المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القـــردعي الشـــاعر المتــمرد


فارس المجالس
10-03-2009, 11:26 AM
صحيفة الجمهوريه: في الأحد 21 أكتوبر-تشرين الأول 2007
القردعي .. الشاعر المتمرد
التحرر من الإسبتداد والاستعمار ومخلفاتهما واقامة حكم جمهوري عادل وازالة الفوارق والامتيازات بين الطبقاتالشهيد القردعي شاعر.. وثائر
ولد البطل الشهيد الشيخ علي ناصر القردعي في نواحي مأرب وتفتحت عيناه على أطلال سد مأرب العظيم ، والآثار التي تدل على الحضارة العريقة التي أسسها الشعب اليمني وشيدها، وكما عرفت أنه عندما كان شاباًً يافعاً طار اسمه وشعره، وشاع بين القبائل اليمنية (العشائر) وخاصة بعد حادثة النمر الذي قتله وحمله على كتفيه إلى الحي، وذلك قبل أن يشتد عوده فصار - كما يقول المثل - أشهر من نار على علم.
بعد أن عرف الإمام يحيى - في بدء حكمه لليمن - الشيخ علي ناصر القردعي بشجاعته وتأثيره على قبائل مراد كلها، عيّنه عاملاً على شبوة.. وبعد ذلك بفترة كان القردعي قد أثر تأثيراً بالغاً في هذه القبائل، لاختلاطه بها وبقبائل البيضاء، من خلال ماعرف عنه من كرم وشهامة ومواقف وطنية.. فأمر الإمام يحيى بعزله وتسليم شبوة إلى بريطانيا.
وعندما عاد القردعي إلى صنعاء وكان بارعاً - وهذا مايثير العجب - بمجريات السياسة الخارجية آنذاك، علم أن هناك مفاوضات سرية تجري بين الإمام يحيى وبين بريطانيا أىضاً على ما كانت تسمى بالمحميات، وهناك قال قصيدة لم أحصل إلا على جزء منها.. وفيها يقول:
يالله يامن لك القدرة وبك نركن
ياحافظ الكل وحدك مامعك ثاني
وديت على من ذي هو كون
ولغضب ماحسب قاصي ولاداني
لاجيت باشكي على حد مادرينا من
قد خاب ظني في اخواني وصدقاني
قدهم على الشور من صنعاء إلى لندن
متخابرة كلهم سيّد ونصراني
القدرعي وابن نمران
وظل القردعي فترة زمنية بعد تركه شبوة، وأترك ذلك للتاريخ، ولا أدري كم طالت هذه الفترة، وعندما وصل إلى صنعاء كان الإمام يحيى له بالمرصاد كعادته فزج به في سجن القلعة وكان في السجن حينها «عبدالقوي الحميقاني» الذي تمرد هو أيضاً على الإمام يحيى، وظل القردعي في السجن لعدة سنوات - ولا أدري كم عددها - وكان يراجع الإمام يحيى أكثر من مرة وهو في السجن، إلا أن إجابات الإمام دائماً كانت: «لن تخرج إلا إلى خزيمة» - وخزيمة هي المقبرة الكبرى في صنعاء.
وفيما هو في السجن تذكر القردعي صديقه (القبلي نمران) - القبلي بكسر القاف - وكان شيخاً من مشائخ مراد، ومن المقربين نوعاً ما إلى الإمام يحيى فكتب إليه قصيدة يستنكفه من ناحية، ومن ناحية أخرى يصف الوضع ومايعانيه الشعب اليمني من جهل وأمراض وغلاء وجفاف... الخ.. وتعد تلك القصيدة، - بالإضافة إلى أنها سياسية استنكافية تحريضية - قصيدة اجتماعية تصف الوضع آنذاك ففيها يصف مثلاً: «السيس والساني» أي الجبال وأن الآبار التي ستخرجون منها المياه قد جفت، ويتكلم عن الشعب اليمني بأسره، وما آل اليه.. حيث يقول في تلك القصدة والتي أرسلها لابن نمران:
