AL_TAHERY
04-02-2010, 06:17 PM
( هذا الموضوع نزل قبل فترة ثم حذف نتيجة الهجمة الفاشلة من قبل أعداء النجاح على المنتدى .. والآن أعيده في حلته الجديدة )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الله تعالى قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
قـال ابـن عباس: الشـعوب الـقبائل العـظام. والقبائل: البـطون
والانتساب إلى القبيـلة أوالفخيـذة أمـر أقره شرعنا الحنيف وسـار علـيه أهل الإسلام قـديماً وحـديثـاً. وفـي الترمـذي مرفـوعاً (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم...)
وهذا الانتساب للقبيلة من الروابط الاجتماعية الهادفة التي إذا وظفـت في الخير وخدمة الشريعة وسلـمت مـن تـوظـيفها في الـشر كان فيـها خـيرٌ كثيـر
مـدخـل:
كـثيراً مانقرأ في الصـحـف والـمنـتديات نـقداً لـمفهوم القـبيـلة ومحـاولة لتـهميـش دورهـا الإجـتماعي ومـحاولة لـنقد الإنـتساب لـها وأغلـب هذه الكـتابات من أنـاس ليسـوا بـأهل شرف ولانسـب وحالهم كصـلعاء إنـتقدت فرعـاء ( ذات الشعر الطويل ) فمـن أيـن سـتأتـي الـموضـوعية والـصدق والأمـانة فـي الطـرح ...!!!!
هـل الإنـتساب إلى الـقبيلـة حـــرام ... ؟؟
ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( أن الله اصـطفى كـنانة من بني إسماعيل ، واصـطفى قريـشا من كـنانة ، واصـطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم ، فأنا خـيركم نـفسا وخـيركم نـسبا )
و هـذا ما سـأل عـنه قيـصر أبا سـفيان كـيف نـسب هـذا الرجـل فـيكم ؟ قـلت : هو فينا ذو نسب ). فقال قصير : ( إني ســألتك عن نـسبه فيكم فزعمت أنـه ذو نسـب ، وكذلـك الرسـل تبعث في نـسب قومـها )
فالغـريب أن حـتى علوج فـارس و الـروم " يـعرفون للـنسب قـدره و يـعرفون أنه شيء مـادي واقـعي مـؤثر ثم يـأتي رجل يزعـم بـأنه " عربي " فيقول : لا شـرف فـي الأنـساب فـكلها سـواء ..!!!!! في محـاولة لأسلمة طرحـه وتـشبيعة بالنرصوص الـشرعية ولـي أعـناقها لـصالحه
ولـهذا قال النبي صـلى الله عـليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم، ولا فخر ) فيـجوز أن تخبر دون أن تفـخر ! , و قولـه : ( أنا النبـي لا كذب أنا ابـن عبد المطلـب ) فقد قالها يفـخر في الـحرب علـى أعـدائه و قـرنها بعـدم الكـذب لأنـه كـان مــعلوم لـدى أهـرل الجـاهلـية أن أشـراف الـقوم و أهـل الأنـساب فـيهم لا يكـذبون و ذلـك كمـا فـي حديـث أبـي سـفيان مع القـيصر حيـث قال أبو سـفيان : ( وأمـر بأصـحابي فجعـلوا خلـف ظـهري عنـد كتفي ، ثم قـال لترجـمانه : قل لأصحابه : إنـي سـائل هذا الرجل عن الذي يـزعم أنه نبي ، فإن كذب فكذبوه ، قال أبو سفيان : والله لـولا الـحياء يومـئذ ، مـن أن يأـثر أصحابي عـني الكذب ، لكذبـته حين سألني عنه ، ولكـني استـحييت أن يأثروا الـكذب عني فـصدقـته ) و كـما قالت هنـد بنت عتبه عنـدما طلـب منـها النبـي صلى الله عليه و سلم أن تبـايع على عـدم الزنا فـقالت هـند : " و هـل تزنـي الـحرة ؟ " .
