المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فصة اسلام القسيس المشهور سابقاً،


ابوالطيب
01-12-2008, 07:50 PM
نبذة مختصرة عن الشيخ الداعية الأمريكي المعروف يوسف استيس


( القسيس المشهور سابقاً، وبيان قصة إسلامه )


قصة إسلامه:
هذه قصة إسلامه التي سمعتها أرويها لكم، وبالإمكان الرجوع إلى موقع الشيخ للحصول على الرواية المكتوبة في الموقع، وقد حرصت على ذكر أغلب ما سمعت منه دون الرجوع إلى ما هو مكتوب في موقعه على الشبكة.
يقول الشيخ: بدأت بالدراسة الكنسية أو اللاهوتية عندما اكتشفت أني لا أعلم كثيراً عن ديني النصراني، وبدأت أسأل أسئلة دون أن أجد أجوبة مناسبة لها، فدرست النصرانية حتى صرت قسيساً وداعياً من دعاة النصرانية وكذلك كان والدي، وكنا بالإضافة إلى ذلك نعمل بالتجارة في الأنظمة الموسيقية وبيعها للكنائس، وكنت أكره الإسلام والمسلمين حيث أن الصورة المشوهة التي وصلتني وارتسمت في ذهني عن المسلمين أنهم أناس وثنيون، لا يؤمنون بالله، ويعبدون صندوقاً أسوداً في الصحراء، وأنهم همجيون وإرهابيون يقتلون من يخالف معتقدهم.
لكن من خلال مدة شهرين تقريباً قضاها مسلم مصري مع أسرتنا وفي بيتنا اكتشفنا من وجوده، وطريقة حياته، ومعيشته ونظامه، ومن خلال مناقشتنا له؛ أموراً جديدة علينا لم نكن نعلمها عن المسلمين، وليست عندنا كنصارى.
ففي ذات يوم قال لي والدي: إنه سيأتي إلينا رجل من مصر قد نقيم معه تجارة في مجال الآلات الموسيقية.
ففرحت في نفسي وقلت: سوف نتوسع في تجارتنا، وتصبح تجارة دولية تمتد إلى أرض ذلك الضخم أعني ( أبا الهول )!
ثم قال لي والدي: لكنني أريد أن أخبرك أن هذا الرجل الذي سيأتينا مسلم، وهو رجل أعمال.
فقلت منزعجاً: مسلم!! لا.. لن أتقابل معه.
فقال والدي: لابد أن تقابله.
فقلت: لا.. أبداً.
وأصرّ والدي على رأيه بأن أقابل ذلك المصري المسلم، ثم تنازلت أنا عن إصراري لأني كنت أسكن مع والدي في منزله، وخشيت أن أسبب مشكلة فلا أستطيع البقاء عنده.
ومع ذلك لما حضر موعد اللقاء لبست قبعة عليها صليب، ولبست عقداً فيه صليب، وعلقت صليباً كبيراً في حزامي، وأمسكت بنسخة من الإنجيل في يدي، وحضرت إلى طاولة اللقاء بهذه الصورة، ثم تطرقنا في الحديث عن ديانته، وتهجمت على الإسلام والمسلمين حسب الصورة المشوهة التي كانت لدي، وكان هو هادئاً جداً، وامتص حماسي واندفاعي ببرودته، ثم دعاه والدي للإقامة عندنا في المنزل، وكان المنزل يحويني أنا وزوجتي ووالدي، ثم جاء هذا المصري واستضفنا كذلك قسيساً آخر لكنه يتبع المذهب الكاثوليكي، فصرنا نحن الخمسة أربعة من علماء ودعاة النصارى ومسلم مصري عامي، أنا ووالدي من المذهب البروتستانتي النصراني، والقسيس الآخر كاثوليكي المذهب، وزوجتي كانت من مذهب متعصب له جانب من الصهيونية، وللمعلومية والدي قرأ الإنجيل منذ صغره، وصار داعياً وقسيساً معترفاً به في الكنيسة، والقسيس الكاثوليكي له خبرة 12 عاماً في دعوته في القارتين الأمريكيتين، وزوجتي كانت تتبع مذهب البورنجين الذي له ميول صهيونية، وأنا نفسي درست الإنجيل والمذاهب النصرانية واخترت بعضاً منها أثناء حياتي، وانتهيت من حصولي على شهادة الدكتوراة في العلوم اللاهوتية النصرانية.
