عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 10:51 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو نواف

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 1217
المشاركات: 165
بمعدل : 0.03 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو نواف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الــعـام
افتراضي زمان الفرد يا فرعون ولى!

حالة الاحتقان الشديدة في المجتمع العربي آية من آيات الإحباط وافتقاد الأمل في أنظمة التبعية العلمانية. واستمرار وتجذر ذلك الحرمان والإحباط أدى إلى قطيعة هائلة بين الشعوب وحكوماتها. وجعل بعض هذه الحكومات تتعامل مع مطالب الشعوب إما بروح الاستهانة، واللامبالاة، أو النظر إليها بعين الريبة والشك على اعتبار أنها حالة أمنية، وليست مطالب مشروعة.
وبسبب هذه الحماقة السياسية و(بطء الفهم!)، ثار الشعوب العربية، وكأني بالشاعر الكبير أحمد شوقي يطل علينا من ديوانه قائلاً:

زمان الفـــــرد يا فرعــــــــون ولى
ودالــــــت دولــــــة المتجبرينا
وأصبحت الرعاة بكل أرض
على حكم الرعية نازلينا
لقد أثبتت الأحداث أن هذه الأنظمة غاية في الضعف والهشاشة، وتبين أنَّ العقلية البوليسية القمعية عاجزة عن ترويض الشعوب بشكل دائم، فحركة الشارع فاقت في قوتها وصلابتها وتجاوبها مع الأحداث قدرة الأنظمة والأجهزة الأمنية.
ومن الصعب الحديث عن السبب الرئيس للشرارة التي أشعلت فتيل الثورتين التونسية والمصرية، ولا يمكن اختزال هذه الأحداث الكبيرة في سبب وحيد أو رئيس، فليس الجوع أو الفقر أو البطالة أو الحالة الاقتصادية عموماً هي العامل الوحيد؛ بل هي مجموعة معقدة من العوامل والأسباب التي يؤثر بعضها على بعض، وربما تجتمع كثير من خيوطها في شعور طاغ بالقهر والبغي والظلم ومصادرة الحقوق الدينية والسياسية والاقتصادية والحقوقية والاجتماعية.
وعندما تتصاعد حدة الاحتقان والتشنج في المجتمع، ويزداد شرخ القطيعة وانعدام الثقة بين الأنظمة وشعوبها؛ يصبح حال المجتمع أشبه بحال التنور المغلق الذي يمكن أن تشعله أدنى شرارة!
والمخرج من هذا المأزق ليس بازدراء مطالب الشعوب أو السعي لترويضها، وإنما بتأسيس الثقة السياسية والاجتماعية في أحضانها، وترسيخ أواصر الشراكة الحقيقية، ومن البدهي أن هذا لن يتحقق إلا بتولية القوي الأمين الذي يحكم بأمر الله – تعالى -، ويسعى لتعزيز هوية الأمة وكرامتها، ويسوس الناس بالرحمة والإحسان، ويعطي كل ذي حق حقه، وينتصف للناس بالقسط والعدل حتى من نفسه.
اللافت للنظر في أن الشارع العربي سبق في حركته وفاعليته الأحزاب السياسية والحركات الإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني، وتجاوز العلماء والمفكرين وأهل الرأي، بل أخذ يسوقهم باتجاهه، ويفرض عليهم طريقه، وهذه ظاهرة جديدة لا ينبغي تجاوزها أو الاستهانة بها، فهي تؤكد فراغاً، أبعد الشباب عن جذورهم ومحاضنهم. وأحسب أن هذا يتطلب أفقاً جديداً يبادر إلى تغيير الأبنية الدعوية وتجديد الأولويات الفكرية، وإعادة تأسيسها لكي تكون أقدر على الانطلاق بنبض المجتمع وروحه وتطلعاته.












توقيع :

ســلام يـاقــوم حـن منهم وهم ومنا / لا صاح صياحهم جينا على الداعي
انتــو بنـي عمنــا وانتــو قبــايلنـا / وانتو لنا ضاح لا نور القمر ضـاعي
يـاتـاجنـا وضــح التــاريـخ معـدنـا / تــاج الفخـر مـا يشلـه كل براعــي
نحناءالمصعبي وادي بيحان مــوطنا / ورجال صلبه طويل الشبر والباعي
كـم مـن جـلاي شريد المـوت يزبنـا / ود يـا رنـا للعدو اءدرع منــا عــي

عرض البوم صور ابو نواف