فقد كانت عند العرب " شيمة وخلق " يتميز بها أهل الـشرف لا يـمارسونها ولايقربونها بينما يمارسها أهل الدنية و الاسـتضعاف و الصنعة المـبتذلة مما هي من الأمـور المشـينة و لـهذا تجد أن زواج الأمـة محـرم عند الشافعي لمن يـستطيع نكاح الحـرة لأن الأمة مبـتذلة و عرضـة للانـتهاك فكـذلك بعـض الجمـاعات الـتي مرت عبر بوابة الـتاريخ سـواء كانـت قـبائل هزيـلة وضـيعة كقـبائل الغـجروالنور أو حـتى مـجرد تجـمعات بشـرية مـجتـمعة في أمـاكن مـعينـة تسـتوطـنها فبعـضـها كـان عرضـة للانـتهـاك و الابـتذال و هـذا سـبب منـطقي و شـرعـي لجـعل الانتـساب لمـثلها شـيء يقـلل من قـدر المنتـسب و هـذا شـيء حفـظه الـتاريخ لا يخـتفي تحـت هيلمة جيل الضياع مـمن رسموا لأنفسهم على التراب شرفا فسرعان ماتأتيه الرياح فتمحوه .... أما التاريخ فإنه لا يمـوت و لا تـذروه الريـاح ...
جـاء الشـرع بـمنع التـفاخر لأجـل القـبيلة فـقط وجعـل معيـار الأفـضلية هـي التـقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ولايـوجد بيـن هذيـن المـبدأين تناقـض فالـفخر لأجـل الفـخر والتـعالي حـرام وأمـا أن يتـعلم الرجـل نسـبه وينسب نفسه ويشـرف نفسه فهذا أمر مـحمود و قد جاء في ذلـك حديث عن أبي هريرة مرفوعا : ( إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي : ألا إني جـعلت نسبا ، وجـعلتم نـسبا ، فجعلـت أكرمـكم أتـقاكم ، فأبيـتم ، إلا أن تـقولوا : فـلان بن فـلان خـير من فـلان بن فـلان ، فاليـوم أرفع نـسبـي ، وأضـع نسـبكم . أيـن المـتقـون ) فلا تقل فلان بن فلان خير من فلان بن فلان لأجل نسبه فهذا واضح ولامراء فيه
وعلـيه فـقد تقـرر أن الإفتـخار بالنـسب أمر جـائز وهو فطـرة فطـر الله عليـها العـرب ولذلـك كان النبي صلى الله عليه و سلم يفخـر بسـعد بن أبي وقـاص و بشـجاعته و إيمـانه فكان يقول ( هذا خـالي فلـيريني كل امـرء خـاله )
و النسـب له بوصلته المؤثرة جاء الـشرع باحترامه بل أن النـبي صلى الله عليه و سلم عندما أراد حـسان بن ثابـت أن يهجو قريـش حـذره من أن يهجو أشخـاصاً هم من نـسب رسول الله صلى الله عليه و سلم أو يهـجو أنسـابهم فكـان عليه السلام حـريص على أن لا يسـب نسـبه كما في البخـاري : ( قال حسان : قد آن لـكم أن ترسـلوا إلى هذا الأسـد الضـارب بذنـبه - يعني نفـسه - . ثم أدلـع لسـانه فجـعل يحـركه . فقـال : والذي بعـثك بالـحق ! لأفرينـهم بلـساني فري الأديم . فقال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : لا تعـجل . فإن أبا بـكر أعـلم قريـش بأنسـابها . وإن لي فيهم نسبا . حتـى يلخـص لك نـسبي . فأتاه حسـان . ثم رجـع فقال : يا رسـول الله ! قد لـخص لي نسـبك . والذي بعـثك بالحـق ! لأسـلنك منـهم كما تـسل الشـعرة من العـجين )
وهنـا تـتجلى أعظـم صـور صـيانة النسـب في هذا الأثـر
روى الهيثمي في المجمع عن ابن أبي الحسين : ( كانت درة بنت أبي لهب عند الحارث بن عبد الله بن نوفل فولدت له عقبة والوليد وأبا مسلم ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأكثر الناس في أبويها ( واللذين هما شر خلق الله ابو لهب وأمرأته حمالة الحطب أم جميل ) فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ما ولد الكفار غيري فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قالت قد آذاني أهل المدينة في أبوي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليت الظهر فصلي حيث أرى فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ثم التفت إليها فأقبل على الناس فقال أيها الناس ألكم نسب وليس لي نسب فوثب عمر بن الخطاب فقال أغضب الله من أغضبك فقال هذه بنت عمي فلا يقل لها أحد إلا خيرا )
و روى ابن سيرين قال : خطب الحسن بن علي بن ابي طالب إلى منصور بن سيار بن ريان الفزاري ابنته فقال والله إني لأنكحك وإني لأعلم أنك علق طلق ملق غير أنك أكرم العرب بيتا وأكرمه نسبا ) والحسن كان مشهور بكثر زواجة وطلاقه فكانت لاتثبت معه أمرأة ومن تزوجته علمت علم اليقين أنه سيطلقها فزوجه منصور الفزاري لأجل كرم بيته أي أنه من بيت رسول الله و لأجل كرم نسبه لأنه من قريش
فــهل هنــاك نـسب أفضـل من نـسب ..؟؟
قال أبو بكر الصديق للأنصار كما في البخاري في حادثة البيعة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ، وهو جالس بيننا )
فقال لهم بأن قريش " أوسطهم نسباً " و الوسط عند جمهور المفسرين هو " الأخير " و قد أقر الصحابة عن بكرة أبيهم فهم أبي بكر بل رضوا بأن يكون هذا " مرجح من المرجحات لتولي الحكم " فلم يقولوا بأن الاسلام يقول بأن الأنساب كلها سواء و أنه لا يوجد " نسب شريف " و نسب " دون ذلك " و ذلك لأنهم " رجال يفهمون " و يضعون مفاهيم الشريعة مواضعها و لا ينكرون شيئاً لينتصروا لذواتهم و أنفسهم !! .
