المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع ابوفراس الحمداني


ابوالطيب
22-11-2008, 02:16 PM
أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِـــــــــبُ.... و إنْ جمعتنا في الأصولِ المناسبُ
فأقْصَاهُمُ أقْصَاهُمُ مِنْ مَسَاءــــتي.... وَأقْرَبُهُمْ مِمّا كَرِهْتُ الأقَــــــــــارِبُ
غَرِيبٌ وَأهْلي حَيْثُ مَا كانَ ناظِري.... وَحِيدٌ وَحَوْلي مِن رِجالي عَصَــائِبُ
نسيبكَ منْ ناسبتَ بالودِّ قلـــــــــبهُ.... وجاركَ منْ صافيتهُ لا المصــــاقبُ
و أعظمُ أعداءِ الرجالِ ثقاتــــــها ....و أهونُ منْ عاديتهُ منْ تحـــــــاربُ
وَشَرّ عَدُوّيْكَ الّذي لا تُحَـــــــارِبُ،.... و خيرُ خليليكَ الذي لا تناســـــــــبُ
لقد زدتُ بالأيامِ والناسِ خـــــــبرة....ً و جربتُ حتى هذبتني التجـــــــاربُ
وَما الذّنبُ إلاّ العَجزُ يَرْكبُهُ الفَتـى.... و ما ذنبهُ إنْ طارتهُ المطـــــــــالبُ
وَمَن كان غَيرَ السّيف كافِلُ رِزْقِهِ.... فللذلِ منهُ لا محالة َ جانـــــــــــــبُ
وَمَا أُنْسُ دارٍ لَيْسَ فِيهَا مُؤاـــنِسٌ.... و ما قربُ قومٍ ليسَ فيهمْ مقــــاربُ

ابوالطيب
23-11-2008, 09:20 AM
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ.... أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
نعم أنا مشتاقٌ وعنديَ لـــــــوعة.... ٌ ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ ســــرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى.... وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِـــي.... إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونــهُ.... إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننـــا.... وأحسنَ منْ بعضِ الوفاءِ لكِ العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائــــــفٌ.... لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشــــرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة.... ًهوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عــذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لــي.... لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقــرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ لأننــي.... أرى أنَّ داراً لستِ من أهلها قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ.... وإيايَ لولا حبكِ الماءُ والخمـــرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكـنْ.... فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُــــفرُ
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مـــذلة.... لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغــدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّهــا،.... فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهـرُ
تسائلني: منْ أنتَ وهي عليـمة.... وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكـــرُ
فقلتُ كما شاءتْ وشاءَ لها الهوى.... قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كـــــــُثرُ
فقلتُ لها: لو شئتِ لمْ تتعــــنتي.... وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُــبرُ
فقالتْ لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا.... فقلتُ معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الـدهرُ،
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسـلَكٌ.... إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَـــة.... إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَــجْرُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي لعاشـقٍ.... وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِـــــــفْرُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحـــة.... إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْــــرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِهــا.... لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَـــــبْيَة.... على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعــــرُ
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كـــــــأنما.... تنادي طلا بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ إنــهُ.... ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ
ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ.... إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كــــــــــتيبة.... معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصـــــــرُ
و إني لنزالٌ بكلِّ مخــــــــوفة.... كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشــــــزرُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا.... وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة.... وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة.... طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ
و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ.... هزيماً وردتني البراقعُ والخــــمرُ
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا.... فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعـــــرُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ.... و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ
ولاراحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى.... و لا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقـــر
وما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ.... إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفــْرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ لــدى....الوغى ولا فرسي مهرٌ ولا ربهُ غمرُ
ولكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء....فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحـــــــــرُ
وقالَ أصيحابي الفرارُ أوالردى.... فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مـــــُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُنـــــي.... وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ
يقولونَ لي بعتَ السلامة بالردى.... فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُســــْرُ
و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة.... إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّــرّ
هُوَالمَوْتُ، فاختَر ما عَلالك ذِكْرُه.... فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكــــرُ
و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلــة ٍ.... كما ردها ، يوماً بسوءتهِ عمــرو
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنمــــا.... عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمــــــــرُ
و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ.... وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّـــدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُـــــمْ.... وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه.... و تلكَ القنا والبيضُ والضمرُالشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّــــــتٌ.... وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمـــرُ
ولوْسدَّ غيري ما سددتُ اكتفوابهِ.... وما كانَ يغلو التبرُ لو نفقَ الصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ لا تَوَسُّطَ عِنْدَنــــــا.... لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَـا.... و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
أعزُّبني الدنيا وأعلى ذوي العلا.... وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْـــرُ

والاجمل عندما تشدو بها سيدة الغناء العربي ام كلثوم

المهاجرالطاهري
23-11-2008, 09:22 AM
مبدع ابو الطيب في شعرك ونثرك
يعطيك العافيةtnnnsk

ابوالطيب
23-11-2008, 09:29 AM
ابوفراس الحمداني
ما كنت مذ كنت إلا طوع خلاني ... ليست مؤاخذة الإخوان من شانـــي
يجني الخليل فاستحلي جنايتـــه ... حتى أدل على عفوي وإحسانــــــي
إذا خليلي لم تكثر إساءتـــــــــه ... فأين موقع إحساني وغفرانـــــــــي
يجني علي وأحنو صافحاً أبـــداً ... لا شيء أحسن من حان على جانـي