وكنا نحن النصارى في البيت يحمل كل منا نسخة مختلفة من الإنجيل، ونتناقش عن الاختلافات في العقيدة النصرانية، وفي الأناجيل المختلفة على مائدة مستديرة، والمسلم يجلس معنا، ويتعجب من اختلاف أناجيلنا، فقد كان مع والدي في تلك الفترة نسخة الملك جيمس، وكانت معي نسخة الريفارز إيديشن ( المُراجع والمكتوب من جديد ) التي تقول: إن في نسخة الملك جيمس الكثير من الأغلاط والطوام الكبيرة!! حيث أن النصارى لما رأوا كثرة الأخطاء في نسخة الملك جيمس اضطروا إلى كتابته من جديد، وتصحيح ما رأوه من أغلاط كبيرة، والإنجيل الثالث مع زوجتي هو نسخة القسيس المعاصر جيمي سواقرت، والمضحك أن جيمي سواقرت هذا عندما ناظره الشيخ المسلم أحمد ديدات أمام الناس قال: إنا لست عالماً بالإنجيل!! - فكيف يكتب رجل إنجيلاً كاملاً بنفسه وهو ليس عالماً بالإنجيل، ويدعي أنه من عند الله؟!! -، أما القسيس الكاثوليكي فكانت لديه نسخة أخرى لمذهبه فيها 73 سفراً - والإنجيل في مذهبنا فيه 66 سفراً -، وكل الأناجيل مختلفة وفي داخلها اختلافات كثيرة.
قال الشيخ: فسألنا المسلم المصري وكان اسمه ( محمد ): كم نسخة مختلفة من القرآن عندكم؟
فقال: ليس لدينا إلا نسخة واحدة، والقرآن موجود كما أنزل بلغته العربية منذ أكثر من 1400 سنة!، فكان هذا الجواب كالصاعقة لنا!
من جانب آخر كان القسيس الكاثوليكي لديه ردة فعل من كنيسته، واعتراضات وتناقضات مع عقيدته ومذهبه الكاثوليكي، فمع أنه كان يدعو لهذا الدين والمذهب مدة 12 سنة لكنه لم يكن يعتقد جازماً أنه عقيدة صحيحة، ويخالف في أمور العقيدة المهمة.
ووالدي كان يعتقد أن هذا الإنجيل كتبه الناس وليس وحياً من عند الله، ولكنهم كتبوه وظنوه وحياً.
وزوجتي تعتقد أن في إنجيلها أخطاء كثيرة، لكنها كانت ترى أن الأصل فيه أنه من عند الرب!
أما أنا فكانت هناك أمور في الإنجيل لم أصدقها لأني كنت أرى التناقضات الكثيرة فيه، فمن تلك الأمور أني كنت أسأل نفسي وغيري: كيف يكون الرب واحداً وثلاثة في نفس الوقت!، وقد سألت القسس المشهورين عالمياً عن ذلك وأجابوني بأجوبة سخيفة جداً لا يمكن للعاقل أن يصدقها، وقلت لهم: كيف يمكنني أن أكون داعية للنصرانية وأعلّم الناس أن الرب شخص واحد وثلاثة أشخاص في نفس الوقت، وأنا غير مقتنع بذلك فكيف أقنع غيري به.
بعضهم قال لي: لا تبيّن هذا الأمر ولا توضحه، قل للناس: هذا أمر غامض ويجب الإيمان به، وبعضهم قال لي: يمكنك أن توضحه بأنه مثل التفاحة تحتوي على قشرة من الخارج ولب من الداخل وكذلك النوى في داخلها، فقلت لهم: لا يمكن أن يضرب هذا مثلاً للرب، التفاحة فيها أكثر من حبة نوى فستتعدد الآلهة بذلك، ويمكن أن يكون فيها دود فتتعدد الآلهة، وقد تكون نتنة وأنا لا أريد رباً نتناً.
وبعضهم قال: مثل البيضة فيها قشر وصفار وبياض، فقلت: لا يصح أن يكون هذا مثلاً للرب فالبيضة قد يكون فها أكثر من صفار فتتعدد الآلهة، وقد تكون نتنة وأنا لا أريد أن أعبد رباً نتناً.
وبعضهم قال: مثل رجل وامرأة وابن لهما، فقلت له: قد تحمل المرأة وتتعدد الآلهة، وقد يحصل طلاق فتتفرق الآلهة، وقد يموت أحدها وأنا لا أريد رباً هكذا.
وأنا منذ أن كنت نصرانياً وقسيساً وداعية للنصرانية لم أستطع أن اقتنع بمسألة التثليث، ولم أجد من يمكنه إقناع الإنسان العاقل بها.
وعلى العموم لما كنا نجلس في بيتنا نحن النصارى الأربعة المتدينين مع المسلم المصري (محمد) ونناقش مسائل الاعتقاد حرصنا أن ندعو هذا المسلم إلى النصرانية بعدة طرق؛ فكان جوابه محدداً بقوله: أنا مستعد أن أتبع دينكم إذا كان عندكم في دينكم شيء أفضل من الذي عندي في ديني.