مــخرج
لايفهم ماذكر أعلاه بأن يفاخر الإنسان بنسبه على حساب دينه وخلقة فالأنساب موضوعه يوم القيامة ولاتنفع إلا الأعمال الصالح قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( يافاطمة لا أغني عنك من الله شيئاً ) وفرق بين حفظ النسب والتفاخر به على حساب الآخرين
وحق لنا يا أبناء قبيلة المصعبين أن نفتخر بأنسابنا فهي والله الشرف بعد الإسلام والدين فقبيلتنا سلم على من سالمها وحرب على من حاربها يمتاز كبارها بالعقل الراجح والحكمة والدهاء .. يمتاز أهلها بالكرم والبساطة ودماثة الخلق .. يحترمون القبائل الآخرى والكل يحترمهم .. قبيله لها سمعتها وشرفها بين قبائل العرب .. وواجب على أبناءنا ان يحافظوا على هذا النسب الرفيع ولايدنسوه بأفعال قبيحة وأقوال مخزيه ـ وإن شاء الله أنهم ليسوا كذلك ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الله تعالى قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
قـال ابـن عباس: الشـعوب الـقبائل العـظام. والقبائل: البـطون
والانتساب إلى القبيـلة أوالفخيـذة أمـر أقره شرعنا الحنيف وسـار علـيه أهل الإسلام قـديماً وحـديثـاً. وفـي الترمـذي مرفـوعاً (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم...)
وهذا الانتساب للقبيلة من الروابط الاجتماعية الهادفة التي إذا وظفـت في الخير وخدمة الشريعة وسلـمت مـن تـوظـيفها في الـشر كان فيـها خـيرٌ كثيـر
مـدخـل:
كـثيراً مانقرأ في الصـحـف والـمنـتديات نـقداً لـمفهوم القـبيـلة ومحـاولة لتـهميـش دورهـا الإجـتماعي ومـحاولة لـنقد الإنـتساب لـها وأغلـب هذه الكـتابات من أنـاس ليسـوا بـأهل شرف ولانسـب وحالهم كصـلعاء إنـتقدت فرعـاء ( ذات الشعر الطويل ) فمـن أيـن سـتأتـي الـموضـوعية والـصدق والأمـانة فـي الطـرح ...!!!!
