الحق يفرض نفسه في لغة الحوار
 

حتى إذا فشلت لغة الحوار والتفاهم التي تجري حاليا في اليمن بين جميع الاطراف التي تمثل الأمة وتحدد المواقف وتقرر المصير للسير على الطريق والنهج الصالح لليمن وشعبه سيظل الحق في أصل الحوار والمناقشة هو السائد والقوي الذي سيفرض نفسه فوق الجميع ، ولغة الحوار والمناقشة في الاساس هو روح وصدق الإيمان نابعة على أسس وقواعد أصلها ثابت وفرعها في السماء لايستطيع اي كائن كان ان يغير او يبدل فيه تبديلا مثلما حدث في بداية الأزمة وبعد معارك طاحنه راح ضحيتها عدد كبير من البشر وتدمرت بناء تحتيه وانهارات منجزات وتبددت سمعه تاريخية في نهاية الأمر فرض الامر الواقع سلطتة على الجميع في الحوار والمناقشة التي خرجت بتائج مفيده ومثمره حتى المعارضين فشلوا في التصدي لها واجباطها لانها الامر الواقع الذي لابد منه للخروج من الازمة وسلامة الجميع مما حدث وسوف يحدث ووقع الجميع على اتفاقية واضحه ومعروفه العالم كله يدعمها ويشجعها والتي لولاها بفضل الله كان الوضع على غير ماهو عليه اليوم ، ولغة الحوار هي المخرج الوحيد من الأزمة والتمسك بها والسير على نهجها هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة إلى بر الأمان ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوه حسنه عندما بدأ يدعوا الناس وخاصة قريش إلى دين الإسلام ودين الحق ودين الصواب وترك عبادة الاصنام كانت البداية هي الحوار والتفاهم والاقناع والتخاطب بالغة الأدب والأحترام والتقدير لتحقيق الغاية والهدف بدون قتل وسفك دماء منطلقا من قناعة صائبه ومحقه بدأت بشخص واحد هو الرسول صلوات عليه وسلم ضد عشرات الآف من الاشخاص والقصص في ذلك واضحه ومعروفة للجميع من أهمها وابرزها حواره صلى الله عليه وسلم مع عتبة بن ربيعه المكني با أبا الوليد و الذي ندبته قريش برأى من عنده للحوار والتفاوض مع الرسول وقام اليه وهو جالس في المسجد على مقربه منهم وقال له
يا ابن أخي، إن كنتَ إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكونَ أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سوّدناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ولما فرغ عتبة ورسول الله يستمع منه قـال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال: فاسمع مني، قال: أفعل، فقراء عليه شئ من كلام الله لدرجة ان عتبه وضع يديه إلى الخلف واتكاء عليها وظل يسمع مايقول الرسول ولما عاد عتبه إلى قومه مصرا على كفره وعناده لكنه تأثر كثير بماسمعه من رسول الله لدرجه ان بعض من قومه قالوا وهو في طريق عودته اليهم لقد جاءكم ابا الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، والحق قوة يفرض نفسه على من يعارضه مهما زاد العدد والقوة المعارضة له