يقول القردعي وقتي الحاضر قد أعياني
وأعيا أهل الأفكار ذي تمحن وممحونة
واتباعد البون والذيب الحمس حاني
لاحد رثى له ولتضجر يجرونه
وأنا أحمدك عد ماهنطش بـ «لمزاني»
وارخت سحوبه على دويان مهنونة
سار المسقّى وسار السيس والساني
والزرع ظامي وبير النقع مدفونه
والسعر في السوق يسقم كل الأبدان
والزاد يحرم على ربعين يذوقونة
هالساع نا بارسالك ياذيب سرحان
ياذي على البعد شل أقوال موزونة
ممساك في الحصن ذي قد سوس الباني
عند ابن نمران راكب كل مرسونة
قل قال لي صاحبك: حبل الصحب لان
ياذي قريتوا المترجم ويش راطونه
باهتف بكم ياهل ضبيا وانتم اخواني
لاتبصر الشور فانتم ذي تلمونه
ياعيل عيلوة تم العيل مجراني
ياصفوة الود ذي بالحد تحمونه
كلن يبا يجزع العوجا على الثاني
وانتم سوى تحت هج أعوج تجرونه.
والمحجر ابتاع للمعزي وللضاني
والسوق سارت بمجابية وقانونه
أول فرار من سجن القلعة
وصلت هذه القصيدة إلى ابن نمران، فأرسل له ابن نمران صفيحة «تنكة» بها سمن وفي السمن وضع له مبرداً وخنجراً وهنا عرف القردعي استجابة ابن نمران له فاتفق القردعي مع الحميقاني «زميله في السجن» على الفرار وبالفعل قام بواسطة المبرد بقص قيده وقيد الحميقاني، وبالاتفاق مع بعض اصدقائهما دبرا حصانين وراء سجن القلعة وتم لهما الفرار وكان أول - وربما آخر - فرار يحدث من هذا الحصن الحصين الذي جعله الإمام سجناً لمعارضيه.
وأنشد القردعي قبل الفرار قائلاً:
ياذي الشماريخ ذي بديتي
ماعلى الشارد ملامة
قولي ليحيى بن محمد
بانلتقي يوم القيامة
وفي هذين البيتين يخاطب (الشماريخ) الجبال قائلا: لاملامة على الفرار من السجن، وأن تبلغ الإمام بأن اللقاء يوم القيامة.
في بيحان
وصل القردعي إلى بيحان بعد فراره من سجن القلعة، ومن هناك أرسل قصيدة إلى صديقه القاضي «محمد عبدالله الشامي» وكان عالماً فاضلاً وعاملاً من قبل الإمام على البيضاء يعبر فيها عن هروبه الذي يشبه المعجزة وكيف استطاع ذلك، ويوضح فيها حالة لصديقه.. يقول:
القردعي قال هزة نود الأفواج
وانا في الحيد متعلي على الأفجاج
قانص لذي يقطفين أغصان «الأوتاج»
وبندقي في يميني رسمها بو تاج
قد زينه صانعه له صوت رجّاج
وفي الجوازي تهزج لحنها هزاج
دعيت بالصوت جوبني أخو ناجي
إنه رفيقي كماني كنت له محتاج
ونا أحمدك يا الذي سهّلت مخراجي
من قصر فيه الحرس والبوب والصناج
من سبعة أبواب مافيّاتها شاجي
وميمهات القيود السود والحراج
والليل له أشواق، وطي حيد حجاجي
والقازحة والعكارين أصبحين ديباج
والقلب من داخله وقاد هجاجي
لو هو على حيد شامخ مهجه مهاج
ياذي تسرج سراجي ها انا ناجي
فك الطلب قبلما يسبر لك الحواج
ماسعدنا إلا نهار الحرب ضجاج
وفي المهاجي يهلج لحمها هلاج
منا وفينا يقع عطاف الاحناج
مايشرب الصافي إلا شارب الاخماج
قد كان هجّي مدني فوق الاهجاج
والآن شارد وقدني طارح الملباج