ابيات تكتب بما الذهب

ابوالطيب
23-11-2008, 10:13 AM
أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى.... وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى
أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌ بالزّمـــانِ.... يروحُ ويغدو قصيرَ الخطا
فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَـــــامُ.... إليهِ سريعٌ ، قريبُ المدى
يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْ مَضَــى.... و يأمنُ شيئاً كأنْ قد أتــى
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُــورِ.... تيقنتَ أنكَ منهمْ غـــــــــدا
و أنَّ العزيزَ ، بها والذليلَ.... سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِــــــلَى
غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَا مُؤـــنِسٌ.... وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى
فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلــــهِ.... وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَــى
فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُ.... و إنْ كانَ شراً فشراً يــرى

ابوالطيب
23-11-2008, 10:17 AM
ابوفراس الحمداني
ألا إنّمَا الدّنْيَا إلا مَطِيّة ُ رَاكِـــــــــبٍ..... عَلا رَاكِبُوها ظَهْرَ أعوَجَ أحدَبَا
شموسٌ متى أعطتكَ طوعاً زمامها..... فكُنْ للأذى مِنْ عَقّهَا مُتَرَقِّــــبَا

ابوالطيب
23-11-2008, 11:02 AM
ابوفراس
أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكـــــــَابَا.... و نارُ ضلوعهِ إلا التهابــــا
و منْ حقِّ الطلولِ علـــيَّ ألا.... أُغِبَّ مِنَ الدّموعِ لهَا سَحابَـا
وَمَا قَصّرْتُ في تَسْآلِ رَبْـــعٍ.... و لكني سألتُ فما أجابــــــا
رأيتُ الشيبَ لاحَ فقلتُ أهلاً.... وودعتُ الغواية َ والشبابـــا
وَمَا إنْ شِبتُ من كِبَرٍ، وَلكِنْ.... رأيتُ منَ الأحبة ِ ما أشابـــا
بعثنَ منَ الهمومِ إليَّ ركبــاً.... و صيرنَ الصدودَ لها ركابــا
ألَمْ تَرَنَا أعَزَّ النّاسِ جَـــاراً.... و أمنعهمْ ؛ وأمرعهمْ جنابـــا
لَنَا الجَبَلُ المُطِلُّ على نِزَار....ٍ حَلَلْنَا النّجْدَ مِنهُ وَالهِضَابَـــا
تفضلنا الأنامُ ولا نحاشـــى.... و نوصفُ بالجميلِ ولانحابى
و قد علمتْ ربيعة ُبلْ نزارٌ.... بِأنّا الرأسُ والناسَ الذُّنابــى
فلما أنْ طغتْ سفهاءُ" كعبٍ.... فَتَحْنَا بَينَنا لِلْحَرْبِ بَابـــــــا
مَنَحْنَاها الحَرَائِبَ غَيرَ أنّا.... إذا جَارَتْ مَنَحْنَاها الحِرَابَــــا
و لما ثارَ سيفُ الدينِ ثرنا.... كَمَا هَيّجْتَ آسَاداً غِضَابَــــــا
أسِنّتُهُ، إذا لاقَى طِعَانـــــاً،.... صوارمهُ ، إذا لاقى ضرابـــا
دعانا - والأسنة ُمشرعاتٌ.... فكنا، عندَ دعوتهِ ، الجوابــــا
صَنَائِعُ فَاقَ صَانِعُهَا فَفَاقَتْ.... وَغَرْسٌ طابَ غَارِسُهُ، فَطَابَـا
و كنا كالسهامِ إذا أصابتْ.... مراميها فراميها أصابــــــــا
و نكبنَ الصبيرة َ و القبابا"
و جاوزنَ البدية َصادياتٍ.... يلاحظنَ السرابَ ؛ ولا سرابا
عبرنَ بماسحٍ والليلُ طفلٌ.... وَجِئْنَ إلى سَلَمْيَة َ حِينَ شَابَـا
فما شعروا بها إلا ثباتـــا ....دوينَ الشدِّ نصطخبُ اصطخابا
بهِ الأرواحُ تنتهبُ انتهابا
تنادوا فانبرتْ منْ كلٍِّ فـــجٍ.... سوابقُ ينتجبنَ لنا انتجابـا
وَقادَ نَدي بنُ جَعْفَرَ من عُقيلٍ....شعوباً ، قدْ أسلنَ بهِ الشعابا
فما كانوا لنا إلا أســـــــارى.... و ما كانت لنا إلا نهابـــــا
كأنَّ " ندي بنَ جعفرِقادَ منهمْ.... هدايا لمْ يرغْ عنها ثوابـــا
وَشَدّوا رَأيَهُمْ بِبَني قُرَيْــــــعٍ.... فخابوا - لا أبا لهمُ -وخابا
و لما اشتدتِ الهيجاءُ كنــــا....أشَدَّ مَخَالِباً، وَأحَدَّ نَابَــــــــا
و أمنعَ جانباً ؛ وأعزَّ جــاراً....و أوفى ذمة ً ؛ وأقلَّ عابـــا
سقينا بالرماحِ بني قشيــــرٍ.... ببطنِ الغنثرِ السمَّ المذابا
و سقناهمْ إلى الحيرانِ سوقاً.... كما نستاقُ آبالاً صعابـــــا
و نكبنا " الفرقلسَ " لمْ نردهً.... كَأنّ بِنَا عَنِ المَاءِ اجْتِنَابَا
وَمِلْنَ عَنِ الغُوَيْرِ وَسِرْنَ حتى.... وردنَ عيونَ تدمرَوالحبابا
و أمطرنَ " الجباة َ بمرجحنَّ.... وَلَكِنْ بِالطِّعَانِ المُرِّ صَابَا
وَجُزْنَ الصَّحصَحانَ يخدِنَ وَخداً.... و يجتبنَ الفلاة َبنا اجتيابا
قرينا " بالسماوة ِ من عقيلٍ.... سِبَاعَ الأَرْضِ وَالطّيرَالسِّغَابَا
و بالصباحِ و الصباحُ عبدٌ.... قتلنا ، منْ لبابهمُ اللبابـــــــا
تركنا في بيوتِ بني المهنا.... نوادبَ ينتحبنَ بها انتحابــــا
شَفَتْ فِيهَا بَنُو بَكْرٍ حُقــُوداً ....و غادرتِ الضبابَ بها ضبابا
وَأبْعَدْنَا لِسُوءِ الفِعْلِ كَعْبــاً ....و أدنينا لطاعتها كلابـــــــــا
وَشَرّدْنَا إلى الجَوْلانِ طَيْئاً ....و جنبنا سماوتها جنابـــــــا
سَحَابٌ مَا أنَاخَ عَلى عُقَيْلٍ.... و جرَّ على جوارهمُ ذنابــــــا
وَمِلْنَا بِالخُيُولِ إلى نُمَيـــر....ٍ تجاذبنا أعنتها جذابــــــــــا
يعزُّ على العشيرة ِ أنْ يصابا
وَمَا ضَاقَتْ مَذاهِبُهُ، وَلَكِنْ.... يُهَابُ، مِنَ الحَمِيّة ِ، أنْ يُهابَا
و يأمرنا فنكفيهِ الأعـادي.... هُمَامٌ لَوْ يَشَاءُ كَفَى وَنَابَــــــا
فلما أيقنوا أنْ لا غيــاثٌ.... دعوهُ للمغوثة ِ فاستجابـــــــا
وعادَ إلى الجميلِ لهمْ فعادوا.... وَقَدْ مَدّوا لِصَارِمِهِ الرّقَابَا
أمَرّ عَلَيْهِمُ خَوْفاً وَأمنــــاً.... أذَاقَهُمُ بِهِ أرْياً وَصَابـــــــــَا
أحَلّهُمُ الجَزِيرَة َ بَعدَ يَأسٍ.... أخُو حِلْمٍ إذا مَلَكَ العِقَابَــــــا
و أرضهمُ اغتصبناها اغتصابا
وَلَوْ شِئْنَا حَمَيْنَاهَا البَوَادِي.... كما تحمي أسودُ الغابِ غابـا
أنا ابنُ الضاربينَ الهامَ قدماً.... إذا كَرِهَ المُحَامُونَ الضّرَابَا
ألَمْ تَعْلَمْ؟ وَمِثْلُكَ قالَ حَقّــــاً.... بأني كنتُ أثقبها شهابـــــا‍

