الأهم من مطاردة من يسمون أنفسهم أصدقاء اليمن في المحيط العربي والغربي أن يحث اليمنيون الخطى بحثاً عن أصدقاء اليمن من اليمنيين، ليس لأن «ما حك جلدك مثل ظفرك» ما يزال صالحاً للاستخدام الآدمي فحسب، وإنما لأننا نعيش في زمن الأظافر والأنياب فيه جاهزة ليس لمساعدتك على حك جلدك وإنما للاسهام في خلسه وبيعه في سوق الدباغة في الطريق لأن يصبح الواحد منا طبلاً حقيقياً وليس مجازياً.
بلادنا بالفعل تحتاج لأصدقاء يمنيين لا يجعلوننا نعلق الآمال على نصف مليون دولار يقدمها الصندوق العربي لخدمة الطوارئ والإسعاف في يمن يحتاج فيه خمسة ملايين مواطن ومواطنة إلى مساعدات غذائية عاجلة حسب برنامج الغذاء العالمي، ومن هؤلاء مئات الآلاف شردتهم حروب أبين وصعدة وغيرها من المناطق التي يجري تحويلها إلى إمارات وولايات .
بلادنا تحتاج إلى ما هو أهم من مؤتمر أصدقاء اليمن الذي سبق وحضرت مؤتمراً مثله في لندن ولم تطل منه اليمن على حق أو حتى على باطل محدد الملامح يمكن البناء عليه.
والأهم من توجه وفد حكومي لبحث التحضير لمؤتمر الأصدقاء واستجداء شهادات الإشادة الأمريكية والفرنسية والألمانية أن تحصل الحكومة اليمنية والرئيس اليمني وأحزاب اليمن على شهادة تؤكد أنهم أصدقاء حقيقيون لليمن بحيث يتفقون على توحيد الجيش وإعادة الأمن وإخراج المسلحين القبليين والعسكريين من الشوارع والأحياء وضبط من يفجر أنبوب نفط أو يعطل كهرباء أو يقطع طريقاً أو ينهب أموالاً، وما إلى ذلك من مظاهر الخروج على قواعد القانون بل والإنسانية.
إن الأهم من تحويل العواصم الخارجية وسفاراتها في صنعاء إلى قبلة أن نعقد كيمنيين اتفاقية صداقة حقيقية مع اليمن نحسن بها إدارة بلادنا وإدارة خلافاتنا ونتجاوز موالد الاجتماعات والاستقبالات والتمنيات إلى خوض غمار مواجهة التحديات بعيداً عن كل هذا التسويف الذي لم ولن يدفعنا إلا إلى المزيد من الاحتراق النفسي والعصبي.