حوار بين أمير المؤمنين وبهلول المجنون
خرج الرشيد إلى الحج فلما كان يظاهر الكوفة أبصر بهلول المجنون وكان يمتطى صهوة خشبة وخلفة الصبيان وهو يعدو.
قالوا له : بهلول المجنون.
قال الرشيد : كنت أشتهى أن أراه فأدعوه من غير ترويع.
اذهبوا إليه وقالوا : أجب أمير المؤمنين.
لم يجب بهلول ، ظل يلعب مع الصبيان ويجرى خلفهم او يجرى أمامهم وهو لا يقيم وزنا للدعوة 00 وهكذا وجد الرشيد نفسه هو الذي يذهب إليه .
قال الرشيد لبهلول – السلام عليك يا بهلول.
قال بهلول وعليك السلام يا أمير المؤمنين.
قال الرشيد : دعوتك لاشتياقي اليك.
قال بهلول وهو مازال مستمرا على لعبه مع الصبيان – ولكنني لم استق إليك
قال الرشيد : عظني يا بهلول
قال بهلول : بم أعظك هذى قصورهم وهذى قبورهم
قال الرشيد : أحسنت فز دنى
قال بهلول : يا أمير المؤمنين من رزقه الله مالا وجمالا ن وانصف فى جماله وواسى فى ماله وكتب ديوان الأبرار .
وهنا ظن الرشيد انه يريد شيئا فقال قد أمر لك أن تقضى دينك
قال بهلول: يا أمير المؤمنين لا تقض الدين بدين أردد الحق على أهله واقض دين نفسك من نفسك
قال الرشيد : فأنا قد امرنا أن يجرى عليك " يقصد سيجعل له مرتبا مدى الحياة "
قال بهلول : وهو يرفض – يا أمير المؤمنين أترى الله يعطيك وينساني ..
قالها بهلول ثم ولى هاربا وعاد يلعب مع الصبيان ، وهو يمتطى صهوة خشبية كأنه يمتطى صهوة جواد عربي أصيل .
** توقف أمام هذه القصة التي ترويها كتب التاريخ ونعلمها لأطفالنا الصغار و تكتب فى بعض الدول العربية فى ظهر أوراق النتائج.
أن معناها بريء جدا وخبيث جدا .
يشير إلى أن الرشيد كان متواضعا ولطيفا يجلس مع الأطفال والمجالسين ويستمع إليهم ويرفق بهم ويحنو عليهم.
فيقول أن بهلول المجنون كان أعقل وأحكم من أمير المؤمنين وحاكم الناس.