خطاب للسلطان غالب بن عوض القعيطي
يا أبناء وطننا الأبي الغالي يهمني إبلاغكم ، ونحن جميعاً نمر دون شك من أخطر المراحل في تأريخنا الطويل المليء بالأحداث ، وإنني أتابع بتقدير وإعجاب استثنائي ، وشيء من الاستغراب أيضاً ، التطورات الدائرة في ساحة بلادنا، والتي يجب أن تستغل للاستفادة منها مع التركيز على أهدافنا المستقبلية البعيدة المدى .
ومع مباركتي لكل أفراد القبائل وأطياف الشعب الأخرى وعلى رأسهم الزعماء المخلصين على المشاركة والتنسيق في هذه الصحوة العظيمة وتقديري لتضحياتكم المستمرة من أجل قضية وطنكم وتحقيق أهدافكم المصيرية ، فأرى من الضروري أن أحثكم أولاً على مواصلة تقديم مطالبكم بصبركم وجلدكم وشجاعتكم المعهودة أمام كل التحديات المعترضة حالياً مهما كان حجمها في كل ما يخص حقوقكم ومصالحكم ووطنكم المشروعة لنزع الاعتراف الدولي بها ، وبحقكم الكامل ودون نزاع في تقرير مصيركم السياسي والمستقبلي الخاص بكم ، مع الاستمرار في التكرار لإبلاغ هؤلاء حتى لحظة الاستيعاب والاعتراف من قبلهم وبكل صراحة ووضوح بأنكم كيان جغرافي وسياسي مستقلمعترف به منذ الأزمنة الغابرة ، وبأنكم تعدون ثاني أكبر إقليم من حيث المساحة في نسيج شبه الجزيرة العربية، وأن يكون ذلك مع الاعتراف الصريح من قبلكم بتقدير واحترام جميع حقوق إخوتكم اليمنيين في ديارهم الميمونة المعروفة الحدود منذ القدم
ومقتبساً من رؤيتي حول مستقبل المنطقة التي نشرت عبر القنوات الإلكترونية مسبقاً ، والتي أطلب منكم العودة إليها والإطلاع عليها مكرراً ، يهمني أن أضع يا أبناء الوطن وبكل صراحة ووضوح الخيارين المواجهين لنا أمامكم لدى تحقيق هذا الاعتراف الدولي والقانوني باستقلالكم الذي قد أصبح أمراً واقعاً منذ فترة طويلة لعدم وجود أدنى تمثيل لنظام حكم صنعاء في غالبية المناطق ما عدا تلك التي يستغلها أفراد طاقمه كمصدر دخل مغري لهموهذا الاعتراف الرسمي عندما يأتي لن يعد سوى ثمرة عادلة ومستحقة لكم نظير كفاحكم الطويل وتحملكم وتضحياتكم وأما عن الخيارين المواجهين لكم المشار إليهما أعلاه ، فهما :
- تبني نظام حكم مماثل لدول مجلس التعاون بالعودة إلى تقاليدكم وأعرافكم المفيدة التليدة في أمل الانضمام في أسرع وقت ممكن إلى أسرتها بالشكل المرغوب والاستفادة من خيراتها في ’’عصر العولمة‘‘ هذا ، مثل بقية الأعضاء.
- أو نظاماً بديلاً أسوة بالذي يعم اليمن الميمون أو دولتنا الشمولية ’’الديمقراطية‘‘ السابقة؟
وعليكم العلم أيضاً أن تصرفاتكم وبياناتكم الحالية تلعب دورها دون شك في إظهار توجهاتكم نحو الخيار المنشود من قبلكم ، والقرار في هذا الأمر المصيري ، يا شعبنا الكريم عائداً لكم في الأخير، والفرص النادرة لا تكرر.
وختاماً أسأل الله أن يهديكم وإيانا جميعاً إلى كل ما فيه الخير والصواب لنا ولأجيالنا القادمة بإذنه سبحانه وتعالى ، وهو الهادي إلى الرشد وهو ولي التوفيق.
الفقير دوماً إلى الباري تعالى وسائل الهدى والغفران،
السلطان غالب بن عوض القعيطي
__________________