المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو الاحباط وما الحل اذا شعرت بالاحباط؟؟؟؟


ابن البلد
30-03-2009, 10:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإحباط قوة دافعة للنجاح

يواجه المرء في حياته كثيراً من المشاكل والعقبات التي تحول بينه وبين تحقيق أهدافه، وتختلف درجة وشدة هذه العقبات حتى قد تصل شدتها إلى أن يصيب المرء حالة من الإحباط واليأس تجعله يستسلم لهذه المعوقات ويعتقد أنه لا خلاص منها

وإذا أراد الإنسان تغيير حاله وتطوير ذاته والسعي إلى الكمال فإنه حتماً سيواجه معوقات كبيرة وكثيرة وأول هذه المعوقات وأشدها هو نفسه، إذ إن أكبر المعوقات هي التي تنبعث من الذات. ولهذا نجد القرآن الكريم ينسب الخلل والقصور إلى النفس الإنسانية " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" فالمصائب والأخطاء في غالبها مبعثها من النفس، فعملية البناء والهدم تبدأ أولاً من الداخل من النفس "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " وغالب الحال أن التأثير الخارجي لا يكون له أثر كبير ما لم يكن هناك قابلية من الداخل.

وعندما ندرك أن أساس التغيير ـ سلباً وإيجاباً ـ هو التغيير الداخلي وأن العوامل الخارجية ليست أساسية في التغيير فإن الاهتمام الأولي يكون للداخل سواء كان للفرد أو الأمة بمجموعها في مقابلة الأمم. وهذا المسلك ضروري لمن أراد أن يتغلب على كثير من الإخفاقات ويتخلص من الإحباط أن يتجه إلى نفسه فيقوم بإصلاحها وتهذيبها وتقويمها.

ومن أراد أن يغير من حاله ويرتقي بها في سلم الكمال فعليه أن يوطّن نفسه على مواجهة الصعاب، وليعلم أن الطريق لن يكون سهلاً خالياً من الأكدار والمنغصات، ومن أراد التغيير دون أن تواجهه مشاكل في الطريق فهو لم يعرف حقيقة الحياة وطبيعة التحول والترقي. وإذا كانت المعاناة من ضروريات التغيير فإن الأمر السلبي الذي قد يصاحب التغيير هو حالة الإحباط التي قد تصيب الإنسان من هذه المعاناة؛ والحقيقة أن الإنسان قد يجعل من الإحباط قوة دافعة للإنجاز وتحقيق أهدافه وطموحاته، فبالإمكان تحويل الإحباط إلى حدث إيجابي.

إننا إذا نظرنا إلى الشيء الإيجابي في أمر ما فإننا نكون قادرين على حل مشاكلنا وتجاوز الوضع بطريقة أسرع وأسهل من هؤلاء الذين لا يرون إلا السلبيات والوقوف عند الإحباطات. فهناك فرق بين أن تكون ضحية أو أن تكون المنتصر. فأنت إذا نظرت إلى الإحباط على أنه منحة وهدية فإنك تكون قادرا على تجاوز هذا الإحباط وتحسين حياتك وتحقيق أحلامك.

إن تفاعلنا الأولي مع أي عقبة قد يُشكّل نوعاً من الإحباط أو يبعث أفكاراً تدميره لا تنتج لنا عملاً إيجابياً. لذا علينا أن نغير نظرتنا إلى الوضع وأن نتعامل مع الإحباط ـ إن وجد ـ بالصورة التالية.

أولاً: الإحباط يدل على أنك بحاجة إلى أن تتخذ خطوة للوراء.
كثير من الناس تشغلهم الأحداث الجزئية والجانبية عن الهدف الكلي والغاية الكبرى التي يسعى إليها، ولذلك على الإنسان أن يقف ويبتعد قليلاً عن الحدث كي ينظر إلى الصورة بشكل كامل. اتخذ وقتاً كافياً لإعادة تأكيد الهدف الأساسي وانظر هل لازلت تسير في الطريق الصحيح. فهذه الوقفة التأملية قد تكتشف فيها أنك قد سلكت طريقاً لم يخطر على بالك أنك قد تسلكه يوماً ما.