ابوالطيب
23-11-2008, 11:55 AM
قَنَاتي عَلى مَا تَعْهَدَانِ صَلِيبَـــة ٌ..... وعودي ، على ما تعلمانِ صليبُ
صبورٌ على طيِ الزمانِ ونشرهِ..... و إنْ ظهرتْ للدهرِ في نــــــدوبُ
و إنَّ فتى لمْ يكسرِ الأسرُ قلبــهُ..... وَخَوْضُ المَنَايَا جِدَّهُ لَنَجِيـــــــــبُ

ابوالطيب
23-11-2008, 12:30 PM
ابوفراس الحمداني
أبِيتُ كَأني لِلصَّبَابَة ِ صَاحِـــبُ.... و للنومِ مذْ بانَ الخليطُ ، مجانــبُ
وَمَا أدّعِي أنّ الخُطُوبَ تُخِيفُني.... لَقَدْ خَبّرَتْني بِالفِرَاقِ النّوَاعِــــــبُ
و لكنني ما زلتُ أرجو وأتقـي.... وَجَدَّ وَشِيكُ البَيْنِ وَالقَلْبُ لاعــــِبُ
و ماهذهِ في الحبِّ أولَ مـــرة.... ٍ أسَاءَتْ إلى قَلبي الظّنُونُ الكَوَاذِبُ
عليَّ لربعِ العامرية وقفــــة.... ٌ تُمِلّ عَليّ الشّوْقَ وَالدّمعُ كاتِـــــبُ
فلا وأبي العشاقِ ما أنا عاشقٌ.... إذا هيَ لَمْ تَلْعَبْ بِصَبرِي المَلاعِبُ
ومنْ مذهبي حبُّ الديارِلأهلها.... وَللنّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِــــــــبُ
عتادي لدفعِ الهمِّ نفسٌ أبيــــة.... ٌوَقَلبٌ على مَا شِئتُ مِنْهُ مُصَاحِـبُ
حَسُودٌ عَلىالأمرِالذي هُوَعَائِبُ.... وَخُوصٌ كأمْثَالِ القِسِيّ نَجَائــــِبُ
تكاثرَ لوامي على ما أصابني.... كأنْ لم تنبْ إلا بأسري النوائــــبُ
يقولونَ لمْ ينظرْعواقبَ أمرهِ.... و مثلي منْ تجري عليهٍِ العواقــبُ
ألألمْ يعلمِ الذلانُ أنَّ بني الوغى.... كَذاكَ، سَليبٌ بِالرّمَاحِ وَسَالـــــِبُ
أرى ملءَعيني الردى فأخوضهُ.... إذِ المَوْتُ قُدّامي وَخَلْفي المَعَايِبُ
وَإنّ وَرَاءَ الحَزْمِ فِيهَا وَدُونــهُ.... مَوَاقِفَ تُنْسَى دُونَهُنّ التّجَـــــارِبُ
و أعلمُ قوماً لو تتعتعتُ دونها.... لأجهَضَني بالذّمّ مِنهُمْ عَصَائـــــِبُ
و مضطغنٍ لمْ يحملِ السرَّقلبهُ.... تَلَفّتَ ثمّ اغْتَابَني، وَهوَ هَائــــــِبُ
تردى رداءَ الذلِّ لمَّـا لقيتــــهُ.... كما تتردى بالغبارِ العناكــــــــبُ
ومنْ شرفي أنْ لايزالَ يعيبني.... حسودٌ على الأمرِ الذي هوَ عاتبُ
رَمَتْني عُيُونُ النّاسِ حَتّىأظُنّهَا.... ستحسدني في الحاسدينًَ الكواكبُ
فَلَسْتُ أرَى إلاّ عَدُوّاً مُحاربــاً.... و آخرَ خيرُ منهُ عندي المحــاربُ
وَيَرْجُونَ إدْرَاكَ العُلابِنُفُوسِهِمْ.... وَلَمْ يَعْلَمُوا أنّ المَعَالي مَوَاهِـــــبُ
فكمْ يطفئونَ المجدَ واللهُ موقدٌ.... وَكَمْ يَنْقُصُونَ الفَضْلَ وَاللَّهُ وَاهبُ
وهلْ يدفعُ الإنسانُ ما هوَواقعٌ.... وَهَلْ يَعْلَمُ الإنسانُ ما هوَ كاسِــبُ
وهلْ لقضااللهِ في الخلقِ غالبٌ.... وهلْ لقضاءاللهِ في الخلقِ هاربُ
وَلا ذَنبَ لي إنْ حارَبَتني المَطالِبُ
وهلْ يرتجي للأمرِ إلا َّرجالـــهُ.... وَيأتي بصَوْبِ المُزْنِ إلاّ السّحائِــــــبُ
وعنديَ صدقُ الضربِ في كــلِّ.... معركٍ و ليسَ عليَّ إنْ نبونَ المضاربِ
