامة يصطنع سلوك السيطرة أو سلوك الانقياد، كلما كان الاتجاه الذي يتخذه مفيدا أو صالحا لتحقيق رغباته لا سيما في ازالة أسباب الألم أو الجوع، وفي تحقيق أي غرض من الأغراض الدنيوية.
والانسان في حياته يحاول الحصول على الاشياء بأي وسيلة، وادخالها في دائرة ممتلكاته، وبما انه يميل بنزعته الى التنافس والسيطرة، فقد يتخذ من الحسد والغيرة والزهو والعجب، أسلحة للدفاع عن كيانه، ويمكن في هذه الحالة، اعتبار دافع السيطرة في بعض الاحيان من أهم مظاهر الدفاع عن الشخصية الانسانية، وهذا ما تفعله اليوم، الدول الكبيرة للسيطرة على الدول الصغيرة او الضعيفة.
وفي كثير من الاحيان، قد تشجع حضارة ما، على القتال والحروب والعدوان، فتقوم الدول الكبرى بتنشئة اطفالها واعدادهم للحرب، فيتكون عندهم دافع العدوان بوضوح، وقد تشجع حضارة مجتمع آخر على السلام والصداقة والمحبة، فينشأ الاطفال في هذا المجتمع ميالين الى الوداعة والتعاون ونكران الذات، وقد يتنافس الكبار ايضا في سبيل الرزق او في سبيل الشهرة وتولي المناصب العليا، والاستيلاء على مصادر القوة في المجتمع، كما هو الحال في النظام العالمي الجديد او ما يعرف بالعولمة اليوم.
ولعلنا ندرك، ان دافع السيطرة ليس محصورا في الانسان، بل الحيوانات تميل اليها، فقد تتشاجر الديوك فيما بينها حتى يظهر ديك قوي يخضع بقية الديوك لسيطرته، ونشاهد ايضا في مجتمع الافيال، انها تخضع لزعامة الفيل الاكبر، الذي يقودها في حركاتها في الغابة، مثلما نشاهد في أسراب الطيور المهاجرة من يقودها في عنان السماء في نظام دقيق، والسير خلف قائدها.
وازاء دوافع السيطرة هذه، ذهب بعض الباحثين أمثال ماكدوجال وألفرد أولمر، الى اعتبار السيطرة غريزة فطرية او اقرارا للذات. وهناك بعض الباحثين يعتبرون السيطرة، بانها الغريزة الرئيسة التي توجه حياة الانسان وتؤثر في شخصيته وسلوكه، والبعض الآخر يعتبر دافع السيطرة ناجم عن شعور الكائن الحي بالنقص او العجز، وهنا يلجأ المرء الى تعويض نقصه، بما يتخذه من مظاهر السيطرة واقرار الذات، فمثلا الشخص القصير القامة، قد يتكلم بصوت عال ويبدي شيئا من القسوة في معاملته للغير، حتى يبدو في نظرهم اكبر وأقوى مما هو في الحقيقة، أو ان يحاول المسؤول عن الموظفين، والذي لا يمتلك مؤهلات عالية القوة على من يعملون معه لاثبات ذاته وهكذا.. الخ. بعض الباحثين اليوم، فسروا سلوك العدوان لنابليون وهتلر وهولاكو وبوش، للسيطرة على الشعوب عن طريق الحروب، وكذلك النساء وشعورهن بالضعف عن الرجل، وما يسبب لهن من شعور بالنقص، فتحاول بعض النسوة التعويض عن هذا النقص بوسيلتين: الاولى هي التفنن في طرق معاملة الرجال بالحيلة والدهاء حتى يخضعنهم لسيطرتهن، والوسيلة الثانية، هي اتخاذ مظاهر الرجولة والقوة في معاملتهن للغير، فنسمع من هنا وهناك بالمرأة المسترجلة.
أما الدراسات الانثروبولوجية الحديثة، فقد أثبتت ان السيطرة ليست غريزة فطرية في الانسان، وأنه اعتقاد خاطئ لا تبرره نتائج دراساتها، فهناك الكثير من المجتمعات المعاصرة، لا يظهر فيها دافع السيطرة بوضوح.
مما تقدم يتضح لنا، ان دافع السيطرة بين الشعوب ليس غريزيا، وانما هو نتيجة للحضارة والعوامل الاجتماعية التي ينشأ الفرد بها، وان ما يميز الانسان في مجال السيطرة هو نوع الثقافة والتربية التي يتلقاها.












توقيع :

ليست مشكلتي ان لم يفهم البعض ما اعنيه؟!
وليست مشكلتي ان لم تصل الفكرة الى اصحابها...
فهذه قناعتي ..وهذه افكاري..وهذه كتاباتي بين ايديكم..
اكتب ما اشعر به..واقول ما انا مؤمن به..انقل همي ..ووجعي..
وفرحي..وافرازات فكري..بطرح مختلف..
وليس بالضروروة ما اكتبه يعكس حياتي الشخصية..
هي في النهاية مجرد رؤية لافكاري..

عرض البوم صور ابن البلد