عليك ياذي تيسر كل محتاج
فك العمر يامودي غائب الحجاج
يالله بثورة قريبة يابا لافراج
ماعزنا إلا نهار الصوت رجاجي
وفي الحجايا يظلين فوقنا الهياج
بالصبر وغيري صبر قلبي وهو راجي
يتحمل الميل والعوجا قفا ماهاج
من ذل دولة يسويّ في الثاج
وتعجب الخصم ذي اتعود على الكرباج
قم يارسولي تزلم شد هياجي
من ذو دنا ذي بعدو سبرها هداج
إن مر وادي كأنه سيل عواجي
وإن شد له طوق مثل الرائج الفجاج
محمد انته قطيري وانت منهاجي
راجع لنا ذي ضميده كسرت لهجاج
وقل له القردعي مني وهو راجي
منكم وفيكم تداويني قفا الفداج
والقصة أطول من هذه .. إلا أن الذاكرة لم تسعفني لتكملتها وفيها نقرأ إشارات إلى نوع البنادق في ذلك الوقت، كما كانت تسمى، مثل ابو تاج، وأبو شمس، ويصور القردعي دقة تصويبه ويصف أيضاً فراره، وكأنه يرسم لوحة زيتية ينقش فيها الجبال الشامخات، كنقم والقازحة والعكارين والتضاريس الصعبة التي طواها في ذهابه إلى بيحان، صورها وكأنها ديباج رغم وعورتها.
وفي القصيدة يطلب أىضاً من صديقه العالم «محمد الشامي» أن يراجع هذا الطاغية في معاملته لشعب اليمن.
ونلاحظ في هذه القصيدة توارد خواطر بينها وبين قصائد لشعراء كبار مثل بشار بن برد والعباس بن مدراس السلمي، وعبدالشارق بن عبدالعزي - الشاعر الجاهلي - ولا اعتقد أن القردعي قد قرأ أشعارهم ولهذا أقول إنها حالة توارد خواطر فقط.
مقتل الإمام يحيى
اتفق اقطاب الحركة الوطنية بصورة سرية - بطبيعة الحال - لإنهاء الحكم الإمامي الكهنوتي.. فكانت مهمة القردعي مع رفاق آخرين هي إطلاق الرصاص على الإمام يحيى في «حزيز» وبالفعل نفذ القردعي مهمته التي اشتاق إليها طويلاً وكانت هي نهاية الطاغية.. ولكن الإمام أحمد بن يحيى، الذي كان مرابطاً في حجة، استنفر باسم الدين جموعاً غفيرة وأباح لهم صنعاء للسلب والنهب بعد أن يدخلوها، وقام الثوار بحراسة صنعاء والذود عنها إزاء ذلك الوضع كلف القردعي بمهمة أخرى وهي حماية جبل «نقم» وكان مع مائة من الفدائيين الذين استماتوا في حماية نقم وظل القردعي ومن معه أربعاً وعشرين يوماً يسيطرون على نقم، ويدافعون عنه، ولكن نتيجة لعدة مؤامرات سقطت صنعاء في يد الطاغية أحمد الذي اقتاد أبطال اليمن وعلماءها إلى الإعدام والسجون ولكن القردعي استطاع بقوته وشجاعته أن يفر ويشق له طريقاً وسط هذه الجموع التي استعطفها الإمام باسم الدين.. حتى وصل القردعي إلى خولان، حيث تصدت له بعض القبائل الذين عرفوه من آثار مخالب النمر على أنفسه وعينه، غير أنه لم يستسلم وظل يقاتلهم وحده حتى سقط صريعاً شهيداً ولسان حاله يقول:
وحنا عزمنا برايش
يالحيود السناد
ياجاريان امسك الجوده
وحسك مراد
مراد لول بلّول
منها الحيد ناد
بارق برق من على صنعاء
محل الجهاد
وامسوا يسقوا بسيله
في جميع البلاد
سيله معابر ورعده
من بنادق جداد
لاما حضرته فلانا
من نسل مسعد عباد
حكم الإمامة برى حالي
وسم الفؤاد
لابد مانبلغ المقصد ونيل المراد.