إذا كانَ سيفُ الدولة الملكُ كافلي.... فلا الحَزْمُ مَغلوبٌ ولا الخصْمُ غالِــبُ
إذا اللَّهُ لَمْ يَحْرُزْكَ مِمّا تَخَافُـــهُ،.... عَليّ لِسَيْفِ الدّولَة ِ القَرْمِ أنْعُــــــــــمٌ
وَلا سَابِقٌ مِمَّا تَخَيّلْتَ سَابـــــقٌ،.... ولاَ صاحبٌ مما تخيرتَ صاحــــــــبُ
أأجْحَدُهُ إحْسَانَهُ فيّ، إنّنـــــــــي.... لكافرُ نعمى ، إنْ فعلتُ ، مـــــــواربُ
لَعَلّ القَوَافي عُقْنَ عَمّا أرَدْتـــُهُ،.... فلا القولُ مردودٌ ولا العذرُ ناضـــــبُ
و لا شكَّ قلبي ساعة في اعتقادهِ.... وَلا شَابَ ظَني قَطّ فِيهِ الشّوَائِــــــــبُ
تُؤرّقُني ذِكْرَى لَهُ وَصَبَابـــــــَة .... وَتَجْذُبُني شَوْقاً إلَيْهِ الجـــــــــــَوَاذِبُ
وَلي أدْمُعٌ طَوْعَى إذا مَا أمَرْتُها.... وَهُنّ عَوَاصٍ في هَوَاهُ، غَوَالِــــــــــبُ
فلاتخشَ سيفَ الدولة القرمَ أنني.... سِوَاكَ إلى خَلْقٍ مِنَ النّاسِ رَاغــــــبُ
فلا تُلبَسُ النّعمَى وَغَيرُكَ مُلبِسٌ،.... وَلا تُقْبَلُ الدنيَا وَغَيرُكَ وَاهِــــــــــبُ
وَلا أنَا، مِنْ كُلّ المَطاعِمِ، طَاعِمٌ.... وَلا أنَا، مِنْ كُلّ المَشَارِبِ، شَـــــــارِبُ
وَلاَ أنَا رَاضٍ إنْ كَثُرْنَ مكاسِبـي.... إذا لمْ تكنْ بالعزِّ تلكَ المكاســـــــــبُ
و لا السيدُ القمقامُ عندي بسيـــدٍ.... إذا اسْتَنْزَلَتْهُ عَن عُلاهُ الرّغَائِـــــــبُ
أيَعْلَمُ مَا نَلْقَى نَعَمْ يَعْلَمُونَــــــهُ.... على النأيِ أحبابٌ لنا وحبائـــــــــــبُ
أأبْقَى أخي دَمْعاً،أذاقَ كَرى ًأخي.... أآبَ أخي بعدي منَ الصبرِآئــــــــبُ
بنَفسِي وَإنْ لمْ أرْضَ نَفسِي لَرَاكِبٌ.... يُسَائِلُ عَني كُلّمَا لاحَ رَاكِــــــــــبُ
قريحُ مجاري الدمعِ مستلبُ الكرى.... يُقَلْقِلُهُ هَمٌّ مِنَ الشوْقِ نَاصِــــــــبُ
أخي لا يُذِقْني الله فِقْدَانَ مِثْلِــــهِ.... و أينَ لهُ مثلٌ ، وأينَ المقــــــــاربُ
تَجَاوَزَتِ القُرْبَى المَوَدّة ُ بَيْنَنَــا،.... فأصْبَحَ أدْنَى مَا يُعَدّ المُنَاسِــــــــــبُ
ألا لَيْتَني حُمّلْتُ هَمّي وَهَمّـــــهُ،.... وَأنّ أخي نَاءٍ عَنِ الهَمّ عَـــــــــازبُ
فَمَنْ لمْ يَجُدْ بالنّفسِ دون حبيبــِهِ.... فما هوَ إلاَّ ماذقُ الودِّ كـــــــــــاذبُ
أتَاني، مَعَ الرُّكْبَانِ، أنّكَ جَـازِعٌ،.... وَغَيرُكَ يَخْفَى عَنْهُ لله واجِـــــــــبُ
وَمَا أنْتَ مِمّنْ يُسْخِطُ الله فِعلــُهُ.... و إن أخذتْ منكَ الخطوبُ السوالـبُ
وَإني لَمِجْزَاعٌ، خَلا أنّ عَزْمَــــة.... ً تدافعُ عني حسرة ً وتغالـــــــــــبُ
و رقبة َ حسادٍ صبرتُ لوقعهـــا.... لها جانبٌ مني وللحربِ جانـــــــبُ
فكمْ منْ حزينٍ مثلَ حزني ووالهٍ.... ولكنني وحدي الحزينُ المراقـــــبُ
ولستُ ملوماً إنْ بكيتكَ منْ دمـي.... إذا قعدتْ عني الدموعُ السواكــــبُ
ألا ليتَ شعري هلْ أبيتنَّ ليلـــة.... تناقلُ بي فيها إليكَ الركائـــــــــبُ

