المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انت في اليمن ،، فعليك أن تبتسم


جنوبي حر
10-08-2010, 11:08 PM
أن مايحدث اليوم في اليمن من متغيرات وحروب وضعف للسلطة وغياب النظام والقانون وعدم سيطرتة على الاوضاع الداخلية في البلد
هو ناتج عن جذب السلطة للنظام القبلي الهمجي والاعتماد على مشايخ القبائل في صناعة القرار ،،
وجدت قادات النظام والسلطة في اليمن أنفسهم في حاجة لحشد وتعبئة القوى الشعبية
من مختلف المناطق وكذا جذب واستمالة المشايخ الى صفهم مع افراد قبائلهم للدفاع عن البلد والقضاء على القوى المعادية التي تسعى الى تدمير البلاد وتجزأتها ،، لكن لم تكن في حسبان السلطة نتائج هذا الحشد ،
ونسيت انها عندما سعت الى جذب مشايخ القبائل في الاندماج في السلطة
لم تكن تدرك أنها بذلك أوقضت حلمهم المدفون الذي يسعوا من أجلة منذ عهود قديمة وهو الدخول في السلطة والسعي لصناعة القرار واعادته للنظام القبلي الذي يبنى على التحكيم والاعراف والعادات والتقاليد البدائية،
الشعب،الامة، الوطن، الدولة،الدستور،البرلمان،الحكومة، القانون، المؤسسات، الجيش ،جهاز الامن،التخطيط، التنمية- كلمات قلما تجدها في مذكرات المشايخ ،بينما تطغى مفردات مثل الشيخ، القبيلة،أبناء المشايخ،العرف، التحكيم القبلي،السلاح، النقود على كامل صفحات تلك المذكرات،
وهذا ينبيء لاشك عن مستوى وعي العقلية القبلية وحدود فهمها لطبيعة الدولة وبنائها وتركيبتها الدستورية والقانونية،
مجلس غير دستوري يتكون من زمرة محدودة من المشايخ الذين يشكلون القيادة الفعلية ويرون من حقهم تقرير الوضع السياسي في البلد وكيفية تقاسم وتوزيع ثرواته ،الدستور،البرلمان ،الحكومة،القوانين،كل هذا مجرد رداء ديكوري يخلع على السلطة القبلية كي تظهر في المظهر القانوي المناسب ،اما في حقيقة الامر فإن ادارة النظام تقوم على التدخل الشخصي من جانب زمرة المشائخ في كل القضايا الكبرى في البلد سياسية واقتصادية واجتماعية سواء كان لهم مناصب رسمية في جهاز الدولة وصفة دستورية تخول لهم ذلك التدخل او لم يكن ،،،
من هذه الصورة تتناسل بقية صور تسيير شؤن الدولة ،فعامل القوة هو العامل الرئيسي في توزيع ثروات البلاد وخيراتها ،وليس خطط وبرامج التنمية والاحتياجات السكانية.........الخ
فالقبيلة الاقوى هي التي يحضى مشائخها بالنصيب الاوفر من السلطة والنفوذ والثروات والمغانم ويتمتع ابناؤها بالمناصب العسكرية والامنية والمدنية تليها القبيلة الادنى فالادنى،،،
لقد فتحت ثورة سبتمبر 1962أمام مشايخ القبائل آفاق التطلع إلى المساهمه في صناعة القرار الساسي بعد أن كان ذلك بعيد المنال أبان العهد الملكي .ففي عهد الامام يحيى حميد الدين ثم في عهد نجله الامام أحمد لم يكن أمام المشايخ سوى السجون والمعتقلات وهدم البيوت والتشرد وجز الرقاب وحين قامت ثورة 1962كان الكثير من المشايخ إما في السجون أو هاربين من قبضة الامام أومتشردين في شتى البقاع.

ولكن بعد فترة من الزمن يعود ذاك السيناريو نفسه ولكن بصورة أقوى وأوسع،،
فقد كان المشايخ يتطلع الى مثل هذه الفرصة،
ولكن نتائجها أصبح يدفعة هذا الشعب الراضخ تحت رحمة النظام الفاسد والقوانين التي مجرد حبر على ورق من جهة ومجالس مشايخ القبائل ونظامها الهمجي من جهة أخرى ،،
واصبحت البلاد على كف ،،، لا أقول كف عفريت ،،، وأنما اقول اصحبت على كفوف ... بني الأحمر وبني الاصفر
تلعب بها كيفما تشأء،،
وميزدا من الهمجية وغياب الامن يوما بعد يوم
إلى أن تصبح البلاد تحت سيطرة صناع القرارفي اليمن السعيد من وجها القوم ومشايخ وأبنا مشايخ النظام القبلي الجديد،،
متى نجد شعبا واعيا لحقوقة حريصا على حريته مدافعا عن كرامته ،غير قابل لان يحكم بطريقة قبلية متخلفة او يخضع لمشائخ ورموز حكم قدموا من ادغال التاريخ غارقين في الانانية ينهبون أرضه ويقتسمون ثروتة،