هـل الإنـتساب إلى الـقبيلـة حـــرام ... ؟؟
ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( أن الله اصـطفى كـنانة من بني إسماعيل ، واصـطفى قريـشا من كـنانة ، واصـطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم ، فأنا خـيركم نـفسا وخـيركم نـسبا )
و هـذا ما سـأل عـنه قيـصر أبا سـفيان كـيف نـسب هـذا الرجـل فـيكم ؟ قـلت : هو فينا ذو نسب ). فقال قصير : ( إني ســألتك عن نـسبه فيكم فزعمت أنـه ذو نسـب ، وكذلـك الرسـل تبعث في نـسب قومـها )
فالغـريب أن حـتى علوج فـارس و الـروم " يـعرفون للـنسب قـدره و يـعرفون أنه شيء مـادي واقـعي مـؤثر ثم يـأتي رجل يزعـم بـأنه " عربي " فيقول : لا شـرف فـي الأنـساب فـكلها سـواء ..!!!!! في محـاولة لأسلمة طرحـه وتـشبيعة بالنرصوص الـشرعية ولـي أعـناقها لـصالحه
ولـهذا قال النبي صـلى الله عـليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم، ولا فخر ) فيـجوز أن تخبر دون أن تفـخر ! , و قولـه : ( أنا النبـي لا كذب أنا ابـن عبد المطلـب ) فقد قالها يفـخر في الـحرب علـى أعـدائه و قـرنها بعـدم الكـذب لأنـه كـان مــعلوم لـدى أهـرل الجـاهلـية أن أشـراف الـقوم و أهـل الأنـساب فـيهم لا يكـذبون و ذلـك كمـا فـي حديـث أبـي سـفيان مع القـيصر حيـث قال أبو سـفيان : ( وأمـر بأصـحابي فجعـلوا خلـف ظـهري عنـد كتفي ، ثم قـال لترجـمانه : قل لأصحابه : إنـي سـائل هذا الرجل عن الذي يـزعم أنه نبي ، فإن كذب فكذبوه ، قال أبو سفيان : والله لـولا الـحياء يومـئذ ، مـن أن يأـثر أصحابي عـني الكذب ، لكذبـته حين سألني عنه ، ولكـني استـحييت أن يأثروا الـكذب عني فـصدقـته ) و كـما قالت هنـد بنت عتبه عنـدما طلـب منـها النبـي صلى الله عليه و سلم أن تبـايع على عـدم الزنا فـقالت هـند : " و هـل تزنـي الـحرة ؟ " .
فقد كانت عند العرب " شيمة وخلق " يتميز بها أهل الـشرف لا يـمارسونها ولايقربونها بينما يمارسها أهل الدنية و الاسـتضعاف و الصنعة المـبتذلة مما هي من الأمـور المشـينة و لـهذا تجد أن زواج الأمـة محـرم عند الشافعي لمن يـستطيع نكاح الحـرة لأن الأمة مبـتذلة و عرضـة للانـتهاك فكـذلك بعـض الجمـاعات الـتي مرت عبر بوابة الـتاريخ سـواء كانـت قـبائل هزيـلة وضـيعة كقـبائل الغـجروالنور أو حـتى مـجرد تجـمعات بشـرية مـجتـمعة في أمـاكن مـعينـة تسـتوطـنها فبعـضـها كـان عرضـة للانـتهـاك و الابـتذال و هـذا سـبب منـطقي و شـرعـي لجـعل الانتـساب لمـثلها شـيء يقـلل من قـدر المنتـسب و هـذا شـيء حفـظه الـتاريخ لا يخـتفي تحـت هيلمة جيل الضياع مـمن رسموا لأنفسهم على التراب شرفا فسرعان ماتأتيه الرياح فتمحوه .... أما التاريخ فإنه لا يمـوت و لا تـذروه الريـاح ...
جـاء الشـرع بـمنع التـفاخر لأجـل القـبيلة فـقط وجعـل معيـار الأفـضلية هـي التـقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ولايـوجد بيـن هذيـن المـبدأين تناقـض فالـفخر لأجـل الفـخر والتـعالي حـرام وأمـا أن يتـعلم الرجـل نسـبه وينسب نفسه ويشـرف نفسه فهذا أمر مـحمود و قد جاء في ذلـك حديث عن أبي هريرة مرفوعا : ( إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي : ألا إني جـعلت نسبا ، وجـعلتم نـسبا ، فجعلـت أكرمـكم أتـقاكم ، فأبيـتم ، إلا أن تـقولوا : فـلان بن فـلان خـير من فـلان بن فـلان ، فاليـوم أرفع نـسبـي ، وأضـع نسـبكم . أيـن المـتقـون ) فلا تقل فلان بن فلان خير من فلان بن فلان لأجل نسبه فهذا واضح ولامراء فيه
وعلـيه فـقد تقـرر أن الإفتـخار بالنـسب أمر جـائز وهو فطـرة فطـر الله عليـها العـرب ولذلـك كان النبي صلى الله عليه و سلم يفخـر بسـعد بن أبي وقـاص و بشـجاعته و إيمـانه فكان يقول ( هذا خـالي فلـيريني كل امـرء خـاله )