بوهزاع المصعبي
23-11-2008, 06:17 PM
مشاء الله عليك يا بو الطيب...

مبدع في طرح القصائد...


وفعلا روائع ابوفراس الحمداني


تقبل مروري

tnnnsk

ابوالطيب
23-11-2008, 06:25 PM
تسلم يابوهزاع
مرورك على العين والراس وشرف لي

ابوالطيب
24-11-2008, 08:36 AM
فديتكَ ، ما الغدرُ منْ شيمتي....قديماً وَلا الهَجرُ مِن مَذْهَبي
!وهبني ؛ كما تدعي ؛ مذنباً.... أما تقبلُ العذرَ منْ مذنـبِ
؟وَأوْلى الرّجالِ، بِعَــتْبٍ،.... أخٌيكرُّ العتابَ على معتـبِ

ابوالطيب
24-11-2008, 11:01 AM
مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ،....العمرُ ما تمَّ بهِ السرورُ ‍!
أيامُ عزي ، ونفاذِ أمري....هي التي أحسبها منْ عمري
مَا أجْوَرَ الدّهْرَ عَلى بَنِيهِ!....وأغدرَ الدهرَ بمنْ يصفيهِ !
لوْ شئتُ مما قدْ قللنَ جدَّا....عَدَدْتُ أيّامَ السّرُورِ عَدّا
أنعتُ يوماً ، مرَّ لي بـ " الشامِ.... " ألذَّ ما مرَّ منَ الأيامِ
دَعَوْتُ بِالصَّقّارِ، ذاتَ يَوْمِ،....عندَ انتباهي ، سحراً من نومي
قلتُ لهُ : اخترْ سبعة ً كباراً....كُلٌّ نَجِيبٌ يَرِدُ الغُبَارَا
يَكُونُ لِلأرْنَبِ مِنْهَا اثْنَانِ،....وخمسة ٌ تفردُ للغزلانِ
وَاجْعَلْ كِلابَ الصّيْدِ نَوْبَتَينِ....ترسلُ منها اثنينِ بعدَ اثنين
و لاَ تؤخرْ أ***َ العراضِِ!....فَهُنّ حَتْفٌ لِلظِّبَاءِ قَاضِ
ثم تقدمتُ إلى الفهادِ....وَالبَازيَارِينَ بِالاسْتِعْدَادِ
وقلتُ : إنًَّ خمسة ً لتقنعُ....وَالزُّرّقَانِ: الفَرْخُ وَالمُلَمَّعُ
و أنتَ ، يا طباخُ ، لا تباطا!....عجلْ لنا اللباتِ والأوساطا !
ويا شرابي البلقسياتِ....تَكُونُ بِالرّاحِ مُيَسَّرَاتِ
بِالله لا تَسْتَصْحِبُوا ثَقِيلا!....واجتنبوا الكثرة َ والفضولا !
ردوا فلاناً ، وخذوا فلانا!....وَضَمّنُوني صَيْدَكُمْ ضَمَانَا!
فاخترتُ ، لمَّـا وقفوا طويلا،....عشرينَ ، أو فويقها قليلا
عِصَابَة ٌ، أكْرِمْ بِهَا عِصَابَهْ،....معروفة ٌ بالفضلِ والنجابه
ثُمّ قَصَدْنَا صَيْدَ عَينِ قَاصِرِ....مَظِنّة َ الصّيْدِ لِكُلّ خَابِرِ
جئناهُ والشمسُ ، قبيلَ المغربِ....تَختالُ في ثَوْبِ الأصِيلِ المُذهَب
وَأخذَ الدُّرّاجُ في الصّيَاحِ،....مُكْتَنِفاً مِنْ سَائِرِ النّوَاحي
في غَفْلَة ٍ عَنّا وَفي ضَلالِ،....ونحنُ قد ْ زرناهُ بالآجالِ
يَطْرَبُ للصُّبْحِ، وَلَيسَ يَدرِي....أنَّ المنايا في طلوعِ الفجرِ
حَتى إذَا أحْسَسْتُ بِالصّبَاحِ....ناديتهمْ : " حيَّ على الفلاحِ ! "
نحنُ نصلي والبزاة ُ تخرجُ....مُجَرَّدَاتٍ، وَالخُيُولُ تُسْرَجُ
فقلتُ للفهادِ : فامضِ وانفردْ....وَصِحْ بنا، إنْ عنّ ظبيٌ، وَاجتَهِدْ
فلمْ يزلْ ، غيرَ بعيدٍ عنا ،....إليهِ يمضي ما يفرُّ منا
وَسِرْتُ في صَفٍّ مِنَ الرّجالِ،....كَأنّمَا نَزْحَفُ لِلْقِتَالِ
فما استوينا كلنا حتى وقفْ....لَمّا رَآنَا مَالَ بِالأعْنَاقِ
ثمَّ أتاني عجلاً ، قالَ : ألسبقْ.... فقُلتُ: إن كانَ العِيانُ قد صَدَقْ
سِرْتُ إلَيْهِ فَأرَاني جَاثِمَهْ....ظَنَنْتُهَا يَقْظَى وكَانَتْ نائِمَهْ
ثُمّ أخَذتُ نَبَلَة ً كانَتْ مَعي،....وَدُرْتُ دَوْرَيْنِ وَلَمْ أُوَسَعِ
حتى تمكنتُ ، فلمْ أخطِ الطلبْ.... لكلِّ حتفٍ سببٌ منَ السببْ
وَضَجّتِ الكِلابُ في المَقَاوِد،....تَطْلُبُهَا وَهْيَ بِجُهْدٍ جَاهِدِ
وَصِحْتُ بِالأسْوَدِ كَالخُطّافِ....ليسَ بأبيضٍ ولا غطرافِ
ثمَّ دعوتُ القومَ : هذا بازي.... فأيكم ْ ينشطُ للبرازِ ؟
فقالَ منهمْ رشأٌ : " أنا ، أنا!.... وَلَوْ دَرَى مَا بِيَدي لأذْعَنَا!
فَقُلْتُ: قَابِلْني وَرَاءَ النّهْرِ،....أنْتَ لِشَطْرٍ وَأنَا لِشَطْرِ!
طارتْ لهُ دراجة ٌ فأرسلا....أحْسَنَ فِيهَا بَازُهُ وَأجمَلا
عَلَّقَهَا فَعَطْعَطُوا، وَصَاحُوا....و الصيدُ منْ آلتهِ الصياحُ !
فقلتُ : ما هذا الصياحُ والقلقْ.... أكُلُّ هذا فَرَحٌ بِذا الطَّلَقْ؟
