أيها الشرفاء ....
قبل كل شيء لكي لايظن أحد أني حوثي أو أميل إليهم لا قدر الله .... ها أنا أسأل الله وحدة العلي القدير في هذا الشهر الفضيل أن يهلكهم هم ومن والاهم وأن يرينا فيهم يوماً أسودا وعساه يكون قريب ... بأمر وقوة الله لا بسعي
وصل أحد جيراني والذي يعمل جندياً في إحدى الوحدات العسكرية المرابطة قادماً من أرض المعركة بعد أن قررت اللجنة الطبية في الميدان ضرورة حصولة على راحة مرضية بسبب وعكة صحية ألمت به .....
المهم .... ماذا قال بعد أن سالته السؤال الوحيد وهو (( كيف الأوضاع هناك )) فأجاب :
((( غاغه يا أخي ... غنم بغير راعي ... ))
قلت له : كيف ؟؟ .... مش في معكم ضباط وقادة معارك ؟؟؟
قال : نشوفهم في المعسكرات وقت الجمع والإنصراف وطابور القائد بس ...
ووقت ما تحركنا إلى صعده كانوا موجودين في السيارات الفخمه أو في الطقومات ...
وأول مانوصل قلب المعركة ماتدري أين أختفوا !!!
قلت له: طيب وكيف بتتلقوا التوجيهات والتعليمات ؟؟
قال : بالأجهزة اللاسلكية بس - إتقدموا .. إنسحبوا .. إضربوا بالبوازيك أو صواريخ الكتف ... أو خليكم خلف المدفعية ...
وقال : مرة طهرنا جبل كامل من الحوثيين وطردناهم وهربوا واستولينا على عدتهم وعتادهم وكنا حوالي 150 جندي ... وتلقينا أوامر بالبقاء في المواقع المسيطر عليها ... والغريب أننا وجدنا مع الحوثيين نفس نوع الأكل والمؤن وحتى نفس السلاح ... كيف الله أعلم .. أمانه أنحنا تجننا لما شفنا معداتهم ...
قلت له : طيب وبعدين ؟؟
قال : مثلما قلت لك تلقينا أوامر بالبقاء في الموقع بعد تطهيرة من الحوثيين على أساس أن التعزيزات ستصل في أقرب وقت ..
وأنتظرنا من الظهر حتى بعد العشاء ولا وصلت تعزيزات ولا شفنا حد وصل من طرف جيشنا البطل ...
حتى الساعة تسع في الليل ومادرينا إلا بالضرب إلى عندنا بالبوازيك ومختلف الأسلحة والميكروفونات تصيح ( الله أكبر الله أكبر - الموت لأمريكا - الموت لإسرائيل ولمن والاهم - إستسلموا أحسن لكم ) والضرب مستمر .. لحسن الحظ كنا متمترسين ومتحصنين .. إتصلنا بالعمليات وقلنا لهم بالحرف الواحد:
( الحوثيين حاصرونا وبيضربوا علينا ) فتخيل إيش ردوا علينا !!!
قلت له : إيش ردوا ؟؟
قال : قالوا (( دبروا أنفسكم )) ...
عرفنا أن مالنا إلا الله او الإستسلام ...
قلت له : طيب وبعدين ..
قال : إجتمعنا أنا والرقباء والمساعدين الموجودين وكان عددنا سته رقباء ومساعدين أنا واحد منهم ..
وتعاهدنا أن لانستسلم حتى لو إنتهينا ... وبدأنا نرد عليهم بالسلاح الذي تركوه ثقيل وخفيف وإستمرت المعركة حتى الساعة الثانية بعد نص الليل أصيب منا سته واستشهد واحد ... حتى بعد الفجر ... تواصلنا مع القياده مرة ثانية والله قالوا : (( دبروا أنفسكم )) ...
بعدها تأكدنا أن ما باقي ولا حوثي موجود ... نزلنا من قمة الجبل يحذر شديد حوالي 42 جندي حيث أسعفنا الجرحى وأخذنا الشهيد معنا وتبقى 100 بالمواقع متمترسين منتظرين عودة الحوثيين والذي لابد وأنهم سيرجعوا ..
قال : قطعنا مسافة طويلة سيراً على ألأقدام ومر بالصدفة طقمين .. حملنا الجرحى والقتيل وبعض الأفراد وبعد حوالي ساعتين من وصولنا للطريق الرئيسية مرت ناقلة جند أخذتنا للموقع الذي به مركز إدارة العمليات ... شرحنا لهم الوضع وأن زملاءنا وعددهم 100 مازالوا في الموقع اللي تم تطهيره فقالوا الآن صبوح وبعدين با نشوف كيف نسوي ...
بعد الصبوح إرتحنا حتى بعد الظهر ولم نشاهد ولم نعلم بتحرك أي تعزيزات للبقية في الموقع ... وبعد الغداء حملونا ذخائر وتم إرسال بقية الزملاء لموقع آخر بينما أنا بانت عليَ أعراض الحمى والمرض الشديد فعرضوني على الطبيب وقرر ضرورة حصولي على 10 أيام راحة ... بعدها حملوني داخل فرش وبطانية على بودي طقم كان متحرك لمدينة صعدة ... وصلت صعدة وقد حالتي حالة ومن صعده ركبت مع 4 سيارات حتى وصلت صنعاء وعلى حسابي وذلحين يوم السبت القادم راجع مرة ثانية .... ))
هيا ما رأيكم إخواني بس في هذا النموذج من نماذج إستراتيجيات سير المعارك في صعده ... إفيدونا بأرائكم أثابكم الله في زمرة علي بطاطه وكيف تتخلى عن رجالها عندما يحمى الوطيس ....
خالص التحية