ثانياً: العقبات تعطي فرصة رائعة للعصف الذهني
أحياناً عندما نضع الخطط ؛ فإننا مباشرة نفكر في الحل ونتجه إليه دون دراسة كافية للخيارات الممكنة. وعندما تصاب بالإحباط فإنك تتجه إلى العصف الذهني، وهي دراسة لجميع الحلول والخيارات الممكنة وبالتالي قد تكتشف طرق أكثر فعالية بقليل من الجهد والتفكير.

ثالثاً: الإحباط علامة بأنك بحاجة للراحة
بعض الأشخاص عندما يواجهون عقبات في الطريق فإنهم يضخمون هذه العقبات ويعطونها أكثر مما تستحق من الوقت والجهد، مما قد يسبب ضغط نفسي يحول بينه وبين إدراك الحل . وإعطاء النفس فترة من الراحة أمر ضروري، فالضغط النفسي قد يصور الأمر على غير حقيقته مما يتعذر على الإنسان اكتشاف الحل. فقد نبذل جهداً قوياً وعملاً شاقاً تجاه تحقيق أهدافنا أو مشروعاتنا ومع ذلك نجد الإخفاق، وأحياناً نلتصق بعمل ما حتى إننا لا نستطيع أن نرى عملاً غيره، ولا ندري لماذا؟ وهذه النقطة بالذات تجعل كثيراً من الناس يقلعون ويتركون أعمالهم التي شرعوا فيها، ولهذا إعطاء النفس قسط من الراحة أمراً ضرورياً للاستمرار.

رابعا: لإحباط فرصة للنجاح
إذا نظرت إلى الإحباطات التي تواجهها كفرص وخبرات اكتسبتها فإنك ستواصل في مسيرك وتتغلب على العقبات والمشاكل التي تواجهك. فليس هناك فشل مطلق؛ بل مع الفشل هناك خبرات ومعلومات حصلت عليها، فغالب الشر ينطوي على شيء من الخير، إننا نحتاج فقط أن نتعلم كيف نتعامل مع الإحباط. ونظرتنا وطريقتنا مهمة جداً في ذلك وقد قيل: "يرى المتشائم العقبات في كل فرصة، ويرى المتفائل الفرصة في كل عقبة" لذلك انظر إلى عملك بدقة ستجد على الأقل هناك شيئاً صحيحاً، وهذا رائع، عندها أسأل نفسك: كيف يمكن تطوير ذلك النجاح؟ بوضعك هذا السؤال فأنت أخرجت نفسك من الحالة السلبية المحبطة وعدت لتركز على الوضع الإيجابي، وبالتالي ستتغلب على المشاكل التي تواجهها بإذن الله تعالى.

إن سبب إحباطنا ـ أحياناً ـ هو في مكوثنا على حال واحد وعدم التغيير، ونظن أن هذا هو قدرنا ويجب علينا أن نرضى بهذا الواقع ونتعايش معه، وهذا في واقع الأمر سلب لقدرات الإنسان، فالإنسان إذا كان في وضع سيء فعليه أن يغير هذا الوضع فهو لن يخسر حالة حسنة. والحياة مكان للفرص ولن تنال الفرص إلا بالسعي والبحث عن هذه الفرص.ا

ما الحل إذا شعرت بالإحباط ؟؟


إذا كان شعورك ميالا للاستسلام، العجز، والانطواء كان هو الرغبة المسيطرة عليك وإذا كانت هذه الأفكار تدور في رأسك وتسيطر عليك فلا بد أن الإحباط قد تملكك ولا بد لك التخلص منه سريعا.