فقالَ : إنَّ ال***َ يشوي البازا....قَد حَرَزَ الكَلْبُ، فَجُزْ، وَجَازَا
فلمْ يزلْ يزعقُ : يا مولائي.... وَهْوَ كَمِثْلِ النّارِ في الحَلْفَاءِ
طارتْ ، فأرسلتُ فكانتْ سلوى....حَلّتْ بِهَا قَبْلَ العُلُوّ البَلْوَى
فَمَا رَفَعْتُ البَازَ حَتى طَارَا....آخَرُ عَوْداً يُحْسِنُ الفِرَارَا
أسودُ ، صياحٌ ، كريمٌ ، كرَّزُ.... مُطرَّزٌ، مُكَحَّلٌ، مُلَزَّزُ
عليهِ ألوانُ منَ الثيابِ....مِنْ حُلَلِ الدّيبَاجِ وَالعُنّابي
فلمْ يزلْ يعلو وبازي يسفلُ....يحرزُ فضلَ السبقِ ليسَ يغفلُ
يَرْقُبُهُ مِنْ تَحْتِهِ بِعَيْنِهِ،....وَإنّمَا يَرْقُبُهُ لِحيْنِه
حتى إذا قاربَ ، فيما يحسبُ.... معقلهُ ؛ والموتُ منهُ أقربُ
أرْخَى لَهُ بِنَبْجِهِ رِجْلَيْهِ،....والموتُ قدْ سابقهُ إليهِ
صِحْتُ وَصَاحَ القَوْمُ بالتّكْبيرِ....وغيرنا يضمرُ في الصدورِ
ثمّ تَصَايَحْنَا فَطَارَتْ وَاحِدَهْ....شيطانة ٌ منْ الطيورِ ماردهْ
من قربٍ فأرسلوا إليها....وَلَمْ تَزَلْ أعْيُنُهُمْ عَلَيْهَا
فَلَمْ يُعَلِّقْ بَازُهُ وَأدّى....مِنْ بَعْدِ مَا قَارَبَهَا وَشَدّا
صحتُ : أهذا البازُ أمْ دجاجهْ
ليتَ جناحيهِ على دراجهْ
فاحمرتِ الأوجهُ والعيونُ....وَقَالَ: هَذا مَوْضِعٌ مَلْعُونُ
إنْ لزَّها البازُ أصابتْ نبجا....أوْ سقطتْ لمْ تلقَ إلاَّ مدرجا
اعدلْ بنا للنبجِ الخفيفِ....وَالمَوْضِعِ المُنْفَرِدِ المَكْشُوفِ
فقثلتُ : هذي حجة ٌ ضعيفة.... ْوغرَّة ٌ ظاهرة ٌ معروفهْ
نحنُ جميعاً في مكانٍ واحدِ.... فَلا تُعَلِّلْ بِالكَلامِ البَارِدِ!
قصَّ جناحيهِ يكنْ في الدارِ....معَ الدباسي ، ومعَ القماري !
وَاعْمِدْ إلى جُلْجُلِهِ البَدِيعِ،....فاجعلهُ في عنزٍ منَ القطيعِ!
حتى إذا أبْصَرْتُهُ، وَقد خَجِلْ،....قُلتُ: أرَاهُ، فارِهاً، على الحَجَلْ
دعهُ ، وهذا البازُ فاطردْ بهِ....تَفَادِياً مِنْ غَمّهِ وَعَتْبِهِ!
وقلتُ للخيلِ ، التي حولينا.... تَشَاهَدُوا كُلُّكُمُ عَلَيْنَا!
بِأنّهُ عَارِيَة ٌ مَضْمُونَه،....يُقِيمُ فِيهَا جَاهَهُ وَدِينَهْ
جئتُ ببازٍ حسنٍ مبهرجِ....دُونَ العُقَابِ وَفُوَيقَ الزُّمَّجِ
زينٍِ لرائيهِ ، وفوقَ الزينِ.... يَنْظُرُ مِنْ نَارَيْنِ في غَارَيْنِ
كأنَّ فوقَ صدرهِ والهادي....آثَارَ مَشْيِ الذَّرّ في الرّمَادِ
ذِي مِنْسَرٍ فَخْمٍ وَعَيْنٍ غائِرَهْ،....وفخذٍ ملءَ اليمينِ وافرهْ
ضَخْمٍ، قَرِيبِ الدَّسْتَبَانِ جِدّا....يَلْقَى الّذِي يَحمِلُ مِنهُ كَدّا
وَرَاحة ٍ تَغْمُرُ كَفّي سَبْطَهْ....زَادَ عَلى قَدْرِ البُزَاة ِ بَسْطَهْ
سُرّ، وَقالَ: هاتِ! قلتُ: مَهْلا!....احلفْ على الردِّ‍!"فقالَ:كلاَ!
أما يميني ، فهي عندي غاليهْ....وكلمتي مثلً يميني وافيه
قُلْتُ: فَخُذْهُ هِبَة ً بِقُبْلَة.... فَصَدّ عَني، وَعَلَتْهُ خَجْلَهْ
فلمْ أزلْ أمسحهُ حتى انبسطْ....وَهَشّ للصّيدِ قَلِيلاً، وَنَشَطْ
صحتُ بهِ :اركبْ ‍! فاستقلَّ عنْ يدِ....مُبادِراً أسرَعَ مِنْ قَوْلِ: قَدِ!
وَضَمّ ساقَيهِ وَقَالَ: قَدْ حَصَلْ!....قلتُ لهُ:"الغدرة ُ منْ شرِّ العملْ ‍!"
سرتُ ، وسارَ الغادرُ العيارُ....ليسَ لطيرٍ معنا مطارُ
ثمَّ عدلنا نحونهرِ الوادي.... وَالطّيْرُ فِيهِ عَدَدُ الجَرَادِ
أدَرْتُ شَاهِينَيْنِ في مَكَانِ....لكثرة ِ الصيدِ معَ الإمكانِ
دارا علينا دورة ً وحلقا....كِلاهُمَا، حَتى إذَا تَعَلّقَا
تَوَازَيَا، وَاطّرَدَا اطّرَادا،....كالفارسينِ التقيا أو كادا
ثَمّتَ شَدَّا فَأصَابَا أرْبَعَا....ثَلاثَة ً خُضْراً، وَطَيْراً أبْقَعَا
ثمَّ ذبحناها ، وخلصناهما....وَأمْكَنَ الصّيْدُ فَأرْسَلْنَاهُمَا
فَجَدّلا خَمْساً مِنَ الطّيُورِ....فَزَادَني الرّحْمَنُ في سُرُورِي
أربعة ً منها أنيسيانِ....وَطَائِراً يُعْرَفُ بالِبَيْضَاني
خَيْلٌ نُنَاجِيهِنّ كَيْفَ شِينَا....طيعة ٌ ، ولجمها أيدينا
وهيَ إذا ما استصعبَ القيادهْ....صَرّفَهَا الجُوعُ عَلى الإرَادَهْ