قلنا: بالطبع يوجد عندنا.
فقال المسلم: أنا مستعد إذا أثبتم لي ذلك بالبرهان والدليل.
فقلت له: الدين عندنا لم يرتبط بالبرهان والاستدلال والعقلانية، إنه عندنا شيء مسلّم، وهو مجرد اعتقاد محض! فكيف نثبته لك بالبرهان والدليل؟!.
فقال المسلم: لكن الإسلام دين عقيدة وبرهان، ودليل وعقل ووحي من السماء.
فقلت له: إذا كان عندكم الاعتماد على جانب البرهان والاستدلال فإني أحب أن أستفيد منك، وأن أتعلم منك هذا وأعرفه.
ثم لما تطرقنا لمسألة التثليث، وكل منا قرأ ما في نسخته، ولم نجد شيئاً واضحاً؛ سألنا الأخ (محمد): ما هو اعتقادكم في الرب في الإسلام.
فقال: ( قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد )، تلاها بالعربية ثم ترجم لنا معانيها، وكأن صوته حين تلاها بالعربية دخل في قلبي حينها، وكأن صوته لا زال يرن صداه في أذني، ولا أزال أتذكره، أما معناها فلا يوجد أوضح ولا أفضل ولا أقوى ولا أوجز ولا أشمل منه إطلاقاً، فكان هذا الأمر مثل المفاجأة القوية لنا، مع ما كنا نعيش فيه من ضلالات وتناقضات في هذا الشأن وغيره.
ثم طلب القسيس الكاثولكي من الأخ ( محمد ) أن يصطحبه معه ليرى صلاة المسلمين في المسجد، فأخذه معه وذهب به مرتين إلى أحد المراكز الإسلامية فرأى وضوء المسلمين وصلاتهم، وبقي ينظر إليهم ثم عادا إلى المنزل.
وتوجهنا بسؤالنا للقسيس الكاثوليكي: أي أنواع الموسيقى بستخدمونها أثناء الصلاة؟
فقال: ولا واحدة.
فقلنا متعجبين: يعبدون ربهم ويصلون بدون موسيقى؟!
فقال القسيس الكاثوليكي: نعم، وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأعلن إسلامه.
فقلت له: لماذا أسلمت.. ءأنت متيقن مما تفعله؟
قلت له ذلك وأنا في نفسي أتحرق وأتمنى أني أسلمت قبله حتى لا يسبقني لما هو أفضل، ثم أسلم والدي.. وصعدت أنا وزوجتي إلى الأعلى، فقالت لي: أظن أني لن أستمر بعلاقتي معك طويلاً.
فقلت لها: لماذا؟ هل تظنين أني سأسلم؟
قالت: لا، بل لأني أنا التي سوف تسلم!
فقلت لها: وأنا أيضاً في الحقيقة أريد أن أسلم.
قال: فخرجت من باب البيت، وخررت على الأرض ساجداً تجاه القبلة وقلت: يا رب.. اهدني، وشعرت مباشرة بانشراح صدري للإسلام، ثم دخلت البيت، وأعلنت إسلامي.
يقول الشيخ: فأرى أن إسلامنا جميعاً كان بفضل الله ثم بالقدوة الحسنة في ذلك المسلم الذي كان حسن الدعوة، وكان قبل ذلك حسن التعامل، وكما يقال عندنا: لا تقل لي.. ولكن أرني )).
كان إسلام الشيخ يوسف وأسرته عام 1991م، وتوفي والده في شهر ذي القعدة عام 1422هـ - رحمه الله -، وكنت أرى الشيخ يوسف مع كبر سنه يحضر أباه الرجل الطاعن في السن المُقعد على الكرسي المتحرك إلى الصلاة، ويضعه في الصف ليحضر صلاة الجماعة ( مشهد مؤثر جداً مع كونهما قسيسين سابقين).
وذكر لي أحد الإخوة في أمريكا أن امرأة مسلمة قالت له مرة لما كان قسيساً: " لماذا أنتم النصارى تخطئون وتقولون أن عيسى - عليه السلام - قد صلب أو قتل؟!، بل الصحيح أنه لم يقتل ولم يصلب، وإنما الله رفعه إليه "، فبقي كلامها في نفسه، ووجد اختلافاً عندهم وتضارباً في الآراء حول هذه المسألة، ثم طرح هذه المسألة في اجتماع القسس فثار الجدل واللغط، وغضب كبير القساوسة لإثارة هذه المسألة، واتهمه بإيقاع الفتنة، وطرده من المجلس.
مع اجمل وارق تحياتي
منقول/ابوالطيب

