بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عند تجولي بالنت استوقفني موضوع .. وصية أمريكية للمرأة السعودية استغربت كثيرا !! توقعت كالعادة أن أجد الكثير من التوبيخ للمرأة السعودية (من العنوان) بصفة خاصة ..والمرأة المسلمة بصفة عامة ..وكذلك انتظرت اتهامات لنا بالتخلف والجهل كما نقرأ دائما من كتابهم وصحفييهم ..لكن .... خاب ظني !!كانت تحكي وتمدح الحياة في السعودية .. والراحة التي وجدتها عند الإقامة فيها ..بعد كل ماقيل عن الحجاب والمرأة السعودية من نساء غربيات ..أجد كلاما جمـيلا ؟!غير معقول !!تقول الكاتبة الأمريكية :(ولم يمثِّل ارتدائي للحجاب، وعدم تمكُّني من قيادتي للسيارة خلال المدة التي قضيتها في المملكة أيّ مشكلة بالنسبة لي،وبعد أربعة أسابيع، طرت إلى أتلانتا مرتدية الحجاب، ليس فقط لأختبر ردّ فعل الأمريكيين، ولكن لأنّه كان مريحاً وعمليّاً، ولقد أضفت لحجابي من سوق البدو بالرياض (البرقع) ،وأدركت لأوَّل مرَّة في حياتي بأنّ الرجال يتحدثون إليّ باحترام وتقدير،دون أن يكون لجسدي (كامرأة) أثر في ذلك التقدير ) إنّ هذا الكلام يذكِّرني بكلام قالته الليدي ديانا بعد أن زارت الرياض قبل موتها بسنوات،وعاشت أياماً مع النساء بحكم الوضع الاجتماعي، فقالت :(ما كنت أتوقع أن أحظى بهذه الراحة النفسية الكبيرة التي وجدتها في انعزال مجتمع النساء عن الرجال،حيث تبتعد المرأة عن نظرات الفضول التي تؤذي المشاعر من قِبل الرجال ،الذين لا يمكن أن يتركوا عادتهم المتأصِّلة في نفوسهم المتمثِّلة في مراقبتهم لجسد المرأة المكشوف، مهما كانت المخالطة ). ولقد قالت الكاتبة الأمريكية (تانياسي هسو) كلاماً مهمّاً، يجدر بكلِّ من يشكِّك في قيَم بلاده، وخصوصية ثقافتها أنْ يُعيد قراءته مرّات ومرّات. فقد خاطبتْ السعوديين والسعوديات خطاباً قويّاً قائلة لهم : (إنّ لديكم أشياء كثيرة تجعلكم تشعرون بالفخر، ولكنّ أدبكم الجمّ ورقَّتكم قد سمحت للغرب أن يطأكم بقدميه،وأن يصفكم بأنّكم مصدر تهديد للديمقراطية والعالم،يجب عليكم ألاّ تسمحوا بأن يستمر هذا الشيء ) ،وهي رسالة إلى كلِّ فتاة سعودية بصفة خاصة وإلى كل فتاة مسلمة بصفة عامة ..أوصلها الوَهم إلى درجة تبرُّجها، ومهاجمتها ببعض الكلمات لمظاهر المحافظة المتميِّزة في بلاد ها