تَسَاقَطَتْ مَا بَيْنَنَا مِنَ الفَرَقْ
حتى أخذنا ما أردنا منها....ثُمّ انْصَرَفْنَا رَاغِبِينَ عَنْهَا
إلى كراكيَّ بقربِ النهرِ....عشراً نراها ، أو فويقَ العشرْ
لَمّا رآها البَازُ، من بُعْدٍ، لَصَقْ....وَحَدّدَ الطّرْفَ إلَيْهَا وَذَرَقْ
فَقُلْتُ: قد صَادَ، وَرَبِّ الكَعبهْ،
فدارَ حتى أمكنتْ ثمَّ نزلْ....فَحَطّ مِنْهَا أفْرَعاً مِثلَ الجَمَلْ
ما انحطَّ إلاَّ وأنا إليهِ....ممكناً رجليَّ منْ رجليهِ
جلستُ كيْ أشبعهُ إذا هيهْ....قد سَقطَتْ من عَن يَمينِ الرَابِيَهْ
فَشلْتُهُ أرْغَبُ في الزّيَادَة ....وَتِلْكَ للطّرَادِ شَرُّ عَادَة
لَمْ أَجْزِهِ بِأحْسَنِ البَلاءِ،....أطَعتُ حِرْصِي، وَعَصَيْتُ دَائي
فلمْ أزلْ أختلها وتختتلْ.... وإنما نختلها إلى أجلْ
عمدتُ منها لكبيرٍ مفردِ....يمشي بعنقٍ كالرشاءِ المحصدِ
طارَ ، وما طارَ ليأتيهِ القدرْ....وهلْ لما قدْ حانَ سمعٌ أوْ بصرْ ‍! ؟
حتى إذا جدلهُ كالعندلِ.... أيقنتُ أنَّ العظمَ غيرُ الفصلِ
ذَاكَ، عَلى مَا نِلْتُ مِنهُ، أمْرُ....عثرتُ فيهِ وأقالَ الدهرُ ‍!
خيرٌ منَ النجاحِ للإنسانِ
صحتُ إلى الطباخِ : ماذا تنتظر....انزِلْ عنِ المهرِ، وَهَاتِ ما حَضَرْ
جَاءَ بِأوْسَاطٍ، وَجُرْدِ تَاجِ،....منْ حجلِ الصيدِ ومنْ دراجِ
فما تنازلنا عنِ الخيولِ،....يمنعنا الحرصُ عنِ النزولِ
وَجِيءَ بِالكَأسِ وَبالشّرَابِ،....فَقُلتُ: وَفّرْهَا على أصْحابي!
أشْبَعَني اليَوْمَ وَرَوّاني الفَرَحْ،....فقدْ كفاني بعضُ وسطٍ وقدحْ
ثمَّ عدلنا نطلبُ الصحراءَ.... نَلْتَمِسُ الوُحُوشَ وَالظّبَاءَ
عَنّ لَنَا سِرْبٌ بِبَطْنِ الوَادِي
قَدْ صَدَرَتْ عَنْ مَنهَلٍ رَوِيِّ،....منْ غبرِ الوسميِّ والوليِّ
ليسَ بمطروقٍ ولا بكيِّ،....ومرتعٍ مقتبلٍ جنيّ
رعينَ فيهِ ، غيرَ مذعوراتِ ،
مرَّ عليهِ غدقُ السحابِ.....بواكفٍ ، متصلِ الربابِ
مازالَ في خفضٍ ، وحسنِ حالِ....حَتى أصَابَتْهُ بِنَا اللّيَالي
سِرْبٌ حَمَاهُ الدّهْرُ مَا حَمَاهُ....لَمّا رَآنَا ارْتَدّ مَا أعْطَاهُ
بادرتُ بالصقارِ والفهادِ....حَتى سَبَقْنَاهُ إلى المِيعَادِ
فَجَدَّلَ الفَهْدُ الكَبِيرَ الأقْرَنَا،....شدَّ على مذبحهِ واستبطنا
وجدَّلَ الآخرُ عنزاً حائلاً....رَعَتْ حمى الغَوْرَينِ حَوْلاً كاملا
ثُمّ رَمَيْنَاهُنّ بِالصّقُورِ....فَجِئْنَهَا بِالقَدَرِ المَقْدُورِ
أفْرَدْنَ مِنها في القَرَاحِ وَاحِدَة....قدْ ثقلتْ بالخصرِ وهيَ جاهدهْ
مَرّتْ بِنَا، وَالصّقْرُ في قَذالِهَا....يُؤذِنُهَا بِسيِّءٍ مِنْ حَالِهَا
ثمَّ ثناها وأتاها ال***ُ....هما ، عليها ، والزمانُ إلبُ
فَلَمْ نَزَلْ نَصِيدُهَا وَنَصْرَعُ....حَتى تَبَقّى في القطِيعِ أرْبَعُ
ثمَّ عدلنا عدلة ً إلى الجبلْ....إلى الأراوي ، والكباشِ والحجلْ
فَلَمْ نَزَلْ بِالخَيْلِ وَالكِلابِ....نحوزها حوزاً ، إلى الغيابِ
ثمَّ انصرفنا ، والبغالُ موقرهْ.... في لَيلَة ٍ، مثلِ الصّبَاحِ، مُسفِرَهْ
حتى أتينا رحلنا بليلِ....وَقَدْ سُبِقْنَا بِجِيَادِ الخَيْلِ

