بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله أجمعين ... أما بعد


اختلف العلماء والفلاسفة حول أعظم شهوة للرجل
فذهب بعضهم إلى القول بأن شهوة السلطان لا يضاهيها شهوة وهي التي تعطي الرجل القوة
فيحصل بالسلطة على كل الشهوات التي يريدها من نساء وأموال ومساكن وخدم وكل ما يتمنى


وقال البعض بأن شهوة النساء أعظم شهوة عند الرجل
وقد يتنازل ويفقد سلطانه بل وحياته من أجل امرأة

وكلا القولين شواهده في التاريخ كثيرة
لكن المرجح عندي أن شهوة النساء هي الأعظم لقوله تعالى


(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ? ذَ?لِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ? وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) آل عمران 14


فكانت شهوة النساء في المقام الأول قبل الأبناء والأموال والأنعام
ولم تذكر شهوة السلطة لأن ليس كل رجل يتمنى السلطان ويشتهي السلطة وينالها
لكن كل رجل يتمنى النساء وينالهن



وحب النساء فطرة عند كل رجل أما حب السلطة فليس فطرة


ويفتن الرجل بجمال المرأة فيتزوجها ثم يفتن بأخرى فيتزوجها وذلك أيضاً فطرة
وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم


(لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ
إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ? وَكَانَ اللَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا) الأحزاب 52


والشاهد في الآية قوله تعالى (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ)
أي أن حسن المرأة مدعاة للتعدد


وعليه شرع التعدد ولا يوجد دين سماوي إلا وشرع التعدد
لما فيه من منافع اجتماعية وأسرية



رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسلف الصالح جميعهم ممن كانوا مستطيعين
كان لديهم الزوجتين والثلاث والأربع


فيا أيها الأخوة الأشراف

إنكم قد منعتم بناتكم من الزواج من غيركم فصارت بيوتكم ملئا بالعوانس والأرامل والمطلقات
فإن لم (تطابنوا) يكن فساد كبير في بيوتكم

فمن عنده الاستطاعه فلا يحجم فتلك شهوة مباحة وسنة حلال متبعة
بشرط أن لا يتزوج من غير بنات الأشراف حتى لا تفسد البيوت
أو فكوا العنان لهن ليتزوجن من غيركم


وبشرط أن يرضي زوجته الأولى ويمهد لها الأمر ولا يقهرها
وأن يعدل قدر المستطاع في النفقة والمبيت والسكن




ويا بنات الأشراف المطلقات والأرامل والعوانس
وأولياء أمورهن

اقبلن واقبلوا بالتعدد إذا أتاكن متزوج من الأشراف فذلك أحصن لكن وخير من العنوسة



ولئن ترزق الواحدة منكن بزوج صالح يسعدها فيهب لها ربها منه طفل تربيه
فيكون باراً بها في كبرها وبعد موتها خير لها من الدنيا بما فيها




بشرط أن تقدرن تضحية الزوجة الأولى فلا تتسلطن


ويا أيها الأخوة جميعاً

من استطاع منكم أن (يطابن) فليفعل ولتكن نيته خالصة لوجه الله تعالى
لينال البركة من ذلك الزواج ويكون له عصمة من الزيغ
فابحثوا عن المطلقات والأرامل والعوانس في مجتمعاتكم فهن كثير
وفيهن من الحسن والخير ما يعجبكم




ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد