الموضوع: العقوق
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-2010, 04:15 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 826
المشاركات: 262
بمعدل : 0.05 يوميا
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الاحول غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : قــســم الــمـقـالات والابــداع (( المنقول ممنوع ))
افتراضي العقوق

كان جاري لمدة تزيد عن 21سنة وكان معروفا عنه صراحته وجديته وقوله للنصيحة بكل صراحة لايشارك بجلسات السمر ولا الغيبة ولا النميمة منطويا على نفسه محسنا لتربيته اولاده وبناته حريصا على تفقدهم بالمسجد بكل صلاة وهم حقيقة كانوا من اكثر الاطفال هدواءا ونظافة وخط دربهم اليومي معروف البيت المسجد المدرسة واحيانا لعب الكورة مع الثقات من الصحب المهم مرت الايام والسنون وكبر الصغار ووهن عظم الاب واشتعل راسه شيبا وغزاه السكري فاثر في بصره ولم يعد يستطيع يقود السيارة وكثرة مواعيده للمستشفى وتزوج اولاده وانتقلوا الى مساكن قريبه من اعمالهم وبقي الاب يزار بنهاية الاسبوع وببقية ايام الاسبوع وخاصة بعد صلاة المغرب كان ينتظرني ليذكر لي كيف كان مطيعا لوالده ولم يفارقه الى ان مات ويذكر لي من قصص ايامه الخوالي ما ان بعضها قد حفظته الا اني اتركه يسترسل وخاصة اني اشعر انه يرتاح بتذكر ماضيه المجيد فيتذكر خاله وخالته وبنتهما ويذكر عمه وعمته وولدهما ويتذكر بعض ربعه الذين قد سبقوه الى الدار الاخرة وهنا وهنا يبداء بالاختناق بالعبرات ويالها من عبرات ودمعات حاره لانها دموع رجل ويا له من رجل عصامي ودموع الرجال لا تذرف في العلن عادة الا اذا كان الخطب جلل وانه ورب الكعبة لخطب جلل وهل فيه اشد واقسى على الاب من عقوق اولاده كان يقول لي عندي موعد بعيادة السكري وموعد بعيادة العيون ووو الا اني لا استطيع ان اذهب لتلك المواعيد لاني لم استطيع ان اقود السيارة لضعف بصري وتعثر خطوتي فقلت له انا ساذهب بك فشكرني ورفض فعرضت عليه ان يتصل باحد اولاده ليذهبوا به لمواعيده وهنا نهض وحاول ان يظهر رباطة الجاش وقوة التحمل التي كان يتصف بها ولكن كر الليل والنهار تذهب بجلادة وقسوة الجبل فما بالك برجل اتعبه يتم وشقاء بصغر وعيلة وقلة وعقوق بكبر قال لا لا لا لن اخضع لهم ولن استاذن من زوجاتهم فالواجب عليهم ان يعرفوا مدى حاجتي اليهم الان والواجب عليهم ان يعرفوا مواعيد عياداتي او على الاقل ان يرسلوا لي سيارة اجرة لتقلني اويوفر لي سائق وسيارة ان لم تسمح لهم زوجاتهم بالحضور لي فهم والفضل لله اولا ثم لي جامعيين ويعملون بوظائف مناسبة اترى هذا المخبى يا ابو .... فقلت نعم اراه فقال وشفتاه ترتجفان وتظهر من حركتها تساقط اسنانه بفعل السكري وبيد يزيل نظارته الطبيه فيظهر احمرار عينه وقسوة دمعته وبيده الاخرى يلتقط طرف وزاره ليمسح دمعته وليتابع فقال كنت احمل بهذا المخبى بطاقات مواعيدهم وشهادات ميلادهم وتطعيهم ولم اغفلها ابدا بل كنت احفظ مواعيدهم باليوم والساعة والدقيقة واحجز اجازة ذلك اليوم او بعضه من العمل قبل الموعد ب 10 ايام ولا اسمح لنفسي بنسيانه او تجاهله حتى وان كنت مريضا وان كان لي سفرا الغيه حتى لا ينقصهم شئ فهل جزا الاحسان الا الاحسان لا لا يا بو ..... قد تجدني ميتا يوما ما على عتبت بابي بس تذكر ان اصعب طلب قد يواجه الانسان هو طلب الاب من ابنه ان يرحمه او يشفق عليه وهنا وبتلك اللحظه ذرفت الدمع وتجرعت مرارة العبرات












عرض البوم صور الاحول