مــنقــول

المهاجرالطاهري
10-03-2009, 01:50 PM
ياعيل عيلوة تم العيل مجراني
ياصفوة الود ذي بالحد تحمونه
كلن يبا يجزع العوجا على الثاني
وانتم سوى تحت هج أعوج تجرونه.
والمحجر ابتاع للمعزي وللضاني
والسوق سارت بمجابية وقانونه


تسلم يمينك اخوي فارس المجالس
على نقل هذة اللمحة البسيطة عن الشيخ على ناصر القردعي والذي لة تاريخ عريق وادوار بطولية لايكفي لذكرها كتب ومجلدات
جهد تشكر علية اخو ي فارس المجالس

(( أبو صالح ))
10-03-2009, 03:40 PM
اشكرك اخي لهذا الطرح

وصلت هذه القصيدة إلى ابن نمران، فأرسل له ابن نمران صفيحة «تنكة» بها سمن وفي السمن وضع له مبرداً وخنجراً وهنا عرف القردعي استجابة ابن نمران له
نعم كان قد أرسل بهذه القصيدة وهو في داخل السجن
ولكن من قام بإحضار الجنابي له هو اخيه احمد ناصر القردعي
/
/
/

القردعي قال هزة نود الأفواج
وانا في الحيد متعلي على الأفجاج
قانص لذي يقطفين أغصان «الأوتاج»
وبندقي في يميني رسمها بو تاج
قد زينه صانعه له صوت رجّاج
وفي الجوازي تهزج لحنها هزاج
دعيت بالصوت جوبني أخو ناجي
إنه رفيقي كماني كنت له محتاج
ارجو الانتباه فقافية الصدر الأصليه تنتهي بــ حرفي الجيم والياء
وقافية العجز تنتهي كما ذكرتها انت

/
/
/

اتفق اقطاب الحركة الوطنية بصورة سرية - بطبيعة الحال - لإنهاء الحكم الإمامي الكهنوتي.. فكانت مهمة القردعي مع رفاق آخرين هي إطلاق الرصاص على الإمام يحيى في «حزيز» وبالفعل نفذ القردعي مهمته التي اشتاق إليها طويلاً وكانت هي نهاية الطاغية.. ولكن الإمام أحمد بن يحيى، الذي كان مرابطاً في حجة، استنفر باسم الدين جموعاً غفيرة وأباح لهم صنعاء للسلب والنهب بعد أن يدخلوها، وقام الثوار بحراسة صنعاء

نعم نعترف بشجاعتهم ومكانتهم
ولكن إن جئنا للحق
فجميعنا يعرف أنه
سواء الإمام او غيره او مِن مَن أطلق عليهم في حينها الثوار
كلهم سعوا لمصالحهم الشخصية

شخصيا من اشد المعجبين بشجاعة الشيخ علي ناصر القردعي
ولكنني لن اخدع نفسي واقول انه قام بكل ماقام به من اجل الشعب
لاهو ولاغيره .. فرفقا بعقولنا بالله : )
ولو أردنا الاستدلال بذلك لقلنا ان ماحدث بين رموز الحركة الوطنية وبين الامام في حينها
هو تضارب مصالح .. ألا ترون ان الحميقاني وكذلك القردعي كانوا اصلا من عمال الإمام
ولكن بعد ان راى الامام شعبيتهم التي انتشرت ... ضايقه ذلك وحدث الخلاف .
/
/
/
/

أخيرا وقد أكثر الناس من ذكر الثورة والثوار ولمّعوا الكثير من الاسماء
وجعلوا من كل حدث او مشاجرة حتى بين جارين ... سموها من أجل الثورة : )

نقول
هي الثورات هكذا

يخطط لها العباقره
ويصنعها الأبطال
ويعتلي قمتها بالنهاية الجبناء

((القلم الحر))
10-03-2009, 10:15 PM
ياذي الشوامخ ذي بديتي
ما شي على الشارد ملامة
قولي ليحيى بن محمد
بانلتقي يوم القيامة
شكرا لك فارس المجالس على الموضوع وبانتظار مساهمات اخرى
تحياتي

((القلم الحر))
10-03-2009, 10:26 PM
ياذا الشوامخ ذي بديتي
ما شي على الشارد ملامة
قولي ليحيى بن محمد
بانلتقي يوم القيامة
شكرا لك فارس المجالس على الموضوع وبانتظار مساهمات اخرى
تحياتي

AL_TAHERY
11-03-2009, 02:15 AM
أتحفتنا أخي الغالي فارس المجالس
في إنتظار مشاركاتك الآخرى ..
وفقك الله