يتبع قصة اسلام اخرى

ابوالطيب
01-12-2008, 08:34 PM
قصة إسلام ( غريبة جدا )
عبد العزيز أحمد سرحان

قد تكون هذه القصة غريبة على من لم يلتقي بصاحبها شخصيًّا ويسمع ما قاله بأذنييه ويراه بأم عينيه فهي قصة خيالية النسج، واقعية الأحداث، تجسدت أمام ناظري بكلمات صاحبها وهو يقبع أمامي قاصًّا عليّ ما حدث له شخصياً ولمعرفة المزيد بل ولمعرفة كل الأحداث المشوقة. دعوني اصطحبكم لنتجه سويا إلى جوها نسبرغ مدينة مناجم الذهب الغنية بدولة جنوب أفريقيا حيث كنت أعمل مديرًا لمكتب رابطة العالم الإسلامي هناك.
كان ذلك في عام 1996 وكنا في فصل الشتاء الذي حل علينا قارساً في تلك البلاد، وذات يوم كانت السماء فيه ملبدة بالغيوم وتنذر بهبوب عاصفة شتوية عارمة، وبينما كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعداً لمقابلته كانت زوجتي في المنزل تعد طعام الغداء، حيث سيحل ذلك الشخص ضيفاً كريماً عليّ بالمنزل.
كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب أفريقي السابق الرئيس نلسون مانديلا، شخصية كانت تهتم بالنصرانية وتروج وتدعو لها.. إنها شخصية القسيس (سيلي). لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة عبد الخالق متير حيث أخبرني أن قسيساً يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر هام. وفي الموعد المحدد حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكماً وأصبح عضواً في رابطة الملاكمة بعد أن من الله عليه بالإسلام بعد جولة قام بها الملاكم المسلم محمد علي كلاي. وقابلت الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما سعادة. كان سيلي قصير القامة، شديد سواد البشرة، دائم الابتسام. جلس أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف. فقلت له: أخي سيلي، هل من الممكن أن نستمع لقصة اعتناقك للإسلام؟ ابتسم سيلي وقال: نعم بكل تأكيد. وأنصتوا إليه أيها الإخوة الكرام وركزوا لما قاله لي، ثم احكموا بأنفسكم.
قال سيلي: كنت قسيساً نشطًا للغاية، أخدم الكنيسة بكل جد واجتهاد ولا أكتفي بذلك بل كنت من كبار المنصرين في جنوب أفريقيا، ولنشاطي الكبير اختارني الفاتيكان لكي أقوم بالنتصير بدعم منه فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان لهذا الغرض، وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي. فكنت أقوم بزيارات متوالية ومتعددة، للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات، وكنت أدفع من تلك الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا، لكي أصل إلى مبتغاي وأدخل الناس في دين النصرانية.. فكانت الكنيسة تغدق علي فأصبحت غنياً فلي منزل وسيارة وراتب جيد، ومكانة مرموقة بين القساوسة. وفي يوم من الأيام ذهبت لأشتري بعض الهدايا من المركز التجاري ببلدتي وهناك كانت المفاجأة!!
ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية (قلنسوة) وكان تاجرًا يبيع الهدايا، وكنت ألبس ملابس القسيسن الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها على غيرنا، وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا. وعرفت أن الرجل مسلم ـ ونحن نطلق على دين الإسلام في جنوب أفريقيا: دين الهنود، ولا نقول دين الإسلام ـ وبعد أن اشتريت ما أريد من هدايا بل قل من فخاخ نوقع بها السذج من الناس، وكذلك أصحاب الخواء الديني والروحي كما كنا نستغل حالات الفقر عند كثير من المسلمين، والجنوب أفريقيين لنخدعهم بالدين المسيحي وننصرهم..
- فإذا بالتاجر المسلم يسألني: أنت قسيس.. أليس كذلك؟
فقلت له: - نعم
فسألني من هو إلهك؟
فقلت له: - المسيح هو الإله
فقال لي: - إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في (الإنجيل) تقول على لسان المسيح - عليه السلام - شخصيا أنه قال: (أنا الله، أو أنا ابن الله) فاعبدوني.
فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة، ولم أستطع أن أجيبه وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد!! فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله. وأسقط في يدي وأحرجني الرجل، وأصابني الغم وضاق صدري. كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات؟ وتركت الرجل وهمت على وجهي، فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلاً بدون اتجاه معين.. ثم صممت على البحث عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر، ولكنني عجزت وهزمت.! فذهبت للمجلس الكنسي وطلبت أن أجتمع بأعضائه، فوافقوا. وفي الاجتماع أخبرتهم بما سمعت فإذا بالجميع يهاجمونني ويقولون لي: خدعك الهندي.. إنه يريد أن يضلك بدين الهنود. فقلت لهم: إذًا أجيبوني!!.. وردوا على تساؤله. فلم يجب أحد.!
وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة، ووقفت أمام الناس لأتحدث، فلم أستطع وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم. فانسحبت لداخل الكنيسة وطلبت من صديق لي أن يحل محلي، وأخبرته بأنني منهك.. وفي الحقيقة كنت منهارًا، ومحطمًا نفسيًّا.
وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير، ثم توجهت لمكان صغير في منزلي وجلست أنتحب فيه، ثم رفعت بصري إلى السماء، وأخذت أدعو، ولكن أدعو من؟.. لقد توجهت إلى من اعتقدت بأنه هو الله الخالق.. وقلت في دعائي: (ربي.. خالقي. لقد أُقفلتْ الأبواب في وجهي غير بابك، فلا تحرمني من معرفة الحق، أين الحق وأين الحقيقة؟ يارب! يارب لا تتركني في حيرتي، وألهمني الصواب ودلني على الحقيقة). ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي، إذا بي أرى في المنام في قاعة كبيرة جدا، ليس فيها أحد غيري.. وفي صدر القاعة ظهر رجل، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق.. ولكني أيقنت بأنه رجل منير.. فأخذ الرجل يشير إلي وينادي: يا إبراهيم! فنظرت حولي، فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم؟ فلم أجد أحدًا معي في القاعة.. فقال لي الرجل: أنت إبراهيم.. اسمك إبراهيم.. ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة.. قلت: نعم.. قال: انظر إلى يمينك.. فنظرت إلى يميني، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها، وتلبس ثيابا بيضاء، وعمائم بيضاء. وتابع الرجل قوله: اتبع هؤلاء. لتعرف الحقيقة!! واستيقظت من النوم، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني، ولكني كنت لست مرتاحاً عندما أخذت أتساءل.. أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي؟
وصممت على مواصلة المشوار، مشوار البحث عن الحقيقة، كما وصفها لي من جاء ليدلني عليها في منامي. وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله - سبحانه وتعالى-.. فأخذت أجازة من عملي، ثم بدأت رحلة بحث طويلة، أجبرتني على الطواف في عدة مدن أبحث وأسأل عن رجال يلبسون ثياباً بيضاء، ويتعممون عمائم بيضاء أيضًا.. وطال بحثي وتجوالي، وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال ويضعون على رؤوسهم الكوفيات فقط. ووصل بي تجوالي إلى مدينة جوهانسبرغ، حتى أنني أتيت إلى مكتب استقبال لجنة مسلمي أفريقيا، في هذا المبنى، وسألت موظف الاستقبال عن هذه الجماعة، فظن أنني شحاذًا، ومد يده ببعض النقود فقلت له: ليس هذا أسألك. أليس لكم مكان للعبادة قريب من هنا؟ فدلني على مسجد قريب.. فتوجهت نحوه.. فإذا بمفاجأة كانت في انتظاري فقد كان على باب المسجد رجل يلبس ثياباً بيضاء ويضع على رأسه عمامة. ففرحت، فهو من نفس النوعية التي رأيتها في منامي.. فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد بما أرى! فإذا بالرجل يبادرني قائلاً، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة: مرحبًا إبراهيم!!! فتعجبت وصعقت بما سمعت!! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي. فتابع الرجل قائلاً: - لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا، وتريد أن تعرف الحقيقة. والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده الإسلام. فقلت له: - نعم، أنا أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني الرجل المنير الذي رأيته في منامي لأن أتبع جماعة تلبس مثل ما تلبس.. فهل يمكنك أن تقول لي، من ذلك الذي رأيت في منامي؟ فقال الرجل: - ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق، رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!! ولم أصدق ما حدث لي، ولكنني انطلقت نحو الرجل أعانقه، وأقول له: - أحقًّا كان ذلك رسولكم ونبيكم، أتاني ليدلني على دين الحق؟ قال الرجل: - أجل. ثم أخذ الرجل يرحب بي، ويهنئني بأن هداني الله لمعرفة الحقيقة.. ثم جاء وقت صلاة الظهر. فأجلسني الرجل في آخر المسجد، وذهب ليصلي مع بقية الناس، وشاهدت المسلمين ـ وكثير منهم كان يلبس مثل الرجل ـ شاهدتهم وهم يركعون ويسجدون لله، فقلت في نفسي: (والله إنه الدين الحق، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون جباههم على الأرض سجّدا لله). وبعد الصلاة ارتاحت نفسي واطمأنت لما رأيت وسمعت، وقلت في نفسي: (والله لقد دلني الله - سبحانه وتعالى- على الدين الحق) وناداني الرجل المسلم لأعلن إسلامي، ونطقت بالشهادتين، وأخذت أبكي بكاءً عظيمًا فرحًا بما منَّ الله عليَّ من هداية.
ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت طويلاً، فقد كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضًا، يدعون الناس للإسلام، وفرحت بصحبتي لهم، وتعلمت منهم الصلاة والصيام وقيام الليل والدعاء والصدق والأمانة، وتعلمت منهم بأن المسلمين أمة وضع الله عليها مسئولية تبليغ دين الله، وتعلمت كيف أكون مسلمًا داعية إلى الله، وتعلمت منهم الحكمة في الدعوة إلى الله، وتعلمت منهم الصبر والحلم والتضحية والبساطة.

