من القلب الي القلب وقفت على الأعتاب أجمع قوتي وأسيــر متنداً أجرجــر خيبتـــــــي نعم "وقفت على أعتابها" أحاكي أطلالها "أداعب نسماتها".. ما أرقها وألطفها.. اصطحبت معي خيالي.. تجولنا معاً غرفة.. غرفة.. تذكرنا كل كلمة وهمسة.. تذكرت ذلك الصوت الحنون وتلك البسمة الدافئة.. آه لقلبي المكلوم.. ليت إهدائي يبلغ مسمعيك ويستقر صداه في فؤادك أمي..من القلب الي القلب أمي مدي يديك تجاهي كي أقبلها ولتصفحي عن كلام لن يوازيك أمي.. ما أروع تلك الأيام.. حين قادتني البراءة لأرتمي في دفء حضنك أمي.. تنتشي السعادة قلبي لتستقر في فؤادك.. أمي.. ما أروع الطفولة.. لحروفها ارتباط بكيانك فقد استقيتها من نبع حنانك.. ليت أيامي فيها تجود.. لأهديها لك أنت فقط.. فأنت العطاء أنت الصمود.. أنت كل شيء في الوجود.. من القلب الي القلب لقد غادرت دار طفولتي.. نعم غادرتها لأتركها أسيرة أطلالها ووحيدة أيامها فيا ترى بأي لسان أناديك.. وبأي بيان أحاكيك. أمستعبراً يبكي على اللهو والسرى أم آخر يبكي شجوه فيهيم طفولتي التي قضيتها مع أسرتي.. طفولتي التي شدوت فيها يا أبي.. يا نسمة تمر بي.. طفولتي التي رحلتي فيها مع أخي.. نداء قلبي.. طفولتي التي استمتعت فيها مع جدتي.. وأسرارها العجيبة.. وحكاياتها الطريفة ونصائحها المفيدة التي كانت وابلاً يغيثني في كل حين. طفولتي.. لن تخرب ديارك.. فما زلت أطلالك.. ولن تمحي آثارك.. ففيك كنت أضحك وأسهو ومعك كنت أمرح وألهو.. جسدي الصغير أخذ ينمو.. عقلي يوما بعد يوم يرقى ويعلو.. من لهوك تعلمت الكفاح ومن مواقفك صنعت صرح النجاح.. من بسمات استقيت الصمود.. من نسماتك استلهمت الطموح.. دفعتني ماضية الإرادة قوية العزيمة.. عالية الهمة.. دفعتني أعتي رياحك على عتبة المسئولية.. تلك المسئولية التي تبدأ بالميم وتنتهي بالتاء المربوطة.. تبدأ برفض الإهمال وتنتهي بنية معقودة.. دفعتي إلى تلك العتبة وأوصدت في وجهي الأبواب.. لأصارع الصعاب وأواجه الحياة وحدي.. فوثبت لترحلي.. لا شيء أبدي.. لا حزناً ولا شجناً ولا تشكي.. إن معي ربي.. سأزداد قوة وثباتاً سأزداد رسوخاً وإصراراً.. سأزداد يقيناً وإيماناً.. سأزداد عزماً ومضياً بإذن ربي. فأنت أنت طفولتي.. صنعت أمجادي ثم رحلت.. لكمحبي