ويؤكد الأطباء إلى أن الإحباط من أخطر المشاكل التي يتعرض لها الإنسان بصورة مستمرة في حياتنا اليومية لما له من تأثير سلبي على سلوكياتنا بما يعوق تقدمنا في مسيرة الحياة.

فالإحباط هو حالة شعورية تطرأ على الشخص حين يتعرض لضغوط اجتماعية أو نفسية لا يستطيع مواجهتها تؤدي به إلى التوتر والاستسلام والشعور بالعجز، ويتكرر هذا الإحساس مثلا حين يتعرض الإنسان إلى مناوشات في الطريق العام ثم اختلافات في العمل مع الرؤساء أو الزملاء وحتى بعد عودته إلى منزله قد يدخل في مشاحنات أسرية، مما يؤدي به إلى الانسحاب والانطواء والشعور بالإحباط. .

وللتغلب على هذا الشعور ينصح باتباع الآتي:

ـ التهدئة الذاتية: أي اتباع طرق التنفيس عن النفس بأخذ شهيق عميق وزفير بطيء.
ـ تفريغ المشاكل أولا بأول وذلك بالفضفضة والتحدث لصديق أو أي إنسان قريب يكون محل ثقة.
ـ إذا أحس الإنسان برغبة في البكاء فيجب ألا يتردد وألا يكابر بحبس دموعه.
ـ الخروج إلى الأماكن العامة المفتوحة حتى يستطيع التعبير عما يجول بخاطره في حرية تامة.
ـ تدريب النفس علي استيعاب المشاكل اليومية وذلك باسترجاع الذاكرة بأن هذا الموقف المحبط قد ألم به من قبل وأمكن التغلب عليه.. إذًا فهو قادر على التغلب عليه أيضا هذه المرة.. وهكذا.
ـ تبسيط الضغوط النفسية بحيث يتعامل الإنسان مع أي مشكلة على أن لها حلا حتى وإن كان سيحدث في وقت لاحق.. لكن بعد الاسترخاء والتفكير بهدوء.
ـ ممارسة الهوايات لأنها تنقل الشخص إلى حالة مزاجية أكثر سعادة.
ـ أن يركز الإنسان على التفكير في إسعاد الآخرين ويبتعد عن التفكير في مشاكله ويقلل من التركيز عليها.
ـ يجب أن نتذكر أن دوام الحال من المحال وأن بعد العسر يسرا وأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الحالة المزاجية السيئة.
ـ الاهتمام بالغذاء وتناول البروتينات الحيوانية والنباتية وعسل النحل والقرفة وغيرها من الأغذية التي تحتوي على الأحماض الأمينية، تلك الأحماض هي مضادات طبيعية للإحباط..



ختاماً: إذا علمت أن بقاء الحال من المحال، فما تعيشه من لحظات إحباط فهي لن تدوم، وكلما أزداد الكرب والضيق قرب الفرج كما قال الله تعالى:" حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ". والله أعلم وأحكم، وصلى الله على نبيه الكريم
اتمنى ان ينال على اعجابكم

تمنياتي للجميع بالتوفيق

شبوانيـــــADــه
01-04-2009, 11:35 AM
موضوع أكثر عن رائع

من المهم أيضاً تغير هذا الإحباط إلى تفائل بالخير ليتغير فعلاً ولكن لاأنكر أن الإحباط يصعب على الإنسان تغيره إلا بقوة عزمه على تغيره إلى تفائل ليجد مايرد(تفائلو بالخير تجدوه)

والف شكر

ابن البلد
01-04-2009, 01:24 PM
تسلمي اختي على مرورك والاحباط يحتاج مننا عزيمة واصرار قويين على التغيير ولابد ان نكون واثقين اننا قادرين على التغيير فلا توجد حاجة مستحيلة بالدنيا والشاطر ليس من يقول مستحيل وانما الشاطر الذي يقول سوف احاول