وبعد عدة شهور عدت لمدينتي، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني، وعندما شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي، أنكروا عليَّ ذلك، وطلب مني المجلس الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلاً. وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني لتركي دين آبائي وعشيرتي، وقالوا لي: - لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك!! فقلت لهم: - لم يخدعني ولم يضلني أحد.. فقد جاءني رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - في منامي ليدلني على الحقيقة، وعلى الدين الحق. إنَّه الإسلام.. وليس دين الهنود كما تدعونه.. وإنني أدعوكم للحق وللإسلام. فبهتوا!! ثم جاءوني من باب آخر، مستخدمين أساليب الإغراء بالمال والسلطة والمنصب، فقالوا لي: - إن الفاتيكان طلب لتقيم عندهم ستة أشهر، في انتداب مدفوع القيمة مقدمًا، مع شراء منزل جديد وسيارة جديدة لك، ومبلغ من المال لتحسين معيشتك، وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة! فرفضت كل ذلك، وقلت لهم: - أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني.. والله لن أفعل ذلك، ولو قطعت إربًا!! ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام، فأسلم اثنان من القسس، والحمد لله... فلما رأوا إصراري، سحبوا كل رتبي ومناصبي، ففرحت بذلك، بل كنت أريد أن أبتدرهم بذلك، ثم قمت وأرجعت لهم مالدي من أموال وعهدة، وتركتهم.. انتهى)))
قصة إسلام إبراهيم سيلي، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور عبد الخالق ميتر سكرتير مكتب الرابطة بجنوب أفريقيا، وكذلك بحضور شخصين آخرين.. وأصبح القس سيلي الداعية إبراهيم سيلي.. المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب أفريقيا. ودعوت القس إبراهيم. آسف!! الداعية إبراهيم سيلي لتناول طعام الغداء بمنزلي وقمت بما ألزمني به ديني فأكرمته غاية الإكرام، ثمّ َودعني إبراهيم سيلي، فقد غادرت بعد تلك المقابلة إلى مكة المكرمة، في رحلة عمل، حيث كنا على وشك الإعداد لدورة العلوم الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون.
ثم عدت لجنوب أفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون. وبينما كنت في المكتب المعد لنا في معهد الأرقم، إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ، فعرفته، وسلمت عليه.. وسألته: - ماذا تفعل هنا يا إبراهيم!؟ قال لي: - إنني أجوب مناطق جنوب أفريقيا، أدعو إلى الله، وأنقذ أبناء جلدتي من النار وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام. وبعد أن قص علينا إبراهيم كيف أصبح همه الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرا نحو آفاق رحبة.. إلى ميادين الدعوة والتضحية في سبيل الله.. ولقد شاهدته وقد تغير وجهه، واخلولقت ملابسه، تعجبت منه فهو حتى لم يطلب مساعدة! ولم يمد يده يريد دعما!... وأحسست بأن دمعة سقطت على خدي.. لتوقظ فيَّ إحساسًا غريبًا.. هذا الإحساس وذلك الشعور كأنهما يخاطباني قائلين: أنتم أناس تلعبون بالدعوة.. ألا تشاهدون هؤلاء المجاهدين في سبيل الله!؟
نعم إخواني لقد تقاعسنا، وتثاقلنا إلى الأرض، وغرتنا الحياة الدنيا.. وأمثال الداعية إبراهيم سيلي، والداعية الأسباني أحمد سعيد يضحون ويجاهدون ويكافحون من أجل تبليغ هذا الدين!!!! فيارب رحماك!!!
تحياتي ومودتي
منقول/ابوالطيب