حتى عددنا مئة ً وزيدا
فلمْ نَزَلْ نَقلي، وَنشِوي، وَنصُبْ،....حَتى طَلَبْنَا صَاحِياً فَلَمْ نُصِبْ
شُرْباً، كمَا عَنّ، مِنَ الزِّقَاقِ....
بغيرِ ترتيبٍ ، وغيرِ ساقِفَلَمْ نَزَلْ سَبْعَ لَيَالٍ عَدَدا....
أسعدَ مَن رَاحَ، وَأحظَى مَن غَدا
مع مودتي
ابوالطيب

بوهزاع المصعبي
24-11-2008, 01:54 PM
ماشاء الله عليك يا ابو الطيب


ننتظر المزيد

كشخه برستيج
25-11-2008, 01:48 AM
صح لسانك ع هالابيات ..

ابوالطيب
27-11-2008, 11:39 AM
ابوفراس الحمداني
يا طولَ شَوْقيَ إن قالواالرّحِيلُ غدا....لا فَرّقَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَنَا أبَـــــدَا
يا منْ أصافيهِ في قربٍ وفي بعــــدِ....وَمَنْ أُخَالِصُهُ إنْ غَابَ أوْ شَهِـدَا
راعَ الفراقُ فؤاداً كنتَ تؤنســهُ....وَذَرّ بَينَ الجُفُونِ الدّمعَ والسُّهُـــدا
لا يُبْعِدِ اللَّهُ شَخْصاً لا أرَى أنَسـاً....وَلا تَطِيبُ ليَ الدّنْيَا إذا بَعُــــدا
أضحى وأضحيتُ في سرٍوفي علنٍ....أعدهُ والداً إذْ عدني ولــــــدا
ما زالَ ينظمُ فيَّ الشعرَ مجتهــداً....فضلاً وأنظمُ فيهِ الشعرَ مجتهـدا
حَتى اعْتَرَفْتُ وَعَزّتْني فَضَائِلُــهُ....و فاتَ سبقاً وحازَ الفضلَ منفردا
إنْ قَصّرَ الجُهْدَ عَنْ إدْرَاكِ غايَتـه....فأعذرُالناسِ منْ أعطاكَ ما وجدا
أبقى لنا اللهُ مولانا ولا برحـتْ....أيّامُنَا، أبَداً، في ظِلّهِ جُــــدُدَا
لا يطرقِ النازلُ المحذورُ ساحتـهُ....وَلا تَمُدّ إلَيْهِ الحَادِثَاتُ يَــــدَا
الحَمْدُ للَّهِ حَمْداً دَائِماً أبَــــ دا....أعطانيَ الدهرُ ما لمْ يعطهِ أحـدا
مودتي ابوالطيب
يتبع

المهاجرالطاهري
27-11-2008, 11:46 AM
بارك اللة فيك
مع مروري تقبل تحياتي وشكري