و النسـب له بوصلته المؤثرة جاء الـشرع باحترامه بل أن النـبي صلى الله عليه و سلم عندما أراد حـسان بن ثابـت أن يهجو قريـش حـذره من أن يهجو أشخـاصاً هم من نـسب رسول الله صلى الله عليه و سلم أو يهـجو أنسـابهم فكـان عليه السلام حـريص على أن لا يسـب نسـبه كما في البخـاري : ( قال حسان : قد آن لـكم أن ترسـلوا إلى هذا الأسـد الضـارب بذنـبه - يعني نفـسه - . ثم أدلـع لسـانه فجـعل يحـركه . فقـال : والذي بعـثك بالـحق ! لأفرينـهم بلـساني فري الأديم . فقال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : لا تعـجل . فإن أبا بـكر أعـلم قريـش بأنسـابها . وإن لي فيهم نسبا . حتـى يلخـص لك نـسبي . فأتاه حسـان . ثم رجـع فقال : يا رسـول الله ! قد لـخص لي نسـبك . والذي بعـثك بالحـق ! لأسـلنك منـهم كما تـسل الشـعرة من العـجين )
وهنـا تـتجلى أعظـم صـور صـيانة النسـب في هذا الأثـر
روى الهيثمي في المجمع عن ابن أبي الحسين : ( كانت درة بنت أبي لهب عند الحارث بن عبد الله بن نوفل فولدت له عقبة والوليد وأبا مسلم ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأكثر الناس في أبويها ( واللذين هما شر خلق الله ابو لهب وأمرأته حمالة الحطب أم جميل ) فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ما ولد الكفار غيري فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قالت قد آذاني أهل المدينة في أبوي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليت الظهر فصلي حيث أرى فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ثم التفت إليها فأقبل على الناس فقال أيها الناس ألكم نسب وليس لي نسب فوثب عمر بن الخطاب فقال أغضب الله من أغضبك فقال هذه بنت عمي فلا يقل لها أحد إلا خيرا )
و روى ابن سيرين قال : خطب الحسن بن علي بن ابي طالب إلى منصور بن سيار بن ريان الفزاري ابنته فقال والله إني لأنكحك وإني لأعلم أنك علق طلق ملق غير أنك أكرم العرب بيتا وأكرمه نسبا ) والحسن كان مشهور بكثر زواجة وطلاقه فكانت لاتثبت معه أمرأة ومن تزوجته علمت علم اليقين أنه سيطلقها فزوجه منصور الفزاري لأجل كرم بيته أي أنه من بيت رسول الله و لأجل كرم نسبه لأنه من قريش
فــهل هنــاك نـسب أفضـل من نـسب ..؟؟
قال أبو بكر الصديق للأنصار كما في البخاري في حادثة البيعة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ، وهو جالس بيننا )
فقال لهم بأن قريش " أوسطهم نسباً " و الوسط عند جمهور المفسرين هو " الأخير " و قد أقر الصحابة عن بكرة أبيهم فهم أبي بكر بل رضوا بأن يكون هذا " مرجح من المرجحات لتولي الحكم " فلم يقولوا بأن الاسلام يقول بأن الأنساب كلها سواء و أنه لا يوجد " نسب شريف " و نسب " دون ذلك " و ذلك لأنهم " رجال يفهمون " و يضعون مفاهيم الشريعة مواضعها و لا ينكرون شيئاً لينتصروا لذواتهم و أنفسهم !! .
مــخرج
لايفهم ماذكر أعلاه بأن يفاخر الإنسان بنسبه على حساب دينه وخلقة فالأنساب موضوعه يوم القيامة ولاتنفع إلا الأعمال الصالح قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( يافاطمة لا أغني عنك من الله شيئاً ) وفرق بين حفظ النسب والتفاخر به على حساب الآخرين
وحق لنا يا أبناء قبيلة المصعبين أن نفتخر بأنسابنا فهي والله الشرف بعد الإسلام والدين فقبيلتنا سلم على من سالمها وحرب على من حاربها يمتاز كبارها بالعقل الراجح والحكمة والدهاء .. يمتاز أهلها بالكرم والبساطة ودماثة الخلق .. يحترمون القبائل الآخرى والكل يحترمهم .. قبيله لها سمعتها وشرفها بين قبائل العرب .. وواجب على أبناءنا ان يحافظوا على هذا النسب الرفيع ولايدنسوه بأفعال قبيحة وأقوال مخزيه ـ وإن شاء الله أنهم ليسوا كذلك ـ