يتع قصة اسلام اخرى

الشيخ
21-02-2009, 11:08 PM
قصه غريبه فعلا
يعطيك العافيه ابوالطيب على النقل

الطاهري
21-02-2009, 11:51 PM
يعطيك الف عافيه
ونقول الحمدلله انا مسلمين

مستشـ الحب ـار
22-02-2009, 03:46 AM
يعطيك العافيه على الموضوع الرائع

ابوالطيب
22-02-2009, 12:02 PM
هذه هي المشكله
نحن ورثنا الاسلام ومهملينه
لاكن الذين يسلموا يسلموا عن قناعه ورغبة في الاسلام ويتمسكون به ويدافعون عنه
اكثرمنا حتى ان كثير من الذين اسلموا قالوا الحمد لله الذي اسلمنا قبل ان نعرف المسلمين
حيث انهم اصبحوا هم الدعاه الى الاسلام اما نحن اصبحنى عبى على الاسلام لان نحن
شوهنا صورة الاسلام بافعالنا واعمالنا التي لايرتضيها الاسلام
تحياتي ابوالطيب

ابوظافره الفقير
09-08-2009, 12:05 AM
@};-@};-@};-شكـــــــــــ على الموضوع الرائع ــــــــراً تقــــــ مروري ــــــــــبل @};-@};-@};-